الذكاء الاصطناعي يهدد اقتصاد المؤثرين: هل ينهار الإبداع الرقمي؟
تأثير الذكاء الاصطناعي على اقتصاد المبدعين: هل يهدد الابتكار أم يدمر الصناعة؟
في عالم رقمي يزداد تنوعًا بالمحتوى، يبرز جيريمي كاراسكو كصوت رائد في توعية الجمهور بمخاطر الذكاء الاصطناعي. لقد استطاع كاراسكو بناء قاعدة جماهيرية تتجاوز 300 ألف متابع على تيك توك وإنستغرام، مركزًا جهوده على كشف المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي وتعليم كيفية التعرف عليه.
بينما كان هدفه الأولي يتمثل في تعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في إنتاج الفيديو، أدرك كاراسكو سريعًا الأهمية الحاسمة للتمييز بين المحتوى البشري والمُنشأ بالذكاء الاصطناعي.
علامات الخطر للذكاء الاصطناعي في المحتوى المرئي
لذلك، ينشر كاراسكو بانتظام "علامات الخطر للذكاء الاصطناعي" لمساعدة المستخدمين على التعرف على المحتوى المزور، ومنها:
- نعومة مفرطة في ملامح البشرة وأجواء "حالمة".
- "ضوضاء سورا" أو نسيج يتحرك ويرقص بشكل غير طبيعي.
- تفاصيل غير متناسقة في الخلفية.
- كتابات غير مفهومة بدلاً من كلمات حقيقية على اللافتات أو الوثائق.
- عيون تهتز أو غير ثابتة.
- أسنان مثالية بشكل مخيف.
- أنماط كلام متسرعة.
- كون المحتوى "أكثر من أن يكون حقيقيًا" (Too good to be true).

الذكاء الاصطناعي وتحديات اقتصاد المبدعين
يعتمد اقتصاد المبدعين بشكل أساسي على قدرته على جذب الانتباه، لكنه يواجه حاليًا تحديًا هائلاً من سيل لا يتوقف من المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي.
يشير كاراسكو إلى أن إنتاج هذا النوع من المحتوى أصبح سهلاً ومتاحًا، فبرنامج Sora 2، على سبيل المثال، مجاني وقد أزال العديد من العقبات أمام صناعة مقاطع فيديو مقنعة، بل ويمتلك القدرة على توليد الصوت أيضًا. يمكن لمثل هذا المحتوى أن يكون مربحًا؛ فمقطع فيديو مدته دقيقة يظهر قطة غريبة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي قد يحقق حوالي ألف دولار عند وصوله إلى خمسة ملايين مشاهدة، وهو ما يمثل دخلًا كبيرًا للأفراد في البلدان النامية.

استغلال الذكاء الاصطناعي في الاحتيال وسرقة المحتوى
إضافة إلى ذلك، يستغل بعض المتصيدون والجهات ذات النوايا السيئة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
من الأمثلة على ذلك، حساب الطب الصيني التقليدي المزيف "يانغ مون" الذي يمارس الاحتيال من خلال بيع كتب إلكترونية يُرجح أنها مولدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي. كما تنتشر حالات سرقة المحتوى وانتحال الشخصية، حيث تُستبدل وجوه المبدعين الأصليين بصور رمزية تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، وفي بعض الحالات، تُنشر صور مسروقة على منصات مثل OnlyFans.

الجدل حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي التوليدي
يرى كاراسكو أن الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي التوليدي في المجال الإبداعي يكاد يكون معدومًا، باستثناء بعض الحالات المتعلقة بتعزيز إمكانيات الوصول والاعتبارات الثقافية.
وقد أثبتت تجارب شركات مثل Lionsgate في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على مكتبات بياناتها الخاصة أنها لم تكن كافية لتوليد محتوى فعال أو قابل للاستخدام. يؤكد كاراسكو أن السبيل الوحيد لإنشاء أدوات فيديو توليدية باستخدام الذكاء الاصطناعي حاليًا يعتمد على "سرقة بيانات عدد هائل من الأفراد"، وهو ما يصفه بأنه عيب جوهري يجب رفضه بالكامل.

مستقبل اقتصاد المبدعين في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي
مستقبل اقتصاد المبدعين: سلسلة التحديات
المنصات الرقمية
تسمح بانتشار محتوى الذكاء الاصطناعي
محتوى الذكاء الاصطناعي
تدفق كبير وجودة متدنية
المبدعون الأصليون
صعوبة الوصول للجمهور
الإعلانات والتسويق
الذكاء الاصطناعي يسيطر
انهيار الاقتصاد
تهديد استدامة المبدعين
الذكاء الاصطناعي يدمر اقتصاد المبدعين بالكامل
تساهم المنصات الرقمية الكبرى، مثل إنستغرام وفيسبوك وتيك توك ويوتيوب، في تسريع وتيرة انهيار اقتصاد المبدعين. فقد سمحت هذه المنصات بتدفق المحتوى الرديء المُنشأ بالذكاء الاصطناعي دون تطبيق صارم لقواعدها الخاصة بتحديد هذا النوع من المحتوى.
يؤدي هذا إلى صعوبة وصول المبدعين الأصليين إلى جمهورهم، ويقلل من جاذبية المنصات للمستخدمين. يزداد الوضع تعقيدًا مع سعي هذه المنصات لتطوير أدواتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
يصف جيريمي كاراسكو المبدعين بأنهم في جوهرهم "يديرون وكالات إعلانية"، حيث تُعد صفقات الرعاية المصدر الرئيسي لدخلهم. ومع ذلك، شق الذكاء الاصطناعي طريقه بسرعة إلى مجال إنتاج الإعلانات، وإن كانت بجودة مشكوك فيها في كثير من الأحيان.
يتوقع كاراسكو أن هيمنة فيديو الذكاء الاصطناعي على الإعلانات "ستدمر اقتصاد المبدعين بالكامل". وقد بدأت شركات مثل ميتا وأمازون ودايركت تي في بالفعل في تجربة خدمات الإعلانات التوليدية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويتوقع كاراسكو أن هذه الشركات "ستبيع خدمات الإعلانات مباشرة للعملاء" في المستقبل. ورغم أن بعض المبدعين قد يميلون إلى استغلال موجة الذكاء الاصطناعي لتحقيق الأرباح، إلا أن كاراسكو يشكك بشدة في أن هذا سيوفر فرصة عمل مستدامة أو مجدية لأي مبدع.