الأزهر يدعم ذوي الهمم: مبادرات لتحفيظ القرآن ودمجهم في المجتمع

مقدمة: يواصل الأزهر الشريف جهوده المستمرة في دعم وتمكين ذوي الهمم، إيمانًا بأهمية دمجهم في المجتمع وتوفير الفرص التعليمية والدينية الملائمة لهم. تتجلى هذه الجهود في مبادرات متنوعة، منها افتتاح أروقة أزهرية جديدة مخصصة لهم، وتنظيم مسابقات لتحفيظ القرآن الكريم، وتقديم برامج تعليمية متخصصة. يهدف الأزهر من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز قدرات ذوي الهمم، وتنمية مواهبهم، وإبراز دورهم الفاعل في بناء المجتمع.

لطالما اهتم الإسلام اهتمامًا خاصًا بذوي الهمم، مؤكدًا على حقوقهم في التعليم، والعيش الكريم، والمشاركة الفاعلة في المجتمع. ويقوم الأزهر الشريف، بوصفه منارة الإسلام الوسطي، بترجمة هذه التعاليم إلى واقع ملموس عبر مبادرات وبرامج تهدف إلى دمج هذه الفئة الكريمة، وتأكيد حقها الكامل في تلقي المناهج الأزهرية المعتدلة، مما يضمن لهم فهمًا صحيحًا للدين ومساهمة إيجابية في المجتمع.

الأزهر يفتتح أروقة جديدة لدعم ذوي الهمم بمختلف المحافظات

في خطوة تعكس التزام الأزهر الشريف الثابت بذوي الهمم، أعلن الرواق الأزهري بالجامع الأزهر عن افتتاح أروقة جديدة في فروعه المنتشرة بالمحافظات المصرية المختلفة. جاء ذلك استجابةً للإقبال الكبير على البرامج السابقة الموجهة لهذه الفئة، وتلبيةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

أروقة الأزهر لذوي الهمم تتميز بتقديم برامج نوعية ومتكاملة، تشمل:

• تحفيظ القرآن الكريم: يهدف هذا البرنامج إلى تمكين ذوي الهمم من حفظ كتاب الله الكريم والاستفادة من فضائله العظيمة.

• تعليم التجويد والتلاوة: يركز على تعليمهم أحكام التجويد والتلاوة الصحيحة للقرآن الكريم لضمان قراءة متقنة.

• دروس وملتقيات علمية بلغة الإشارة: تتيح هذه الدروس لذوي الهمم فرصة التعلم والتفاعل بلغتهم الخاصة. وفي هذا السياق، أطلق الأزهر الشريف مبادرة "تأهيل وإعداد الدعاة لاستخدام لغة الإشارة" تزامناً مع اليوم العالمي لها، وقد تقدم للالتحاق بها أكثر من 80 داعية وداعية. تهدف هذه المبادرة إلى ضمان حق ذوي الهمم في تلقي المنهج الأزهري الوسطي المتوازن عبر لغة الإشارة، مما يعزز فهمهم الصحيح للدين.المصدر
• تعليم اللغة العربية وقواعد الكتابة والخط العربي: يهدف هذا البرنامج إلى تطوير مهارات ذوي الهمم اللغوية والكتابية، وتعزيز قدرتهم على التواصل بفعالية.

ويتيح الرواق الأزهري للراغبين في الالتحاق بأروقة ذوي الهمم التسجيل عبر رابط مخصص، مع ضرورة ملء البيانات المطلوبة. كما أكد المشرف العام على الأروقة الأزهرية أن هذه المبادرة تندرج ضمن رؤية الأزهر لدمج ذوي الهمم وتعزيز قدراتهم التعليمية والدينية، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية شاملة تدعم تواصلهم الفعال مع الآخرين، وتجسد روح التعاون والتلاحم بين جميع فئات المجتمع.

مسابقة الأزهر - بنك فيصل الإسلامي لحفظ القرآن الكريم لذوي الهمم

في إطار دعم حفظة كتاب الله من ذوي الهمم، أطلق الأزهر الشريف بالتعاون مع بنك فيصل الإسلامي مسابقة لحفظ القرآن الكريم. انطلقت الاختبارات في 6 محافظات مصرية رئيسية (البحيرة، المنوفية، الدقهلية، دمياط، الإسكندرية، الفيوم) بمشاركة حوالي 500 متسابق، وتقام هذه المسابقة تحت رعاية شيخ الأزهر وإشراف الجامع الأزهر مباشرةً.

تستمر الاختبارات حتى نهاية الأسبوع الجاري في مقر الرواق الأزهري بالمحافظات المذكورة، حيث سيتم إعلان النتائج وتوزيع الجوائز على الفائزين في احتفالية كبرى. تتضمن المسابقة ثلاثة مستويات، بجوائز مالية قيمة تصل في مجموعها إلى 450 ألف جنيه مصري. وتهدف المسابقة إلى اكتشاف المواهب من ذوي الهمم في حفظ القرآن الكريم وتشجيعهم على التنافس في هذا المجال. ويؤكد المسؤولون في الأزهر الشريف على التزامهم بدعم حفظة كتاب الله وتشجيعهم على التنافس البناء.

رؤية الأزهر الشاملة لدمج ذوي الهمم وتمكينهم

تأتي كل هذه المبادرات ضمن رؤية الأزهر الشريف الطموحة لدمج ذوي الهمم وتعزيز قدراتهم التعليمية والدينية. ويشدد المسؤولون في الأزهر على التزامهم بتوفير بيئة تعليمية شاملة تدعم تواصلهم الفعال مع الآخرين، وتجسد روح التعاون والتلاحم بين جميع فئات المجتمع. وفي هذا السياق، صرح فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، بأن ذوي الهمم لهم الحق الكامل في تلقي المنهج الأزهري الوسطي عبر لغة الإشارة. كما أكد فضيلة الأستاذ الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق والأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن ذوي الهمم يمثلون جزءًا لا يتجزأ من عملية التنمية الاجتماعية، وأنهم شركاء أساسيون في التقدم والنمو.الأزهر الشريفالمصدر

الخلاصة

إن مبادرات الأزهر الشريف المتعددة لدعم ذوي الهمم، والتي تشمل افتتاح أروقة جديدة، وتنظيم مسابقات لحفظ القرآن الكريم، وتأهيل الدعاة بلغة الإشارة، تعكس التزامًا راسخًا بدمجهم في المجتمع وتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة. وتساهم هذه الجهود الفعالة في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتكافؤًا، يضمن حقوق جميع أفراده، ويثمن مساهماتهم القيمة في التنمية والتقدم الشامل.