مباراة النرويج وإسرائيل: كرة القدم في ظل التوتر السياسي والاحتجاجات

مباراة النرويج وإسرائيل: بين التأهل للمونديال والتوترات السياسية

مقدمة


رسم فني يصور طفلاً يعزف الناي، وهو رسم مصاحب لمقدمة قصيدة من مجموعة "أغاني البراءة" (Songs of Innocence) للشاعر ويليام بليك.

شهدت العاصمة النرويجية أوسلو، على ملعب أوليفال، في 11 أكتوبر 2025، مباراة هامة ضمن تصفيات كأس العالم بين النرويج وإسرائيل. أقيمت هذه المواجهة الرياضية في ظل أجواء سياسية وأمنية متوترة. لم تكن هذه المباراة مجرد فرصة للنرويج لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم بعد غياب دام 27 عامًا، بل تحولت أيضًا إلى منبر للتعبير عن التضامن الواسع مع الشعب الفلسطيني والاحتجاج على الأحداث الجارية في غزة. يستعرض هذا المقال كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الأحداث، بما في ذلك التحديات الأمنية والمواقف السياسية المرتبطة بمباراة النرويج وإسرائيل.


احتجاجات ضد مباراة إسرائيل والنرويج وإجراءات أمنية غير مسبوقة

أبرز جوانب الاحتجاجات والإجراءات الأمنية

حوالي 1000 متظاهر: احتشدوا أمام ملعب أوليفال تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.

إجراءات أمنية صارمة: هي الأكثر تشددًا منذ عام 1994، مع منطقة حظر جوي فوق الملعب.

تقليص عدد المتفرجين: إلى 3000 شخص فقط كإجراء احترازي.

احتجاجات عالمية: امتدت المظاهرات الرافضة لمشاركة إسرائيل إلى دول أخرى مثل إيطاليا وإندونيسيا.


قبل انطلاق مباراة النرويج وإسرائيل، احتشد حوالي 1000 متظاهر مؤيد للفلسطينيين أمام ملعب أوليفال. رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالحرب الدائرة في غزة. استجابة لهذه الأجواء، فرضت السلطات النرويجية تدابير أمنية هي الأكثر صرامة منذ عام 1994، شملت إجراءات مكافحة الإرهاب ومنطقة حظر جوي فوق الملعب، إضافة إلى تقليص عدد المتفرجين المسموح لهم بالدخول إلى 3000 شخص فقط. لم تقتصر هذه الاحتجاجات على النرويج، بل امتدت لتشمل دولًا أخرى مثل إيطاليا وإندونيسيا، حيث نُظمت مظاهرات مماثلة رفضًا لمشاركة إسرائيل في مختلف المنافسات الرياضية، ومنها فريق "إسرائيل بريمير تيك" للدراجات.

الموقف السياسي للاتحاد النرويجي لكرة القدم

الموقف الرسمي للاتحاد النرويجي لكرة القدم

تصريحات رئيسة الاتحاد: ليز كلافينيس أكدت أن إسرائيل انتهكت قواعد FIFA وUEFA.

الاستناد إلى لوائح FIFA: خاصة المادة 3 التي تشدد على التزام الاتحادات بحقوق الإنسان وسياسة FIFA لحقوق الإنسان (2017).

مطالبة بمعالجة الانتهاكات: رغم الترحيب بوقف إطلاق النار، أكدت كلافينيس ضرورة مواصلة مناقشة الانتهاكات.

عقوبات محتملة: إمكانية فرض عقوبات على الاتحادات الأعضاء في حال وجود انتهاكات.


خلال مؤتمر صحفي عُقد قبل المباراة، أكدت ليز كلافينيس، رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، أن إسرائيل قد انتهكت قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) فيما يخص أحداث غزة. تأتي هذه التصريحات ضمن إطار الالتزام بلوائح الفيفا، لا سيما المادة 3 التي تشدد على التزام الاتحادات بحقوق الإنسان. كما تستند إلى سياسة الفيفا لحقوق الإنسان الصادرة في مايو 2017. هذه السياسات والقوانين الرياضية تمنع التتمييز وتُلزم الاتحادات الأعضاء بمسؤولياتها، مع فرض عقوبات محتملة في حال وجود انتهاكات. ورغم ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، شددت كلافينيس على ضرورة مواصلة مناقشة هذه الانتهاكات، مؤكدة أنها تتعلق بمبادئ كرة القدم وليست قضايا سياسية أو قانونية دولية. تجدر الإشارة إلى أن كلافينيس كانت قد دعت في السابق إلى احتمال استبعاد إسرائيل من المنافسات الرياضية الدولية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا.

