مصر: سجن وغرامات لمشاهير تيك توك ويوتيوب بتهمة نشر محتوى "خادش"
تزايد الرقابة على محتوى "تيك توك" و"يوتيوب" في مصر: أحكام بالسجن وغرامات مالية مشددة
شهدت مصر بنهاية نوفمبر 2025 تصعيدًا ملحوظًا في الأحكام القضائية المرتبطة بـمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا على منصتي "تيك توك" و"يوتيوب". يأتي هذا ضمن جهود مكافحة المحتوى الذي يُصنف بأنه "خادش للحياء العام". وقد أصدرت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة أحكامًا بالسجن وغرامات مالية بحق عدد من صناع المحتوى على هاتين المنصتين، في خطوة تعكس تشديد الرقابة على المحتوى الرقمي.
الإطار القانوني لمكافحة "المحتوى الخادش للحياء" في مصر
قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات (رقم 175 لسنة 2018)
تجريم المحتوى "المخل بالآداب العامة" و"المنتهك للقيم الأسرية"
فرض "قوانين الأخلاق العامة" وتأثر بالتوجهات الإقليمية
تستند الأحكام القضائية الأخيرة في مصر إلى تشريعات تهدف إلى تنظيم المحتوى الرقمي، وأبرزها قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018. هذا القانون يتضمن مواد تُجرم نشر المحتوى الذي يُعتبر "مخلًا بالآداب العامة" أو "منتهكًا للقيم الأسرية للمجتمع المصري". تُفسر عبارة "خادش للحياء العام" عادةً بأنها تشمل كل محتوى يتعارض مع المعايير الأخلاقية والاجتماعية السائدة، وغالبًا ما تقترن بتهم مثل "التحريض على الفسق والفجور" أو "إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي". تعكس هذه الإجراءات توجهًا عربيًا أوسع نحو تشديد الرقابة على المحتوى الرقمي، وخاصة خلال عام 2025، بهدف فرض "قوانين الأخلاق العامة".
قضايا "تيك توك": سجن "محمد عبد العاطي" و"قمر الوكالة"
المحكمة الاقتصادية تصدر أحكامًا بالسجن والغرامة
أحكام بالسجن تصل إلى عامين لمخالفة الآداب العامة
غرامات مالية مشددة (100 ألف جنيه مصري)
بتاريخ 29 نوفمبر 2025، أصدرت المحكمة الاقتصادية حكمًا بسجن التيك توكر محمد عبد العاطي لمدة عامين، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 100 ألف جنيه مصري. جاء الحكم بتهمة نشر فيديوهات وُصفت بأنها "خادشة للحياء". وكانت النيابة العامة قد أحالت عبد العاطي للمحكمة عقب رفض استئنافه على قرار حبسه الاحتياطي لمدة 45 يومًا.
رغم اعترافه بنشر تلك الفيديوهات بهدف تحقيق الأرباح المادية، فقد نفى عبد العاطي نيته الإساءة. وأشار إلى أنه ظهر سابقًا في حلقة مع التيك توكر سوزي الأردنية قبل أن يتم القبض عليها بتهم مشابهة.
في اليوم ذاته، أصدرت المحكمة الاقتصادية حكمًا مماثلًا بحق الناشطة على "تيك توك" المعروفة بـ"قمر الوكالة"، وذلك بتهمة نشر محتوى خادش للحياء العام. كانت "قمر الوكالة" تنشر مقاطع فيديو مثيرة للجدل تحتوي على إيحاءات وألفاظ نابية، بهدف زيادة التفاعل والمشاهدات على حساباتها، وهو ما اعتبرته التحريات إساءة استخدام لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد أقرت المتهمة بتصوير وبث هذه المقاطع لتحقيق الربح المادي.
سوابق قضائية مماثلة لمؤثرات على تيك توك
قضايا سابقة ضد مؤثرات مثل حنين حسام ومودة الأدهم
"انتهاك القيم الأسرية والمجتمعية" و"التحريض على الفسق"
تساؤلات حقوقية حول حرية التعبير
هذه الأحكام القضائية ليست جديدة، بل تندرج ضمن سلسلة من القضايا المماثلة التي شهدتها مصر ضد المؤثرات على منصة تيك توك. ففي السنوات الماضية، صدرت أحكام ضد شابات مثل حنين حسام ومودة الأدهم بتهم مشابهة، شملت "انتهاك القيم الأسرية والمجتمعية" و"التحريض على الفسق والفجور". وفي بعض الحالات، وُجهت لهن تهم تتعلق بالاتجار بالبشر. تعكس هذه القضايا توجهاً متزايداً لملاحقة النساء بناءً على محتواهن على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يثير تساؤلات ومخاوف حقوقية جادة بشأن حدود حرية التعبير.
