مشروع "علم الروم": شراكة قطرية مصرية بـ 29.7 مليار دولار لتحويل ساحل مصر إلى جنة سياحية

مشروع "علم الروم" العمراني: شراكة قطرية مصرية استراتيجية لتحويل ساحل البحر المتوسط إلى وجهة سياحية عالمية


منظر بانورامي لمدينة الإسكندرية المصرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث تظهر المباني المطلة على البحر تحت سماء صافية، مما يعكس طبيعة الموقع السياحي المستهدف للتطوير.

مقدمة حول مشروع علم الروم الاستثماري


صورة لورقة قديمة مكتوب عليها "Once upon a time" (كان يا مكان)، ترمز إلى بداية قصة أو موضوع.

شهدت مصر في الخامس من نوفمبر 2025 توقيع اتفاقية استراتيجية مع شركة الديار القطرية، بهدف إطلاق مشروع عمراني وسياحي متكامل في منطقة "علم الروم" الواقعة على ساحل البحر المتوسط. يمثل هذا المشروع الطموح، الذي تبلغ استثماراته الإجمالية نحو 29.7 مليار دولار، خطوة محورية ضمن جهود مصر لجذب الاستثمارات الخليجية الكبرى وتعزيز اقتصادها. ويهدف المشروع إلى تحويل المناطق الساحلية الواعدة إلى وجهات سياحية عالمية المستوى قادرة على المنافسة.

يقع مشروع "علم الروم" في موقع جغرافي متميز شرق مدينة مرسى مطروح، حيث يشتهر بجمال شواطئه الهادئة وطبيعته الخلابة. هذا الموقع يجعله مثالياً لتطوير مجمع سياحي متكامل يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم على مدار العام. (المصدر)

تفاصيل الشراكة والاستثمار في مشروع علم الروم


صورة مقربة ليدين تتصافحان، ترمز إلى الاتفاق والشراكة التجارية.

تتم هذه الشراكة الكبرى بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة المصرية وشركة الديار القطرية بنظام الشراكة الاستثمارية. ستقوم الديار القطرية بتطوير المشروع الضخم على مساحة شاسعة تبلغ 4900 فدان، تمتد على طول 7.2 كيلومتر من أجمل شواطئ ساحل البحر المتوسط.

  • هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة المصرية: هي كيان حكومي مصري يتبع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية. تضطلع الهيئة بمسؤولية التخطيط العمراني وتطوير وإنشاء مجتمعات سكنية وعمرانية جديدة بهدف تحقيق التوسع السكاني والاقتصادي المستدام.
  • شركة الديار القطرية: تعتبر شركة استثمار عقاري عالمية مرموقة، مملوكة بالكامل لجهاز قطر للاستثمار. تأسست الشركة عام 2005، وتتخصص في تطوير وتنفيذ مشاريع عقارية ومجتمعات عمرانية متكاملة وفقاً لأعلى المعايير الدولية في مختلف أنحاء العالم. (المصدر)

يتضمن الاستثمار الكلي للمشروع مكونين رئيسيين:

  • سداد 3.5 مليار دولار: كقيمة لثمن الأرض المخصصة للمشروع.
  • استثمار عيني ضخم بقيمة 26.2 مليار دولار: مخصص لأعمال البناء والتطوير العمراني الشامل.

يشمل نطاق التطوير إنشاء مجموعة من الفنادق والمنتجعات الفاخرة، بالإضافة إلى مناطق سكنية راقية، ومراكز تسوق وترفيه عالمية المستوى. كما يتضمن المشروع تطوير بنية تحتية متكاملة ومرافق خدمية حديثة مصممة لجذب السياح والمستثمرين على حد سواء. (المصدر - كمثال لمشاريع التطوير السياحي الكبرى)

من جانبها، ستحصل هيئة المجتمعات العمرانية على عائدات ومكاسب مهمة تشمل:

  • حصة عينية من المشروع بقيمة 7 مليارات دولار: مخصصة لبناء وتطوير أجزاء محددة منه.
  • 35% من إيرادات المشروع: وذلك بعد استرداد شركة الديار القطرية لتكلفة الاستثمار الإجمالية.
  • حصة نقدية: إضافية، مما يعزز من مواردها المالية ويدعم مشروعاتها المستقبلية.

دور الحكومة المصرية في دعم وتوصيل المرافق لمشروع علم الروم


صورة لعمود كهرباء (pylon) يعبر عن البنية التحتية لتوصيل الكهرباء والمرافق.

تلتزم وزارة الإسكان المصرية بتوفير جميع المرافق الأساسية اللازمة للمشروع، بما في ذلك شبكات الكهرباء، المياه، والطرق. يضمن هذا الدعم الحكومي سرعة إنجاز المشروع وفعاليته التشغيلية. هذا الالتزام يعكس الدعم القوي من الدولة ويعد عنصراً حيوياً في جذب الاستثمارات الكبرى، مؤكداً التزام مصر بتسهيل الإجراءات للمستثمرين. كما يضمن هذا الدعم الحكومي تسريع وتيرة الأعمال الإنشائية ويقلل من المخاطر التشغيلية للمستثمرين، مما يؤسس لبيئة استثمارية جاذبة ومستقرة.

