جهود Anthropic لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي والضغوط السياسية

مهمة الفريق: تسعى شركة Anthropic إلى دراسة الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي، لكن جهودها تواجه ضغوطًا متزايدة. يتكون فريق "التأثيرات المجتمعية" في الشركة من تسعة أشخاص فقط من أصل أكثر من 2000 موظف، وتتمثل مهمتهم الأساسية في التحقيق ونشر "الحقائق المزعجة" حول كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. يشمل ذلك دراسة تأثير روبوتات الدردشة على الصحة العقلية، وتداعياتها الأوسع على سوق العمل، والاقتصاد، وحتى نتائج الانتخابات.

الاستقلالية ومواجهة 'الذكاء الاصطناعي اليقظ'

تحديات الاستقلالية: يواجه هذا الفريق تحديات كبيرة للحفاظ على استقلاليته، خاصة وأن النتائج التي قد يتوصلون إليها قد تكون غير مواتية أو محفوفة بالمخاطر السياسية لمنتجات Anthropic نفسها. يأتي هذا في سياق ضغط سياسي عام على صناعة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك أمر تنفيذي صادر عن إدارة ترامب يحظر ما يسمى بـ "الذكاء الاصطناعي اليقظ" (woke AI).

تعريف الذكاء الاصطناعي اليقظ: يشير مصطلح "الذكاء الاصطناعي اليقظ" (woke AI)، وفقًا للأمر التنفيذي الصادر عن إدارة ترامب بتاريخ 23 يوليو 2025، إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي التي "تضحي بالصدق والدقة لصالح الأجندات الأيديولوجية". يهدف هذا الأمر إلى ضمان أن نماذج الذكاء الاصطناعي التي تقتنيها الحكومة الفيدرالية لا تروج لأيديولوجيات تقدمية مثل التنوع والمساواة والشمول (DEI)، أو نظرية العرق النقدية، أو التحول الجنسي، بل تلتزم بمبادئ الذكاء الاصطناعي "غير المتحيز". المصدر: The White House.

التزام Anthropic بالسلامة ومستقبل التأثير

التزام Anthropic بالسلامة: تُقارن هذه الحالة بما حدث سابقًا مع شركات وسائل التواصل الاجتماعي التي قلصت استثماراتها في مجالات مثل نزاهة الانتخابات والإشراف على المحتوى. تُعد Anthropic استثناءً في هذا القطاع، حيث تُنظر إليها على أنها مختبر للذكاء الاصطناعي يركز على السلامة أولاً، وقد تأسست على يد مسؤولين تنفيذيين سابقين في OpenAI كانوا قلقين بشأن قضايا سلامة الذكاء الاصطناعي. كما أن رئيسها التنفيذي، داريو أمودي، منفتح على الدعوات المطالبة بتنظيم الذكاء الاصطناعي.

السؤال المحوري: يبقى السؤال حول ما إذا كان هذا الفريق سيتمكن بالفعل من التأثير بشكل ملموس على تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي، أم أن دوره سيقتصر على مجرد مظهر جيد على الورق.