أريزونا والرقائق: هل الازدهار الاقتصادي يستحق الأزمة البيئية والاجتماعية؟

تحول أريزونا إلى مركز لتصنيع الرقائق: الفرص والتحديات


شخص يعمل على جهاز كمبيوتر محمول يعرض رسومًا بيانية وإحصائيات متنوعة

تحول أريزونا الاقتصادي: شهدت ولاية أريزونا تحولاً اقتصادياً كبيراً، حيث انتقلت من اقتصاد يعتمد تقليدياً على الزراعة والموارد الطبيعية مثل القطن والماشية والحمضيات والنحاس، بالإضافة إلى السياحة المناخية، لتصبح الآن مركزاً رائداً لتصنيع أشباه الموصلات والمعروفة باسم "الرقائق". يشهد هذا القطاع الحيوي نمواً سريعاً، مدعوماً بإنشاء منشآت تصنيع ضخمة لشركات عالمية مثل TSMC وإنتل في منطقة فينيكس الكبرى، مما أدى إلى تطوير بنية تحتية متطورة بأسماء مثل "طريق المعالج السريع" و"ممر الترانزستور" لدعم هذه الصناعة المزدهرة.

المخاوف المتزايدة بشأن التوسع الصناعي


رجل أعمال يشرح مخططًا بيانيًا على لوح أبيض

تحديات الوعود الاقتصادية: على الرغم من الوعود الاقتصادية بتوفير آلاف الوظائف في قطاع تصنيع الرقائق، تبرز مخاوف جدية بين السكان والعمال في أريزونا. تدور هذه المخاوف حول مدى توظيف شركات أشباه الموصلات للسكان المحليين، وقرب المصانع من المناطق السكنية والمدارس، وحماية العمال والمقيمين من التعرض للمواد الكيميائية الخطرة، بالإضافة إلى الاستهلاك المكثف للمياه والكهرباء في منطقة صحراوية تعاني من محدودية الموارد المائية.

الدعم الحكومي وتحديات القوى العاملة


شاشة حاسوب محمول تظهر عليها رسوم بيانية وبيانات متنوعة

دعم قانون CHIPS: وقد خصصت الحكومة الأمريكية، من خلال قانون CHIPS والعلوم لعام 2022، مليارات الدولارات لدعم التصنيع المحلي للرقائق، بهدف استعادة ريادة الولايات المتحدة في صناعة أشباه الموصلات العالمية، خاصة في مجال الرقائق المتطورة اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. تُعد شركتا إنتل وTSMC من المستفيدين الرئيسيين من هذا التمويل، مع استثمارات ضخمة في أريزونا، وتعملان على تطوير عمليات تصنيع أشباه موصلات متقدمة.

تحديات القوى العاملة: لكن الجانب المتعلق بالقوى العاملة في صناعة الرقائق يواجه تحديات جمة. فبينما تعد الصناعة بآلاف الوظائف، هناك شكوك حول التوظيف المحلي والأمان الوظيفي، مع وجود حالات تسريح للعمال والاعتماد على تأشيرات H-1B لجلب عمال من الخارج. كما يبلغ العمال عن ظروف عمل صعبة وتمييز محتمل داخل مصانع أشباه الموصلات.

القضايا البيئية ونقص الموارد

إرث التلوث الصناعي

تاريخ طويل من التلوث الكيميائي و"المواد الكيميائية الأبدية" (PFAS) في مواقع التصنيع، مما يهدد صحة الإنسان والبيئة.

نقص المياه

مصانع الرقائق تستهلك كميات هائلة من المياه في منطقة صحراوية تعاني أصلاً من محدودية الموارد المائية، رغم جهود إعادة التدوير.

استهلاك الطاقة

ارتفاع استهلاك الطاقة يؤدي إلى زيادة أسعار الكهرباء والاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يفاقم تغير المناخ في المنطقة.

إرث التلوث الصناعي: تُعد القضايا البيئية نقطة خلاف حاسمة في ظل التوسع في تصنيع أشباه الموصلات. يُظهر تاريخ تصنيع أشباه الموصلات في أماكن مثل وادي السيليكون إرثًا من التلوث، حيث لا تزال بعض المواقع مصنفة كمواقع Superfund (مواقع شديدة التلوث تتطلب تنظيفًا واسع النطاق). تمتلك أريزونا موقع Superfund خاصًا بها ناتجًا عن منشأة سابقة لشركة موتورولا. تستخدم الصناعة مواد كيميائية خطرة، بما في ذلك "المواد الكيميائية الأبدية" (PFAS)، التي تشكل مخاطر صحية وبيئية كبيرة. ويدور نقاش حول ما إذا كانت الأتمتة تقلل من تعرض العمال للمواد الكيميائية أم أنها تحوّل المخاطر إلى موظفي الصيانة.

نقص المياه واستهلاك الطاقة: يُعد نقص المياه في أريزونا مصدر قلق كبير آخر، حيث أن مصانع الرقائق تستهلك كميات هائلة من المياه. وبينما تروّج الشركات لإعادة تدوير المياه، فإن التأثير التراكمي للصناعة بأكملها على موارد المياه المحدودة يظل شاغلًا رئيسيًا. كما أن استهلاك الطاقة مرتفع، مما يساهم في ارتفاع أسعار الكهرباء والاعتماد على الوقود الأحفوري، ويزيد من تفاقم تغير المناخ في منطقة حارة وجافة بالفعل.

التفاؤل والعمل المجتمعي نحو مستقبل مستدام

وعي المجتمع

المجتمعات تدرك التحديات وتتكاتف لضمان التنمية المستدامة.

المطالبة بالتغيير

الضغط على الصناعة والجهات الحكومية لتطبيق معايير بيئية وحماية العمال.

المساءلة والاتفاقيات

التوصل لاتفاقيات منافع مجتمعية وضمان استفادة السكان المحليين وحمايتهم.

مستقبل مستدام

بناء قطاع صناعي يحقق الازدهار الاقتصادي مع الحفاظ على البيئة وحقوق المجتمع.

إمكانية التحسين: على الرغم من هذه التحديات في قطاع صناعة الرقائق، هناك تفاؤل ضمني بإمكانية التحسين. يفكر العمال في تشكيل نقابات لتحسين ظروف العمل، وتدعو المجتمعات إلى وضع حماية بيئية أقوى واتفاقيات منافع مجتمعية تضمن استفادة السكان المحليين. وقد حقق سكان بيوريا نجاحًا ملحوظًا عندما عارضوا بنجاح بناء منشأة لتغليف الرقائق بالقرب من المنازل والمدارس، مما دفع شركة أمكور إلى إعادة تحديد موقعها والالتزام بمعايير بيئية أكثر صرامة.

خاتمة: يختتم المقال بالتأكيد على أهمية تكاتف المجتمعات في محاسبة الصناعة والضغط من أجل تنمية أكثر استدامة وإنصافًا في ظل النمو المتزايد لقطاع أشباه الموصلات في أريزونا.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url