أوبرا نيون: هل يستحق متصفح الذكاء الاصطناعي المدفوع التجربة؟

أوبرا نيون: استكشاف تعقيدات متصفحات الويب المدعومة بالذكاء الاصطناعي


رسوم متحركة توضح البنية الرسومية للرسم البياني المعرفي مع العقد والعلاقات.

مقدمة عن أوبرا نيون: لفهم متصفح أوبرا نيون (Opera Neon) بشكل كامل، يجب إدراك أنه يتجاوز كونه مجرد متصفح ويب مزود بذكاء اصطناعي واحد. فهو يدمج ثلاثة وكلاء ذكاء اصطناعي متكاملين يعملون معًا. هذه الميزة تمثل جوهر قوته وتحدياته؛ فبينما يوفر للمستخدمين القدرة على إنجاز مهام الذكاء الاصطناعي المختلفة دون مغادرة المتصفح، قد يكون تحديد الأداة المناسبة لكل مهمة أمرًا معقدًا.

إطلاق أوبرا نيون وموقعه في السوق


رجل أعمال يشرح مفاهيم بيانية على سبورة بيضاء مع رسوم بيانية وأيقونات

تاريخ الإطلاق والتميز: أطلقت أوبرا متصفحها الرائد المدعوم بالذكاء الاصطناعي، نيون (Opera Neon)، رسميًا في 30 سبتمبر 2025، بعد إعلان مبدئي في 28 مايو 2025. يدخل هذا المتصفح المبتكر سوقًا متناميًا ومزدحمًا بمتصفحات الذكاء الاصطناعي، مثل كروم المدعوم من جوجل جيميني، وبيربليكسيتي كوميت، وديا من ذا براوزر كومباني. نموذج الاشتراك: وعلى عكس العديد من هذه المتصفحات، يبرز أوبرا نيون بتقديمه خدمة اشتراك مدفوعة تبلغ 19.90 دولارًا شهريًا، مما يضع معيارًا عاليًا للميزات المتوقعة في منتج عادة ما يكون مجانيًا.

الميزات الأساسية ووكلاء الذكاء الاصطناعي

وكيل "شات" (Chat)

مساعد تفاعلي، استعلامات وتلخيص.

وكيل "دو" (Do)

تحكم في المتصفح، إنجاز المهام.

وكيل "ميك" (Make)

إنشاء أدوات ويب مصغرة مخصصة.

تصميم وميزات مألوفة: يتميز متصفح أوبرا نيون بتصميم وميزات مألوفة لمستخدمي متصفحات أوبرا التقليدية. فهو يدمج أدوات أساسية مثل مانع الإعلانات المدمج وخدمة VPN، بالإضافة إلى شريط جانبي قابل للتخصيص يدعم تطبيقات شائعة مثل واتساب وفيسبوك ماسنجر. وكلاء الذكاء الاصطناعي المتقدمون: تتركز قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في نيون ضمن الواجهة الأمامية وشاشات علامات التبويب الجديدة. أسفل شريط البحث، يظهر مفتاح تحويل بأربعة أوضاع: بحث إنترنت قياسي؛ روبوت محادثة يُعرف باسم "شات"؛ وكيل للتحكم في المتصفح يُدعى "دو"؛ ووكيل متخصص في بناء الذكاء الاصطناعي يُسمى "ميك". (توضح أوبرا أن نيون يعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي وجوجل، ولكنها لم تحدد بعد النموذج الدقيق المستخدم لكل مكون من مكونات نيون.)

وكيل "شات" (Chat): مساعد الذكاء الاصطناعي التفاعلي


صورة تعرض مخططًا بيانيًا رقميًا على شاشة كمبيوتر، مما يوحي بتحليل البيانات المعقدة والتحديات التقنية المرتبطة ببناء الرسوم البيانية المعرفية.