قضية اليوتيوبر محمد عبدالعاطي: التسلية تتحول إلى تهمة
بدء كـ "هواية" وتصوير محتوى "للتسلية فقط"
تحول القناة إلى "مصدر دخل رئيسي" بدافع الربح المادي
تهمة "نشر محتوى خادش للحياء" وإساءة استخدام وسائل التواصل
بالتزامن مع أحكام قضايا "تيك توك"، أصدرت المحكمة الاقتصادية حكمًا بحق اليوتيوبر محمد عبدالعاطي (وهو شخص مختلف عن التيك توكر الذي يحمل نفس الاسم). وقد اتُهم عبدالعاطي بنشر محتوى مرئي "خادش للحياء العام" على قناته على "يوتيوب".
كشفت التحقيقات أن اليوتيوبر عبدالعاطي ادعى عدم وجود نية مسبقة لخدش الحياء العام، ووصف الفيديوهات بأنها كانت مُعدة "للتسلية فقط". وأوضح أنه حاول تغطية الألفاظ الخارجة معتقدًا أن ذلك سيجعل المحتوى مقبولًا. وأضاف أن قناته بدأت كهواية قبل أن تتحول إلى مصدر دخل رئيسي. وكانت النيابة العامة قد أحالت القضية للمحكمة بتهمة نشر محتوى خادش للحياء وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
دوافع الجريمة: الربح المادي والتأثير
الربح المادي وتحقيق الأرباح عبر المحتوى المثير للجدل
التأثير الواسع على الجمهور الكبير الذي تتيحه المنصات
تتشابه جميع هذه القضايا في دافع رئيسي وهو الربح المادي. فقد أقر كل من التيك توكر محمد عبد العاطي و"قمر الوكالة" سعيهما لتحقيق أرباح مالية عبر نشر محتوى مثير للجدل على منصات التواصل الاجتماعي.
تسلط هذه القضايا الضوء أيضًا على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الهائل وقدرة صناع المحتوى على الوصول إلى جمهور واسع النطاق. هذا بدوره يزيد من مسؤوليتهم تجاه المحتوى الذي ينشرونه، لا سيما في ظل تشديد الرقابة من قبل السلطات المصرية على المحتوى الرقمي.
تداعيات الأحكام: تشديد الرقابة وتأثيرها على حرية التعبير
زيادة الحذر والوعي بين صناع المحتوى والمستخدمين.
تقليل المحتوى المثير للجدل المنشور على المنصات الرقمية.
تزايد الرقابة الذاتية من قبل المستخدمين لتجنب الملاحقة القانونية.
تساؤلات جدية حول حدود حرية التعبير على الإنترنت.
تندرج هذه الأحكام ضمن سياق أوسع لـتشديد الرقابة على محتوى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في مصر. وتثير هذه القضايا تساؤلات جدية حول حدود حرية التعبير على شبكة الإنترنت، ومدى تدخل السلطات المصرية في تنظيم المحتوى الرقمي.
ومن المتوقع أن تسفر هذه الأحكام عن عدة تداعيات رئيسية، تشمل:
- زيادة الحذر بين صناع المحتوى والمستخدمين.
- تقليل المحتوى المثير للجدل المنشور على هذه المنصات.
- تزايد الرقابة الذاتية من قبل المستخدمين لتجنب أي ملاحقة قانونية.
كلمات مفتاحية (SEO): تيك توك، يوتيوب، مصر، محتوى خادش للحياء، حرية التعبير، الرقابة على الإنترنت، محمد عبد العاطي (تيك توكر)، قمر الوكالة، محمد عبدالعاطي (يوتيوبر)، المحكمة الاقتصادية، وسائل التواصل الاجتماعي، صناع المحتوى، الأرباح المادية، سوزي الأردنية، محاكمات رقمية.