روبوت Neo المنزلي من 1X: استثمار مستقبلي أم تحدٍ للخصوصية بسعر باهظ؟

مقدمة عن روبوت Neo وتطويره

يواصل عالم الذكاء الاصطناعي إحداث ثورة في قطاعات متعددة، ومن أبرزها مجال الروبوتات المنزلية. في هذا السياق، كشفت شركة 1X عن روبوتها البشري المبتكر "نيو" (Neo). تأسست 1X في النرويج عام 2014 باسم Halodi Robotics على يد بيرنت بورنيتش، بهدف تطوير روبوتات متعددة الأغراض يمكنها التعايش مع البشر. بعد إعادة تسميتها إلى 1X في عام 2022، حصلت الشركة على تمويل كبير، بما في ذلك 23.5 مليون دولار في جولة التمويل Series A2 بقيادة صندوق OpenAI للشركات الناشئة في مارس 2023، و100 مليون دولار إضافية في جولة Series B في يناير 2024 بقيادة EQT Ventures، بمشاركة مستثمرين بارزين مثل Samsung NEXT وTiger Global. يُطرح الروبوت البشري هذا بسعر يصل إلى 20 ألف دولار أمريكي، وهو ما يقارب تكلفة سيارة اقتصادية جديدة، ويتميز بطول 168 سم ووزن يعادل وزن كلب الغولدن ريتريفر.

قدرات وتصميم روبوت Neo

صُمم روبوت "نيو" ليعمل كمساعد شخصي منزلي متعدد المهام، حيث يمكنه أداء واجبات مثل طي الملابس، تشغيل المكنسة الكهربائية، ترتيب الرفوف، وجلب مشتريات البقالة. يتميز هذا الروبوت البشري بحركة طبيعية وسلسة، مستوحاة من حركة البشر، وذلك بفضل نظام المحركات المبتكر القائم على الأوتار. يستطيع "نيو" رفع ما يصل إلى 70 كيلوجرامًا وحمل 25 كيلوجرامًا، مع الحفاظ على مستوى ضوضاء منخفض للغاية، أقل من صوت الثلاجة. كما تتمتع يديه بمقاومة للماء بمعيار IP68، مما يعني قدرتها على تحمل الغبار والغطس المستمر في الماء، وهو أمر حيوي للمهام المنزلية التي قد تتضمن التعامل مع السوائل.

ميزات Neo التنافسية والتقنية

via GIPHY

في سوق الروبوتات البشرية شديد التنافسية، يبرز "نيو" بتركيزه على الاستخدام المنزلي، على عكس بعض المنافسين مثل تسلا أوبتيموس (Tesla Optimus) الذي يركز على خفض تكاليف التصنيع، و Figure AI الذي يستهدف التطبيقات الصناعية، وبوسطن ديناميكس (Boston Dynamics) المعروفة بأدائها الرياضي المتميز. يدعم "نيو" أحدث تقنيات الاتصال بما في ذلك شبكة الجيل الخامس 5G، و Wi-Fi، و Bluetooth. كما يضم نموذج لغة كبير مدمج (LLM) – وهي نفس تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تشغل أنظمة مثل ChatGPT و Gemini من جوجل. يتيح هذا النموذج التفاعل مع الروبوت والتحكم فيه بشكل أساسي من خلال التحدث إليه كما لو كان شخصًا حقيقيًا.

التحديات، الخصوصية، والتشغيل عن بعد

على الرغم من الطموحات الكبيرة نحو الاستقلالية الكاملة، يعتمد روبوت "نيو" في الوقت الراهن بشكل كبير على التشغيل عن بُعد بواسطة عناصر بشرية تستخدم نظارات الواقع المعزز. وقد صرح بيرنت بورنيتش، الرئيس التنفيذي لشركة 1X، بأن الروبوت سيحقق استقلالية ملحوظة بحلول عام 2026، مع الاعتراف بأن الأداء قد يكون أقل كفاءة في مراحله الأولى. هذه الآلية للتعلم والتشغيل تثير مخاوف مشروعة حول خصوصية البيانات، حيث يجمع الروبوت معلومات بصرية وسمعية وسياقية من البيئة المنزلية. لتخفيف هذه المخاوف، تؤكد 1X أن "نيو" لا يبدأ بالاستماع إلا عند التحدث إليه مباشرة، ويستخدم تقنيات لتشويه صور الأشخاص في لقطات الكاميرا لحماية الهوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمالكين تحديد مناطق معينة في المنزل يحظر على الروبوت الوصول إليها، ويتطلب التشغيل عن بُعد موافقة صريحة من المالك.

خطط الشحن، التسعير، والمستقبل

من المتوقع بدء شحن الدفعات الأولى من روبوت "نيو" إلى العملاء في الولايات المتحدة خلال عام 2026. ولتوفير خيارات شراء مرنة، ستتاح لاحقًا خدمة اشتراك شهري بقيمة 499 دولارًا كبديل لسعر الشراء الكلي الذي يبلغ 20 ألف دولار. تخطط الشركة لتوسع عالمي أوسع في عام 2027. في هذا السياق، اقترح جون كارماك، وهو شخصية بارزة في صناعة الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، تسويق الجهاز كـ"مساعدة منزلية يتم التحكم فيها عن بعد" بدلاً من روبوت مستقل تمامًا، لا سيما في هذه المراحل المبكرة من تطوره، مما يسلط الضوء على التحديات الحالية نحو تحقيق الاستقلالية الكاملة للروبوتات البشرية.