أسباب اعتزال رجب بكار المبكر: خلافات مالية تنهي مسيرته في كرة القدم

مقدمة: أثار قرار اعتزال لاعب كرة القدم المصري، رجب بكار، نجم نادي بيراميدز السابق ومنتخب مصر، جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية المصرية. فبعد أن كان يُعتبر أحد أبرز اللاعبين في مركزه، وفقًا لشهادات المحللين والجمهور، فاجأ الجميع بإعلانه الاعتزال المبكر، رغم كونه لاعبًا أساسيًا في فريقه. في سلسلة من الحوارات التلفزيونية مع الإعلامي سيف زاهر، كشف بكار تفاصيل خلافاته مع إدارة بيراميدز، موضحًا الأسباب المالية والنفسية التي دفعته لاتخاذ هذا القرار الصعب، إلى جانب رؤاه حول بعض قضايا كرة القدم المصرية الأخرى.

خلافات رجب بكار المالية وتهميش متعمد

أرجع رجب بكار سبب اعتزاله كرة القدم بشكل مباشر إلى مطالبه بحقوقه المالية العادلة. فبعد أن أصبح لاعبًا أساسيًا في تشكيلة بيراميدز، طالب بوضع عقده ضمن الفئة الأولى – وهو ما لم يلقَ قبولاً من إدارة النادي. يُذكر أن مفهوم "الفئة الأولى" في عقود اللاعبين المصريين يشير عادةً إلى حصول اللاعب على أعلى الرواتب والمزايا المالية ضمن الفريق، ويُمنح للاعبين الأساسيين وذوي التأثير البارز. لم يقتصر الأمر على الرفض فحسب، بل أدى إلى إعارته ثم تهميشه بشكل كامل، ما تسبب له في أزمة نفسية عميقة. وأكد بكار أن بعض اللاعبين داخل النادي – مثل علي جبر ومحمد حمدي – قاموا بنقل معلومات مغلوطة عنه للإدارة، مما زاد الوضع سوءًا وعمق الخلاف.

كما كشف أن مطالبه بالمساواة مع زملائه في الفريق، ووضعه في الفئة الأولى، كانت وراء رفض 18 ناديًا مصريًا لاستقباله، وهو ما اعتبره دليلاً على مؤامرة لإبعاده عن الملاعب. وأضاف أن هذا الرفض المتكرر كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ودفعه نحو اتخاذ قرار الاعتزال، معربًا عن أن حياته الكروية دُمرت بالكامل بسبب هذا الوضع الصعب.

تقييمات رجب بكار الفنية ورؤاه في المنتخب الوطني

لم يقتصر حديث بكار على الجوانب الشخصية المتعلقة بمسيرته الكروية، بل تطرق أيضًا إلى تقييمات فنية لبعض اللاعبين والمدربين في كرة القدم المصرية. يرى أن عبد الله السعيد هو اللاعب الوحيد في مصر الذي يستحق راتبًا يقارب 20 مليون جنيه، وذلك لقيمته الفنية الكبيرة وتأثيره. كما أشار إلى وجود أزمة حقيقية في مركز الظهير الأيمن في المنتخب الوطني، معتبرًا محمد هاني الأفضل حاليًا في هذا المركز الحيوي.

تضحية رجب بكار في أمم أفريقيا 2019 وتقييم المدربين

عبر بكار عن استيائه من الطريقة التي تم بها التعامل معه في المنتخب الوطني، مشيرًا إلى أنه تم التضحية به في بطولة أمم أفريقيا 2019 لصالح عمر جابر، مما أثر سلبًا على مسيرته الدولية. وفيما يتعلق بتقييم المدربين، اعتبر علي ماهر الأفضل بين المدربين المصريين حاليًا، وأشاد بالعمل الذي يقوم به حسام حسن مع المنتخب، مؤكدًا على حاجته إلى الثقة والدعم، مع ضرورة التركيز على معالجة غيابات اللاعبين في خط الدفاع.

رسالة رجب بكار إلى المسؤولين ودعم المواهب الشابة

اختتم رجب بكار حديثه برسالة موجهة إلى اتحاد الكرة والمسؤولين عن الرياضة المصرية، طالبًا فيها بدعم المواهب الشابة ومساندتهم في الأزمات التي قد تواجههم. وأشار إلى أن الوسط الكروي غالبًا ما يميل إلى نسيان اللاعبين الغائبين، مؤكدًا على أهمية الوقوف بجانبهم وتقديم الدعم اللازم لهم. كما أعلن عن نيته مقاضاة المتسببين في تدمير مسيرته الكروية، معربًا عن أنه يترك الأمر لله بعد أن "آذوه جدًا".

آثار الاعتزال المبكر على مسيرة لاعبي كرة القدم

تُعدّ قصة رجب بكار مثالًا بارزًا على التحديات التي قد يواجهها لاعبو كرة القدم المحترفون، خاصة فيما يتعلق ببنود العقود والتهميش. يُظهر العديد من الدراسات أن الاعتزال المبكر قد يؤثر سلبًا على اللاعبين نفسيًا وماديًا، ويفرض عليهم تحديات كبيرة في الانتقال إلى حياة ما بعد كرة القدم. هذا يؤكد على أهمية وجود آليات واضحة لحماية حقوق اللاعبين وتقديم الدعم النفسي والمهني لهم، وهو ما تسعى إليه منظمات مثل FIFPRO (الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين) عالميًا.

خاتمة

تكشف قصة رجب بكار عن جوانب خفية في عالم كرة القدم المصرية، وتلقي الضوء على أهمية حقوق اللاعبين وضرورة التعامل بشفافية وعدالة معهم. كما تؤكد على أهمية دعم المواهب الشابة ومساندتهم في مواجهة التحديات المختلفة، لضمان استمرار تطور الكرة المصرية. بقصته، يظل بكار مثالًا على اللاعبين الذين دفعوا ثمن المطالبة بحقوقهم المشروعة، في وقت تتجاهل فيه بعض الأندية والمسؤولون أهمية العدالة في التعامل مع نجوم اللعبة.