مبادرة إنسانية ووقف إطلاق النار


تظهر الصورة وزيرة التنمية الدولية ستيفن أوبراين وهي تلتقي بأم وطفلها يتلقيان العلاج الطبي في مركز صحي في جامام بجنوب السودان، في سياق تحذير المملكة المتحدة من كارثة إنسانية في جنوب السودان. تعبر الصورة عن المساعدة الإنسانية في مناطق النزاع، مما يرمز إلى الحاجة لمبادرات إنسانية ووقف لإطلاق النار.

في لفتة إنسانية، قرر منظمو مباراة النرويج وإسرائيل التبرع بجميع عائداتها لمنظمة أطباء بلا حدود، لدعم جهودها الإغاثية في غزة. وقد تزامنت هذه المباراة مع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وهو ما رحبت به رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، ليز كلافينيس، مع إصرارها على أهمية معالجة الانتهاكات المزعومة لقواعد FIFA وUEFA. من الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كان قد ناقش في وقت سابق إمكانية فرض حظر على إسرائيل، وذلك قبل تقديم خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.


ردود الفعل الإسرائيلية ودعوات للهدوء

ردود الأطراف ودعوات التهدئة

تفهم الإجراءات الأمنية: إسرائيل أعربت عن تفهمها الكامل للتدابير الأمنية المشددة، واعتادت عليها.

دافع إضافي للأداء: التطورات الأخيرة منحت الفريق الإسرائيلي حافزًا إضافيًا لتقديم أداء مميز.

دعوة FIFA للتهدئة: رئيس FIFA، جياني إنفانتينو، دعا إلى التهدئة قبل مباريات التصفيات.

بعد اتفاق وقف إطلاق النار: جاءت الدعوات للتهدئة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.


أعربت إسرائيل عن تفهمها التام للإجراءات الأمنية المشددة التي رافقت المباراة، مؤكدة أنها اعتادت على مثل هذه التدابير في مبارياتها الدولية. وأشارت إلى أن التطورات الأخيرة قد منحت فريقها دافعًا إضافيًا لتحقيق أداء مميز. في السياق ذاته، وجه جياني إنفانتينو، رئيس FIFA، دعوة للتهدئة قبل انطلاق مباريات إسرائيل في التصفيات، وذلك بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار.

خلاصة

النقاط الرئيسية من المباراة والأحداث المرتبطة

تداخل الرياضة والسياسة: أصبحت المباراة منصة قوية للتعبير عن مواقف مختلفة.

مبادرة إنسانية ناجحة: تم التبرع بجميع عائدات المباراة لدعم جهود أطباء بلا حدود في غزة.

موقف الاتحاد النرويجي: يبقى موقفه بشأن انتهاكات قواعد FIFA وUEFA قضية محورية ومستمرة.

جدل ونقاش مستمر: القضية من المتوقع أن تظل مصدرًا للجدل في الأوساط الرياضية والسياسية.


تُظهر مباراة النرويج وإسرائيل بوضوح تداخل الرياضة مع الشأن السياسي، حيث تحولت إلى منصة قوية للتعبير عن مواقف مختلفة. على الرغم من التحديات الأمنية والسياسية الكبيرة، مضت المباراة قدمًا بنجاح، وتضمنت مبادرة إنسانية لدعم المتضررين في غزة. يبقى موقف الاتحاد النرويجي لكرة القدم بشأن الانتهاكات المزعومة لقواعد FIFA وUEFA قضية محورية، ويُتوقع أن تظل مصدرًا للجدل والمناقشة في الأوساط الرياضية والسياسية على حد سواء.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url