ثورة في التسوق والتحليل البصري: Meta تكشف عن الجيل الجديد من نماذج Segment Anything (SAM)

مقدمة: أعلنت شركة Meta (فيسبوك سابقًا) في 19 نوفمبر 2025 عن إطلاق الجيل الجديد من نماذجها الرائدة في تجزئة الصور والفيديو، والمعروفة باسم Segment Anything Model (SAM)، والتي تشمل SAM 3 وSAM 3D. تمثل هذه النماذج المتطورة قفزة نوعية في قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم وتحديد الكائنات في العالم المرئي بدقة فائقة، مما يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات مبتكرة في مجالات متنوعة، من التجارة الإلكترونية إلى الحفاظ على الحياة البرية. كلا النموذجين متاحان الآن للاختبار على منصة Segment Anything Playground.

يُعد نموذج تجزئة أي شيء (SAM) نموذجًا تأسيسيًا ومهمًا في مجال رؤية الكمبيوتر، حيث يتخصص في تجزئة الصور بفعالية. يتيح هذا النموذج المبتكر تحديد وفصل الكائنات الفردية بدقة داخل أي صورة أو مقطع فيديو، حتى لو كانت هذه الكائنات غير مألوفة له مسبقًا. يعتمد النموذج على استخدام مطالبات مختلفة مثل النقاط أو المربعات أو النصوص، مما يوفر مرونة غير مسبوقة في التعامل مع مهام التحليل البصري المعقدة.

المرجع: via GIPHY

SAM 3: فهم بصري متقدم وتحديد الكائنات بمطالبات مرئية ونصية

يمثل SAM 3 تطورًا كبيرًا ومحوريًا مقارنة بالإصدارات السابقة من نماذج تجزئة الصور، حيث يتيح الآن اكتشاف وتتبع الكائنات في الصور ومقاطع الفيديو بدقة عالية باستخدام مطالبات نصية ومرئية مفصلة. على عكس الإصدارات السابقة التي اعتمدت على مجموعة ثابتة من الملصقات النصية، يمكن لـ SAM 3 فهم الأوامر المعقدة وتحديد الكائنات المطلوبة بدقة متناهية. هذه القدرة المتقدمة تعزز بشكل كبير أدوات التحرير الإبداعي على منصات Meta، مثل تطبيق إنشاء الفيديو "Edits" و"Vibes" ضمن تطبيق Meta AI.

بالإضافة إلى ذلك، شاركت Meta أوزان نموذج SAM 3، ومجموعة بيانات جديدة مصممة خصيصًا لتقييم تجزئة المفردات المفتوحة، وورقة بحثية مفصلة توضح بدقة كيفية بناء وتطوير النموذج. هذا النهج يعزز الشفافية ويشجع المجتمع البحثي على المساهمة الفعالة في تطوير هذه التقنية المتطورة.

مزيد من التفاصيل حول قدرات SAM 3: تتيح قدرة SAM 3 على الاستجابة للمطالبات النصية والمرئية للمستخدمين تحديد عناصر معقدة بدقة فائقة. فمثلاً، يمكن للمستخدم تحديد "جميع الكراسي الزرقاء في الغرفة" أو "الشخص الذي يرتدي قبعة حمراء"، ويقوم النموذج بتحديدها وتجزئتها بدقة عالية. هذا التفاعل البديهي والذكي يفتح آفاقًا جديدة للمبدعين والمطورين في مجالات متعددة. وقد أظهرت الاختبارات الأولية لـ SAM 3 قدرته المذهلة على معالجة المشاهد البصرية المعقدة وتجزئة الكائنات بدقة تفوق الإصدارات السابقة، مما يجعله أداة قوية ولا غنى عنها في مجالات مثل تحرير الفيديو المتقدم والتصميم الجرافيكي الاحترافي. لمعرفة المزيد حول هذا النموذج المبتكر، يمكن زيارة صفحة Meta AI الرسمية لـ SAM 3.

SAM 3D: إعادة بناء العالم ثلاثي الأبعاد من صورة واحدة بتقنية متقدمة

لا يقتصر التطور على تجزئة الكائنات ثنائية الأبعاد، بل يمتد ليشمل SAM 3D، الذي يتيح إعادة بناء ثلاثية الأبعاد للكائنات والأشخاص من صورة واحدة فقط. هذه القدرة التحويلية تفتح الباب أمام تطبيقات مبتكرة وغير مسبوقة في مجالات مثل الواقع المعزز والتصميم، على سبيل المثال، إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد تفاعلية بأقل جهد ووقت ممكن. كما قدمت Meta نقطة مرجعية جديدة ومحسّنة لإعادة البناء ثلاثي الأبعاد لـ SAM 3D، مما يعزز دقة النتائج بشكل كبير ويوسع إمكانيات التطبيقات العملية في مختلف الصناعات.

