تأهل اسكتلندا التاريخي إلى كأس العالم 2026 بعد غياب 26 عامًا: فوز مثير على الدنمارك

مقدمة: شهدت تصفيات كأس العالم 2026 في القارة الأوروبية ليلة كروية تاريخية، حيث نجح المنتخب الاسكتلندي في تحقيق فوز عظيم على منتخب الدنمارك بنتيجة 4-2. بهذا الانتصار، ضمنت اسكتلندا تأهلها إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1998، لتنهي بذلك غيابًا دام 26 عامًا. المباراة المثيرة التي جرت في 18 نوفمبر 2025 على أرض ملعب "هامبدن بارك" بمدينة غلاسكو، لم تكن مجرد مواجهة حاسمة، بل كانت تتويجًا لجهود مكثفة وإيمان راسخ من اللاعبين والجهاز الفني، وفتحت الطريق أمام مشاركة اسكتلندا في البطولة العالمية.

توسيع كأس العالم 2026 ونظام تصفيات أوروبا الجديد

من المقرر أن تستضيف كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية بطولة كأس العالم 2026، والتي ستكون الأولى بمشاركة 48 فريقًا بدلاً من 32 فريقًا. نتيجة لهذا التوسع، ارتفعت حصة أوروبا (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA) لتصل إلى 16 مقعدًا في النهائيات. تتألف التصفيات الأوروبية من مرحلتين: حيث يتأهل 12 فائزًا بالمجموعات مباشرةً إلى كأس العالم. أما المقاعد الأربعة الإضافية، فيتم التنافس عليها ضمن مباريات الملحق، والتي تضم 16 فريقًا (الفرق الـ12 التي احتلت المركز الثاني في مجموعاتها، بالإضافة إلى أربعة فرق من دوري الأمم الأوروبية). يساهم هذا النظام الجديد في زيادة الفرص والإثارة في مسيرة التأهل للمونديال.

قبل صافرة البداية: تصريحات المدرب ستيف كلارك واستعدادات اسكتلندا

قبيل انطلاق المواجهة الحاسمة التي تحدد مصير التأهل، أبدى مدرب منتخب اسكتلندا، ستيف كلارك، ثقة كبيرة في لاعبيه، واصفًا إياهم بـ"الأساطير" (legends). وشدد على أن هذه المباراة ستحسم التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026. كما أكد كلارك على أهمية الفوز، موضحًا أن التعادل كان سيصب في مصلحة منتخب الدنمارك لتفوقه في فارق الأهداف. وأعلن عن غياب لاعب الوسط البارز، بيلي جيلمور، بسبب الإصابة، مما شكل تحديًا إضافيًا للفريق. لكنه أعرب عن ثقته المطلقة في اللاعبين البديلين، وخاصة سكوت ماكتوميناي وجون ماكجين. يعتبر بيلي جيلمور لاعب خط وسط موهوبًا وركيزة أساسية في تشكيلة منتخب اسكتلندا، ويتميز بدقة تمريراته ورؤيته الثاقبة في بناء الهجمات، وقد تطلب غيابه من زملائه بذل جهد مضاعف لتعويض مركزه الحساس.

أحداث مباراة اسكتلندا والدنمارك: إثارة لا تُنسى وأهداف حاسمة

المباراة لم تخيب آمال الجماهير، بل قدمت أحداثًا درامية متتالية منذ صافرة البداية:

• الدقيقة 13: اسكتلندا تفتتح التسجيل مبكرًا عن طريق سكوت ماكتوميناي بعد تلقيه تمريرة مميزة من أندرو روبرتسون.
• الدقيقة 28: الدنمارك تدرك التعادل بفضل راسموس هويلوند، مستغلاً خطأ دفاعيًا في منطقة وسط الملعب الاسكتلندي.
• الدقيقة 41: الدنمارك تتقدم عبر كريستيان إريكسن من ركلة جزاء، إثر خطأ ارتكبه غرانت هانلي ضد يواكيم ميهل.
• الدقيقة 67: نقطة تحول حاسمة في المباراة، طرد اللاعب الدنماركي يواكيم أندرسن بعد تدخل عنيف على كالوم ماكغريغور. أثر هذا الطرد بشكل استراتيجي كبير، حيث اضطرت الدنمارك للعب بعشرة لاعبين لأكثر من 20 دقيقة، مما منح اسكتلندا أفضلية عددية استغلتها للضغط الهجومي المكثف والتحكم في إيقاع اللعب، وساهم ذلك بشكل مباشر في قلب النتيجة لصالحهم.
• الدقيقة 85: اسكتلندا تعادل النتيجة عن طريق جون ماكجين بعد تمريرة عرضية متقنة من ناثان باتريك.
• الدقيقتان 90+3 و90+6: في الوقت بدل الضائع، سجلت اسكتلندا هدفين متتاليين عبر سكوت ماكتوميناي (بضربة رأس قوية) وليون كلارك (مستفيدًا من خطأ حارس الدنمارك)، ليؤكدا بذلك الفوز التاريخي والتأهل.