أداء وكيل "شات": يعتبر "شات" (Chat) من أبرز ميزات متصفح أوبرا نيون، حيث يعمل كمساعد ذكاء اصطناعي تفاعلي مدمج، مما يجعله مألوفًا للمستخدمين الذين اعتادوا على روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يمكن الوصول إلى "شات" مباشرة من شريط البحث أو من الزاوية العلوية اليمنى للمتصفح لتوفير وصول سريع ومستمر. قدرات الاستعلامات والتلخيص: أظهر "شات" قدرة جيدة في التعامل مع استعلامات البحث السريعة وتقديم إجابات حول محتوى الصفحة الحالية، مثل تلخيص أحدث الأبحاث في الحوسبة الكمومية. تحديات الأداء: ومع ذلك، لم يكن الأداء مثاليًا دائمًا، حيث كانت إجاباته غالبًا مطولة وتفتقر إلى الإيجاز. على سبيل المثال، عندما طُلب منه تلخيص تعليقات خمس مقالات حديثة من موقع "فيرج" (The Verge)، قدم "شات" ردًا مطولًا بحدود 400 كلمة ليخبرنا بعدم وجود تعليقات. كشفت هذه التجربة أن "شات" قد لا يمتلك القدرة الكاملة على تحليل محتوى الويب بشكل دقيق، على الرغم من أنه يوحي بذلك. وفي موقف آخر، ذكر "شات" عدم وجود تعليقات على ثلاث قصص من "فيرج" بينما كانت هناك أربعة تعليقات فعلية، ليقدم بعد ذلك تخمينًا عامًا حول طبيعة "التعليقات المبكرة على مواقع الأخبار التقنية".

وكيل "دو" (Do): التحكم التفاعلي في المتصفح


تُظهر الصورة شخصًا يعمل على كمبيوتر محمول، مع رسوم بيانية ومخططات متعددة تعرض تحليلات البيانات.

تحسين أداء "شات" عبر "دو": أوضح كريستيان كولوندرا، نائب الرئيس التنفيذي للمتصفحات في أوبرا، أن سبب فشل روبوت "شات" كان في اختيار الأداة غير المناسبة للمهمة. وأشار كولوندرا إلى أن "شات" نجح في رصد عدد التعليقات الظاهرة أعلى مقالات "فيرج" في اختبارات أوبرا. ومع ذلك، يتطلب تلخيص التعليقات فتح قسم التعليقات على الصفحة، وهي عملية تحتاج إلى نقرة يدوية. لذا، كان ينبغي توجيه هذا النوع من الاستفسارات إلى وكيل الذكاء الاصطناعي "دو" (Do)، وهو نسخة أكثر تفاعلية من "شات" تتولى التحكم في المتصفح وتنجز المهام نيابة عن المستخدم.

تحديات استخدام وكيل "دو": يواجه وكيل الذكاء الاصطناعي "دو" في أوبرا نيون تحديًا، حيث يتوقف عن العمل إذا طُرح عليه سؤال في منتصف المهمة. قمنا باختبار "دو" في مهام متنوعة، بما في ذلك حجز حصة كروس فيت، وحجز جلسة تدليك بأقل من 50 دولارًا في منتجع صحي قريب، والبحث عن ملفات PDF لأنماط خياطة ملابس الأطفال. على الرغم من أن "دو" أدى المهام، لم نتمكن من التبديل إلى "شات" ضمن نفس النافذة لطرح أسئلة متابعة حول المهمة الجارية. كما لا تتوفر حاليًا طريقة لتصحيح مسار "دو" أثناء عمله.

أمثلة على عدم الدقة: لاحظنا، على سبيل المثال، كيف تجاوز الروبوت الترتيبات الزهرية الجذابة التي طلبناها لصديق، وأضاف بدلاً من ذلك إكليلًا جنائزيًا غير مرغوب فيه إلى سلتنا، حتى بعد نقرنا على خيارات أفضل. وفي مناسبة أخرى، ادعى "دو" عدم توفر تذاكر مسرح لعرض يناير، بينما أظهر فحص سريع توفر العديد منها. يثير هذا النقص في الدقة والثقة تساؤلات حول الاعتماد الكامل على هذه الأداة.

السرعة والتدخل البشري: على غرار متصفحات الذكاء الاصطناعي الأخرى، كان إنجاز المهام باستخدام "دو" أبطأ من القيام بها يدويًا، على الرغم من أنه يقدم لمحة عن مستقبل أتمتة مهام تصفح الويب العامة. استخدام "دو" لا يعني الاسترخاء التام؛ ففي بعض الأحيان، يواجه عقبات تتطلب تدخلًا بشريًا. وعند حدوث ذلك، يومض تبويب "دو" في الجزء العلوي من الشاشة باللون الأحمر الفاتح (والذي قد يكون من السهل تفويته)، للإشارة إلى الحاجة إلى تدخل المستخدم لمساعدة الروبوت على إكمال مهمته.

وكيل "ميك" (Make) و"كاردز" (Cards)

وكيل "ميك" (Make)

لإنشاء أدوات ويب مصغرة مخصصة في بيئة افتراضية.

ميزة "كاردز" (Cards)

مطالبات مسبقة الإعداد "معززات" لتفاعلات الذكاء الاصطناعي.