الأهداف المتوقعة والمردود الاقتصادي لمشروع علم الروم


ساعة رملية بجانب مجموعة من العملات، ترمز إلى استثمار الوقت والمال لتحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة.

يهدف مشروع "علم الروم" بشكل رئيسي إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية نشطة ومزدهرة على مدار العام، مما سيساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف التالية:

  • زيادة الإيرادات السياحية: لمصر بمعدل سنوي لا يقل عن 1.8 مليار دولار.
  • توفير فرص عمل جديدة: تقدر بالآلاف، مما يدعم سوق العمل ويعزز مستويات المعيشة.
  • تعزيز موارد النقد الأجنبي: لمصر، مما يدعم استقرار الاقتصاد الوطني.

من المتوقع أن يخلق المشروع آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في قطاعات حيوية ومتنوعة مثل الضيافة، التشييد والبناء، الخدمات، والتجزئة، الأمر الذي يدعم التنمية الاقتصادية المحلية ويسهم في خفض معدلات البطالة بشكل فعال.

أهمية مشروع علم الروم في سياق الاستثمارات الخليجية بمصر


تُظهر الصورة مجموعة من العملات المعدنية والأوراق النقدية المتراكمة، مما يرمز إلى الاستثمار والنمو المالي والأهمية الاقتصادية للمشاريع في سياق الاستثمارات.

تأتي هذه الصفقة الاستثمارية الكبيرة في إطار جهود مصر المتواصلة لجذب الاستثمارات الخليجية المباشرة، والتي تشهد زخماً كبيراً وملحوظاً في الآونة الأخيرة. تعتبر هذه الشراكة بين مصر وقطر:

  • نموذجاً ناجحاً ومثاليا: للتعاون البناء بين القطاعين العام والخاص على المستوى الإقليمي.
  • دليلاً واضحاً على الثقة المتزايدة: في الاقتصاد المصري الواعد وقدرته على استقطاب رؤوس الأموال الكبرى، خاصة بعد صفقات عقارية ضخمة مثل مشروع رأس الحكمة.

ويُعد مشروع رأس الحكمة، الذي أُعلن عنه في فبراير 2024 باستثمارات إماراتية تصل إلى 35 مليار دولار أمريكي، مثالاً بارزاً على هذا التوجه الاستثماري، حيث يهدف إلى تطوير منطقة ساحلية ضخمة على البحر المتوسط لتصبح مدينة سياحية عالمية متكاملة. (المصدر)

الجدول الزمني لتنفيذ مشروع علم الروم

عام 1: البنية التحتية الأساسية
التركيز على تطوير شبكات الكهرباء، المياه، الطرق الرئيسية، ومرافق الصرف الصحي.
عام 2-3: الوحدات السكنية والفندقية
البدء بإنشاء المنتجعات والفنادق الفاخرة، إلى جانب المناطق السكنية الراقية.
عام 4-5: المرافق الترفيهية والتجارية
تطوير مراكز التسوق، المناطق الترفيهية، والمرافق الخدمية لجذب السياح والمستثمرين.
نهاية المشروع: وجهة سياحية عالمية
اكتمال التحول إلى وجهة سياحية متميزة على خريطة السياحة الدولية.

من المتوقع أن يستغرق تنفيذ المشروع بالكامل مدة خمس سنوات. خلال هذه الفترة، ستشهد المنطقة تحولاً جذرياً وشاملاً، لتصبح "علم الروم" وجهة سياحية عالمية متميزة على خريطة السياحة الدولية. ومن المخطط أن تبدأ مراحل التطوير الأولية بالتركيز على إنشاء البنية التحتية والمرافق الأساسية، تليها مراحل متتابعة لإنشاء الوحدات السكنية، الفندقية، والمرافق الترفيهية المتنوعة.

خاتمة حول آفاق مشروع علم الروم

خطوة استراتيجية
يعزز مكانة مصر كوجهة استثمارية رئيسية وجاذبة في المنطقة.
تنمية مستدامة
يسهم في تحقيق التنمية الشاملة ويدعم النمو الاقتصادي المستمر.
تعاون إقليمي
نموذج يحتذى به للشراكة البناءة بين مصر وقطر.
استثمار في البنية التحتية
عامل أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي والازدهار.

يمثل مشروع "علم الروم" الاستثماري الضخم خطوة استراتيجية متقدمة نحو تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في مصر، ويعزز من مكانتها كوجهة استثمارية رئيسية وجاذبة في المنطقة. تعتبر هذه الشراكة القطرية المصرية نموذجاً يحتذى به في التعاون الإقليمي البناء، وتؤكد على الأهمية الحيوية للاستثمار في البنية التحتية وقطاع السياحة كعوامل أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي المستمر والازدهار الشامل.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url