تميزت المباراة بمهارات فردية وجماعية رائعة، خصوصًا من ماكتوميناي (الذي أحرز هدفين) وروبرتسون على الجناح الأيسر، مما جعلها واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ تصفيات كأس العالم الأوروبية.

via GIPHY

سكوت ماكتوميناي يتألق: نجم مباراة اسكتلندا والدنمارك

قدم لاعب وسط مانشستر يونايتد، سكوت ماكتوميناي، أداءً استثنائيًا، حيث أحرز هدفين حاسمين وقاد وسط الملعب ببراعة. تم اختياره عن جدارة كأفضل لاعب في المباراة بفضل:

• قدرته الفائقة: على التحكم في إيقاع اللعب.
• تسديداته القوية: والمركزة من خارج منطقة الجزاء.
• دوره الدفاعي: المحوري في قطع الكرات الحاسمة، خاصة بعد طرد لاعب المنتخب الدنماركي.

via GIPHY

إحصائيات مباراة اسكتلندا والدنمارك وتشكيلة الفريقين النهائية

ملاحظة: (حسب بيانات BBC Sport)

• الاستحواذ على الكرة: اسكتلندا 52% | الدنمارك 48%
• إجمالي التسديدات: اسكتلندا 18 (7 على المرمى) | الدنمارك 12 (4 على المرمى)
• العرضيات: اسكتلندا 21 | الدنمارك 15
• الأخطاء المرتكبة: اسكتلندا 12 | الدنمارك 17
• البطاقات الصفراء: اسكتلندا 3 | الدنمارك 4
• البطاقة الحمراء: اسكتلندا 0 | الدنمارك 1 (يواكيم أندرسن)

تشكيلة منتخب اسكتلندا الأساسية (4-3-3): أنغوس غان – ناثان باتريك، غرانت هانلي، جاك هندري، أندرو روبرتسون (القائد) – كالوم ماكغريغور، سكوت ماكتوميناي، جون ماكجين – ليون كلارك، تشي آدمز، ريان كريستي.

تشكيلة منتخب الدنمارك الأساسية (4-2-3-1): كاسبر شمايكل – يواكيم ميهل، يواكيم أندرسن، أندرياس كريستنسن، راسموس كريستنسن – كريستيان نورغارد، توماس ديلاني – ميكيل دامسغارد، كريستيان إريكسن (القائد)، مارتن برايثوايت – راسموس هويلوند.

ردود الأفعال الصاخبة بعد تأهل اسكتلندا التاريخي

توالت ردود الأفعال الحماسية والمهنية بعد صافرة النهاية التي أعلنت عن تأهل اسكتلندا:

• ستيف كلارك (مدرب اسكتلندا): "هذا هو أعظم إنجاز حققته في مسيرتي التدريبية. اللاعبون كانوا أساطير حقيقية على أرض الملعب. أتوجه بالشكر الجزيل للجماهير الغفيرة التي ملأت الملعب ودعمتنا بحماس حتى اللحظة الأخيرة."
• سكوت ماكتوميناي (نجم المباراة): "لا يمكن للكلمات أن تصف هذا الشعور العارم. لقد عملنا سنوات طويلة من أجل تحقيق هذه اللحظة التاريخية. والآن، حان الوقت لتمثيل اسكتلندا بكل فخر في كأس العالم."
• كريستيان إريكسن (قائد منتخب الدنمارك): "لقد كانت مباراة صعبة للغاية بالنسبة لنا. الطرد أثر بشكل كبير على خططنا، لكن اسكتلندا استحقت الفوز عن جدارة. أهنئهم على هذا الإنجاز."
• جماهير اسكتلندا: شهدت شوارع غلاسكو وإدنبرة احتفالات صاخبة بأعداد قياسية، حيث رفعت الأعلام الاسكتلندية وصدحت الأغاني الوطنية، أبرزها نشيد "Flower of Scotland". يعد نشيد "زهرة اسكتلندا" (Flower of Scotland) النشيد الوطني غير الرسمي لاسكتلندا، ويتم أداؤه بشكل متكرر في المناسبات الرياضية والثقافية لتعزيز الهوية الوطنية وإلهام اللاعبين والجماهير بروح الوحدة والفخر بتاريخهم العريق.

via GIPHY

الخلاصة: إنجاز تاريخي وتطلعات اسكتلندا في كأس العالم 2026

يمثل تأهل اسكتلندا إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب استمر 26 عامًا قصة نجاح ملهمة، تؤكد أن الإصرار والعزيمة والعمل الجماعي قادرون على تحقيق المستحيل. الانتصار الكبير على منتخب الدنمارك لم يكن مجرد تأهل عادي، بل كان تتويجًا لجهود جيل جديد من اللاعبين الذين حملوا على عاتقهم آمال أمتهم. والآن، يستعد المنتخب الاسكتلندي لمواجهة تحدٍ جديد في كأس العالم 2026 التي ستستضيفها كندا والمكسيك والولايات المتحدة. سيسعى الفريق لتقديم أداء يليق بتاريخه الكروي العريق وإثبات أنه ليس مجرد "مفاجأة" في البطولة، بل فريق قادر على المنافسة بقوة على الساحة العالمية.