غزة يوليو 2025: قصف يلاحق النازحين وقتلى ينتظرون المساعدات.. كارثة إنسانية تتفاقم
غزة تحت القصف: استهداف النازحين وتفاقم الأزمة الإنسانية في تموز 2025
هل تتخيل أن تجد نفسك مضطراً للنزوح بحثاً عن الأمان، فقط لتجد أن الخطر يلاحقك حتى في الملاذات المفترضة؟ هذا هو الواقع المرير الذي يعيشه الآلاف في غزة. في مطلع شهر تموز/يوليو 2025، شهد قطاع غزة تصعيداً خطيراً في القصف الإسرائيلي، مركزاً بشكل صادم على استهداف النازحين في مناطق قيل إنها آمنة. يأتي هذا التصعيد الأخير ليزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، التي تعاني أصلاً من كارثة غير مسبوقة جراء الحرب على غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023.
استهداف خيام النازحين: لا مكان آمن في مواصي غزة
تعد منطقة المواصي على الساحل، خاصة في مواصي خان يونس ومواصي رفح، من المناطق التي لجأ إليها آلاف الفلسطينيين بحثاً عن ملاذ من القصف. لكن في الأيام الأولى من تموز 2025، تحولت هذه المناطق إلى هدف مباشر. ففي 4 يوليو 2025، استشهد ما لا يقل عن 15 فلسطينياً وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس. كانت العائلات النازحة هي الضحية الأساسية لهذه الهجمات. لم تتوقف الاستهدافات عند هذا الحد، فقد طالت المدفعية الإسرائيلية أيضاً خيام النازحين في مواصي رفح، بينما تم تدمير منازل سكنية شمال خان يونس. هذه الهجمات تؤكد أن استهداف النازحين في غزة لم يعد حادثاً عرضياً، بل يبدو نمطاً متواصلاً.
غارات مميتة ترتفع بعدد الضحايا في غزة
لم يقتصر القصف الإسرائيلي على غزة في بداية تموز 2025 على منطقة المواصي فحسب، بل امتد ليشمل مناطق مختلفة في القطاع، مخلفاً أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين. ففي 3 يوليو 2025، أفادت تقارير بمقتل 63 فلسطينياً خلال 24 ساعة فقط نتيجة لهذه الغارات. والمروع أن العديد من الضحايا كانوا يبحثون عن أبسط مقومات الحياة؛ فقد استشهد 28 شخصاً أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات الإنسانية، في مشهد يعكس مدى يأس الوضع وخطورة أي تحرك للمدنيين. كما استهدف القصف مدرسة تؤوي نازحين غرب مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً كانوا يعتقدون أنهم وجدوا مأوى مؤقتاً. كل هذه الأحداث تبرز حجم المخاطر التي تحيط بالمدنيين في قطاع غزة.
الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم بلا هوادة
تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023 في إلقاء بظلالها القاتمة على حياة السكان، مسببة كارثة إنسانية غير مسبوقة. تجاوز عدد الشهداء والمصابين 192 ألف شخص، وهو رقم مفجع يعكس حجم الدمار البشري. لكن المعاناة لا تتوقف عند الخسائر في الأرواح. فسكان غزة يواجهون نقصاً حاداً ومزمناً في الاحتياجات الأساسية: الغذاء، الدواء، المياه النظيفة، والكهرباء. يضاف إلى ذلك، أن البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات المياه، قد دمرت بشكل واسع، مما يجعل الحياة اليومية كابوساً حقيقياً للسكان المحاصرين. هذا الرابط يسلط الضوء على جانب من هذه الأزمة: الحرب الإسرائيلية.
خاتمة: نداء عاجل لإنهاء الكارثة في غزة
إن تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة واستهداف النازحين يمثلان انتهاكات خطيرة للقانون الدولي والإنساني. إن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تحتمل المزيد من التدهور. يتطلب هذا الوضع المأساوي تحركاً دولياً فورياً وحاسماً. يجب الضغط بكل السبل الممكنة لوقف العمليات العسكرية العشوائية وضمان حماية المدنيين وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى كل محتاج في قطاع غزة. لا يمكن للعالم أن يقف متفرجاً بينما تتفاقم هذه الكارثة الإنسانية؛ فمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم خطوة أساسية نحو تحقيق العدالة ومنع تكرارها.