وكيل "ميك" (Make): بالإضافة إلى وكيلي "شات" و"دو"، يشتمل متصفح أوبرا نيون أيضًا على وكيل الذكاء الاصطناعي "ميك" (Make)، المصمم لإنشاء أدوات ويب مصغرة مخصصة. يعمل "ميك" ضمن بيئة حوسبة افتراضية، مما يسمح له بتنزيل البرامج أو النصوص أو الصور اللازمة لإنشاء مشاريعك دون التأثير على جهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص بك. على سبيل المثال، طلبنا إنشاء لعبة مطابقة ذاكرة بسيطة تتضمن مفردات إسبانية للمبتدئين. نجحت اللعبة، وفي غضون دقائق قليلة، كنا نطابق كلمة "libro" مع صورة كتاب. ورغم أن اللعبة لم تكن معقدة، إلا أن سهولة إغلاق علامة التبويب واختفاء جميع صور الكتب المرتبطة بها كانت ميزة عملية.

ميزة "كاردز" (Cards): الميزة الأخيرة في متصفح أوبرا نيون هي "كاردز" (Cards)، وهي في جوهرها مطالبات مسبقة الإعداد يمكن استخدامها مع أي من وكلاء الذكاء الاصطناعي، وتصفها أوبرا بأنها "معززات" لتفاعلات الذكاء الاصطناعي. نظريًا، يمكن أن توفر "كاردز" الوقت بتجنب إعادة كتابة المطالبات، ولكن في الوقت الحالي، قد لا يجد المستخدمون حاجة ماسة لإعادة استخدام مجموعة محددة من التعليمات. يعج المتجر الشبيه بالتطبيقات بالمحتوى الذي أنشأه فريق نيون، بدءًا من المطالبات الترويجية التي تعيد صياغة المواقع بأسلوب طريف (مثل أسلوب يودا)، وصولًا إلى المطالبات الأكثر جدية لتجميع الأخبار. تأمل أوبرا أن تزدهر المنصة بإبداعات المستخدمين المفيدة مع تزايد قاعدة المستخدمين، لكن المحتوى المتاح حاليًا محدود.

التحديات والتكلفة: هل يستحق أوبرا نيون الثمن؟

التحديات

  • تجربة مستخدم غير فعالة
  • يتطلب التكيف من المستخدم
  • لا يزال قيد التطوير (إصدار مبكر)

التكلفة

$19.90 شهريًا

نموذج اشتراك مدفوع لمنتج متاح غالبًا مجانًا في أماكن أخرى.

تجربة المستخدم مع أوبرا نيون: في بعض الأحيان، بدا استخدام متصفح نيون وكأنه تعاون مع مساعد غير فعال وغير مطلوب، بدلاً من تجربة قطعة تكنولوجيا متقدمة موفرة للوقت. في كثير من الأحيان، كانت إحدى أنظمة الذكاء الاصطناعي تطلب الملاحظات ثم تشرع في إكمال المهمة دون انتظار الرد. نظرًا لقدرة المتصفح على التفاعل مباشرة مع الويب، يمكن بسهولة تصور كيف يمكن أن تؤدي هذه المبادرة إلى أخطاء كبيرة، مثل إرسال عدد كبير من طلبات الاتصال على LinkedIn لأشخاص كنت تنوي فقط تصفح ملفاتهم الشخصية بشكل احترافي ومجهول. في إحدى المرات، عندما أكدنا أن كل شيء يبدو جيدًا وطلبنا المتابعة، رد نيون قائلاً: "أنا سعيد لأنك تعتقد ذلك!" ثم توقف عن العمل فورًا.

مرحلة التطوير والاشتراك المدفوع: أوضح كولوندرا أن نيون سيطلب الملاحظات في المستقبل، لكن هذه الميزة معطلة حاليًا لأنها لا تزال قيد التطوير. أقر كولوندرا بأن متصفح نيون لا يزال في مرحلة التطوير. وصرح كولوندرا لموقع The Verge قائلاً: "بشكل عام، أوبرا نيون في مرحلة إصدار الوصول المبكر، ومتاح للأشخاص الذين يرغبون في المشاركة في رحلة تطوير هذا المنتج". لكن نيون هو أيضًا منتج اشتراك مدفوع، يطلب 20 دولارًا شهريًا، لشيء متاح إلى حد كبير مجانًا في أماكن أخرى.

التحدي الرئيسي لأوبرا نيون: في الوقت الراهن، يعتبر هذا العرض تحديًا، خاصة وأن نيون يبدو كمتصفح ذكاء اصطناعي يتطلب من المستخدم التكيف معه، بدلاً من أن يكون متصفحًا ذكيًا بما يكفي للتكيف مع احتياجاتنا.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url