أمثلة عملية لتطبيقات SAM 3D المبتكرة: يمكن لـ SAM 3D أن يُحدث ثورة حقيقية في مجالات متعددة. فمثلاً، في قطاع العقارات، يمكن للمستخدمين التقاط صورة واحدة لغرفة وعرضها فورًا كنموذج ثلاثي الأبعاد تفاعلي، مع إمكانية إضافة أثاث افتراضي بتقنية الواقع المعزز لتصور المساحة بشكل واقعي. وفي مجال تصميم الألعاب، يمكن للمطورين إنشاء أصول ثلاثية الأبعاد معقدة بسرعة فائقة من صور ثنائية الأبعاد بسيطة. كما تتيح هذه التقنية المتقدمة في مجال الطب، إعادة بناء ثلاثية الأبعاد دقيقة لأعضاء الجسم من صورة أشعة واحدة فقط، مما يساعد بشكل كبير في التخطيط الجراحي الدقيق. هذه الأمثلة توضح الإمكانيات الهائلة لـ SAM 3D في تحويل طريقة تفاعلنا مع المحتوى المرئي ثلاثي الأبعاد وتجزئة الكائنات في الفضاء ثلاثي الأبعاد.

تطبيقات نماذج Meta الجديدة: من التسوق الرقمي إلى الحفاظ على الحياة البرية

1. التسوق عبر الإنترنت: تجربة الواقع المعزز المحسنة

تختبر الشركة ميزة "عرض في الغرفة" (View in Room) الجديدة على Facebook Marketplace، والتي تسمح للمستخدمين برؤية كيف سيبدو الأثاث وعناصر الديكور في مساحتهم الخاصة باستخدام تقنية الواقع المعزز المدمجة. هذه الميزة الرائدة، التي تعتمد على أحدث نماذج SAM، تهدف إلى تسهيل عملية التسوق عبر الإنترنت بشكل كبير وتقليل احتمالية الشراء الخاطئ، وهي مشابهة لأدوات تحديد المواقع ثلاثية الأبعاد التي تقدمها منصات أخرى مثل Pinterest. لا يزال هذا المشروع في مراحله الأولى، ولكن نجاحه قد يحسن بشكل جذري تجربة التسوق على منصات Facebook وInstagram.

2. الحفاظ على الحياة البرية: دور SAM 3 في المراقبة والتحليل

يساهم SAM 3 بفعالية في تحليل لقطات الكاميرا المراقبة لتحديد الحيوانات وتتبعها بدقة، مما يدعم بقوة جهود حماية الأنواع المهددة بالانقراض. هذه القدرة على التجزئة الدقيقة وتحديد الكائنات تسهل على الباحثين والمحافظين على البيئة مراقبة النظم البيئية بشكل أكثر كفاءة ودقة.

أمثلة إحصائية على تأثير نماذج SAM في الحفاظ على الحياة البرية: في دراسة سابقة نُشرت في عام 2023 حول استخدام نماذج SAM في تحليل بيانات الحياة البرية، تمكن الباحثون من تقليل الوقت المستغرق لتصنيف وتتبع الحيوانات في آلاف الصور ومقاطع الفيديو بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالأساليب اليدوية التقليدية. هذه الكفاءة العالية تسمح للمنظمات البيئية، مثل الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، بجمع وتحليل بيانات أكبر بكثير وبسرعة أعلى، مما يعزز فهمهم للسلوك الحيواني ويساعد في اتخاذ قرارات أفضل وأكثر استنارة للحفاظ على التنوع البيولوجي. يمكن زيارة موقع الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) للاطلاع على المزيد من جهودهم القيمة في هذا المجال الحيوي.

التحديات والاستثمار المتواصل في الذكاء الاصطناعي من Meta

على الرغم من الاستثمار الكبير والمستمر الذي تبذله Meta في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك استقطاب الكفاءات المتميزة والخبراء، إلا أنها تواجه تحديات ملحوظة في السوق التنافسي. شهدت الشركة مؤخرًا عمليات تسريح للعمال وربما مغادرة شخصيات رئيسية، مما يعكس الضغوط التنافسية المتزايدة والتغيرات في استراتيجية الشركة العامة. ومع ذلك، تستمر Meta بقوة في تطوير تقنياتها الرائدة، مع التركيز على تعزيز قدرات SAM وتجزئة الكائنات وتوسيع نطاق تطبيقاتها المبتكرة باستمرار.

الخلاصة: Meta وابتكاراتها في نماذج SAM لمستقبل ذكي

يمثل إطلاق SAM 3 وSAM 3D خطوة مهمة وتقدمًا كبيرًا نحو مستقبل أكثر ذكاءً وتفاعلية بفضل الذكاء الاصطناعي. من خلال تحسين قدرة الآلة على فهم وتفسير العالم المرئي بشكل غير مسبوق، تفتح Meta الباب أمام تطوير تطبيقات مبتكرة في مجالات متنوعة، مما يعزز تجربة المستخدم بشكل كبير ويساهم في حل تحديات عالمية معقدة. مع استمرار تطور هذه التقنيات المتقدمة لـ تجزئة الصور وتحديد الكائنات، يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من الابتكارات التي ستغير طريقة تفاعلنا مع العالم الرقمي والمادي على حد سواء.