الإغلاق الحكومي يعطل حركة الطيران: تأخيرات وإلغاءات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية
تأثير الإغلاق الحكومي على حركة الطيران ومراقبيها
تفاقم أزمة تأخير وإلغاء الرحلات
نقص أعداد مراقبي الحركة الجوية: يؤدي نقص أعداد مراقبي الحركة الجوية، المستمر بسبب الإغلاق الحكومي، إلى تفاقم مشكلة إلغاء وتأخير الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد. على الرغم من أن مراقبي الحركة الجوية يُصنفون ضمن العاملين الأساسيين، مما يُلزمهم بالاستمرار في العمل، إلا أنهم لا يتقاضون أجورهم خلال هذه الفترة. تعاني العديد من المطارات ومنشآت التحكم الجوي من نقص حاد في الموظفين، نتيجة لتزايد الإجازات المرضية، مما يحد من قدرتهم على إدارة الحركة الجوية بكفاءة. ففي ناشفيل، على سبيل المثال، عمل برج المراقبة بأقل عدد من الموظفين، مما استدعى تدخل مركز مراقبة الحركة الجوية في ممفيس للتعامل مع بعض حركات الاقتراب. وقد تجاوز متوسط تأخير الرحلات المغادرة والقادمة من ناشفيل ساعتين. كما شهدت مطارات رئيسية مثل دالاس وشيكاغو تأخيرات بمتوسط 30 و 40 دقيقة على التوالي بسبب هذا النقص في الأيدي العاملة.
الإغلاق الحكومي: تعريف وتداعيات
الإغلاق الحكومي: في الولايات المتحدة يشير إلى توقف الوكالات الحكومية غير الأساسية عن العمل بسبب عدم إقرار الكونجرس لقوانين الاعتمادات المالية اللازمة لتشغيلها. وخلال هذه الفترات، يستمر الموظفون الفيدراليون المصنفون كـ "أساسيين" في العمل دون أجر، بينما يتم إجبار الموظفين "غير الأساسيين" على إجازة غير مدفوعة الأجر. تاريخيًا، كانت هناك عدة إغلاقات حكومية كبيرة، مثل الإغلاق الذي حدث في ديسمبر 2018 ويناير 2019، والذي استمر لمدة 35 يومًا، مما يجعله الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. وقد أثرت هذه الإغلاقات بشكل مباشر على مراقبي الحركة الجوية، حيث يُطلب منهم الحضور للعمل ولكن لا يتم دفع أجورهم في الوقت المحدد، مما يخلق ضغوطًا مالية كبيرة.
الأرقام والإحصائيات: حجم الأزمة
أعداد المراقبين المتأثرين: يعمل ما يقرب من 13,294 مراقب حركة جوية في ظل ظروف صعبة بدون أجر خلال فترة الإغلاق. هذه التحديات ليست بالجديدة، لكن الإغلاق الحكومي الحالي يلقي الضوء عليها بشكل مكثف. فخلال الأشهر التسعة الماضية فقط، أُغلقت 1,058 منشأة لمراقبة الحركة الجوية مؤقتًا بسبب نقص الموظفين المتاحين.
أمثلة حية على التعطيلات الجوية
مطار بوربانك: في كاليفورنيا، اضطر مطار بوربانك لإغلاق برجه لعدة ساعات نتيجة لغياب مراقبين للحركة الجوية، مما أسفر عن تأخير الرحلات لأكثر من ساعتين ونصف. وتولت منشأة في سان دييغو مسؤولية إدارة حركة المرور الجوية في بوربانك خلال فترة إغلاق البرج. وشهدت منشآت حيوية أخرى مثل Philadelphia TRACON و Denver Center و Detroit TRACON و Indianapolis Center و Phoenix Airport و Phoenix TRACON تحديات مماثلة في التوظيف، مما أدى إلى تأخير أكثر من 600 رحلة في مطار دنفر وأكثر من 200 رحلة في مطار فينيكس.
استجابة الجهات الرسمية ومخاوف النقابة
إدارة الطيران الفيدرالية (FAA): أفادت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) أنه عند حدوث نقص في الموظفين، تتبع إجراءات إبطاء حركة المرور الجوية المتجهة إلى بعض المطارات لضمان استمرارية العمليات بأمان. من جانبها، أعرب اتحاد مراقبي الحركة الجوية (NATCA)، وهو النقابة التي تمثل مراقبي الحركة الجوية الفيدراليين، عن قلقه البالغ إزاء هشاشة نظام الطيران في مواجهة النقص الوطني في هؤلاء المتخصصين الأساسيين في مجال السلامة. تأسست NATCA في عام 1987 وتعمل على تحسين ظروف العمل والسلامة لمراقبي الحركة الجوية.
التحديات المالية والنفسية للمراقبين
الضغوط المالية: عبر مراقبو الحركة الجوية عن مخاوفهم المتزايدة بشأن الضغوط المالية الإضافية التي يفرضها الإغلاق الحكومي، والتي تتضافر مع الطبيعة المتطلبة والمرهقة لعملهم. أشار وزير النقل السابق شون دافي إلى أن بعض مراقبي الحركة الجوية قد يضطرون للبحث عن وظائف إضافية، مثل قيادة أوبر، لتغطية نفقاتهم، وهو ما يثير قلقًا عميقًا. أكد دافي أنه لا يرغب في أن يضطر هؤلاء المهنيون ذوو المهارات العالية والملتزمون بالسلامة إلى البحث عن عمل إضافي، بل يطالب بأن يحصلوا على أجورهم المستحقة مقابل عملهم الحيوي الذي يحافظ على سلامة الطائرات والأجواء.
قانون GEFTA وحقوق المراقبين المالية
الرواتب المتأخرة: من المتوقع أن يتلقى مراقبو الحركة الجوية جزءًا من رواتبهم المتأخرة في 14 أكتوبر، ولكن لن يتم الدفع لهم في 28 أكتوبر إذا استمر الإغلاق. وبموجب قانون المعاملة العادلة للموظفين الحكوميين لعام 2019 (GEFTA)، سيتلقى المراقبون رواتبهم المتأخرة بالكامل بعد انتهاء الإغلاق الحكومي. يضمن هذا القانون، الذي صدر في 11 يناير 2019، حصول الموظفين الفيدراليين على أجورهم المتأخرة فور استئناف عمل الحكومة بعد أي إغلاق.
برنامج الخدمة الجوية الأساسية (EAS) في خطر
برنامج الخدمة الجوية الأساسية (EAS): كما تأثر برنامج الخدمة الجوية الأساسية (EAS)، الذي يهدف إلى توفير الدعم المالي لشركات الطيران لضمان استمرار خدمة الطيران إلى المناطق الريفية التي قد لا تتمتع بخدمة جوية منتظمة خلاف ذلك. من المقرر أن ينفد تمويل هذا البرنامج في 12 أكتوبر، مما قد يكون له تأثير كبير على ولاية ألاسكا، حيث يعتبر السفر الجوي وسيلة النقل الأساسية والوحيدة للوصول إلى العديد من المجتمعات. وقد أعربت السناتور ليزا موركوفسكي عن قلقها الشديد إزاء التأثيرات السلبية المحتملة على المجتمعات الريفية وشركات الطيران المحلية التي تخدمها، مؤكدة أنها تعمل بجد مع الإدارة لإيجاد حل مستدام لهذه الأزمة. يوفر برنامج EAS دعمًا لمجتمعات في 37 ولاية بالإضافة إلى بورتوريكو، ويعد ضروريًا للحفاظ على الاتصال الاقتصادي والاجتماعي لهذه المناطق النائية.