مفاوضات الأهلي المصري مع المدرب عبد الله أفجي: بين التأكيدات والنفي

شهدت الأيام الأخيرة تداولاً واسعًا لأنباء حول مفاوضات مكثفة يجريها النادي الأهلي المصري مع مدربين جدد بهدف تولي منصب المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم. يأتي البحث عن مدير فني جديد بعد رحيل الإسباني خوسيه ريبيرو. يُعتبر المدير الفني (أو المدرب الرئيسي) المسؤول الأول عن الجوانب التكتيكية والفنية للفريق، ويشمل دوره تطوير استراتيجيات اللعب، اختيار اللاعبين، والإشراف على التدريبات لضمان أفضل أداء. من بين أبرز الأسماء المرشحة بقوة لتولي تدريب الأهلي، يبرز اسم المدرب التركي المخضرم عبد الله أفجي، المدير الفني السابق لنادي طرابزون سبور. يستعرض هذا المقال تفاصيل تطورات هذه المفاوضات، متتبعًا التأكيدات الصادرة عن مقربين من المدرب والنفي الرسمي من داخل إدارة النادي الأهلي.

تأكيدات بشأن مفاوضات الأهلي مع المدرب عبد الله أفجي

في 22 سبتمبر 2025، كشفت صحيفة الوطن سبورت عن دخول النادي الأهلي في مفاوضات جادة مع المدرب عبد الله أفجي. وقد عزز هذه الأنباء تصريحات أوندر كارافيلي، المدرب المساعد السابق لأفجي، الذي أكد أن المدير الرياضي بالنادي الأهلي قد اجتمع مع المدرب التركي قبل أسبوع من هذا التاريخ، الأمر الذي يؤكد الاهتمام الجاد من جانب إدارة الأهلي بضم أفجي لقيادة الفريق.

وأضاف كارافيلي أن وجود اللاعب الدولي المصري محمود حسن تريزيجيه ضمن صفوف الأهلي قد يشكل عاملًا إيجابيًا ومحفزًا لإتمام هذه الصفقة، وذلك بفضل العلاقة التدريبية السابقة التي جمعت المدرب أفجي بـ تريزيجيه خلال فترة عملهما معًا في نادي طرابزون سبور التركي.

لتوضيح حجم إنجازات المدرب عبد الله أفجي، من المهم الإشارة إلى أن نادي طرابزون سبور يُعد من الأندية التركية العريقة وذات التاريخ الطويل. يعتبر الفوز بلقب الدوري التركي الممتاز (Süper Lig)، الذي يمثل أعلى مسابقة كرة قدم احترافية في تركيا، إنجازًا استثنائيًا. وكذلك الفوز بـ كأس السوبر التركي، التي تجمع بين بطلي الدوري والكأس، يؤكد على الكفاءة التدريبية العالية لـ أفجي.

تجدر الإشارة إلى أن عبد الله أفجي قد حقق إنجازًا تاريخيًا مع طرابزون سبور، فقد قاد الفريق ببراعة للفوز بلقبي الدوري التركي الممتاز وكأس السوبر في موسم 2021–2022، منهيًا بذلك جفافًا دام 38 عامًا عن التتويج بلقب الدوري. وقد أشارت التقارير إلى أن المدرب أفجي تلقى عروضًا تدريبية أخرى من أندية خارج تركيا، إلى جانب عرض الأهلي المصري، مما يؤكد قيمته الفنية الكبيرة ويزيد من احتمالية بحثه عن تحدٍّ رياضي جديد في مسيرته.

نفي أحمد شوبير لمفاوضات الأهلي مع المدربين

على النقيض من هذه التأكيدات، أدلى أحمد شوبير، حارس مرمى الأهلي السابق والإعلامي الرياضي البارز حاليًا، بتصريحات قاطعة عبر قناة النادي الأهلي. نفى شوبير بشكل كامل وجود أي مفاوضات رسمية بين النادي و المدرب عبد الله أفجي أو برونو لاج. وأوضح أن جميع الأنباء المتداولة في وسائل الإعلام، سواء المحلية أو الدولية، بشأن هذا الشأن، لا تعدو كونها اجتهادات شخصية ولا تستند إلى أي حقائق أو معلومات مؤكدة صادرة عن الإدارة.

تحليل الوضع الراهن ومستقبل المدير الفني للأهلي

من خلال هذه التصريحات المتضاربة، يظهر بوضوح وجود حالة من الغموض والتكهنات حول مستقبل منصب المدير الفني في النادي الأهلي. فبينما تؤكد مصادر مقربة من المدرب عبد الله أفجي وجود مفاوضات جادة، يصر المسؤولون داخل النادي على نفي هذه الأنباء بشكل قاطع.

يمكن تفسير هذا التضارب في التصريحات بعدة أسباب محتملة؛ قد يكون النادي يسعى إلى الحفاظ على سرية المفاوضات الجارية حتى يتم إبرام الصفقة بشكل نهائي، أو ربما يأتي النفي في إطار محاولات تهدئة الجماهير وتجنب إثارة التوقعات المبالغ فيها قبل التوصل إلى اتفاق رسمي. كذلك، قد يفسر وجود عروض أخرى مقدمة لـ المدرب أفجي سبب تأخر الإعلان الرسمي، حيث قد يكون النادي ينتظر استكمال كافة التفاصيل المالية والفنية الضرورية قبل الكشف عن قراره النهائي.

في الختام، يظل مصير هذه المفاوضات بشأن المدير الفني الجديد للأهلي معلقًا بانتظار الإعلان الرسمي من إدارة النادي الأهلي. ومع ذلك، يظل اسم عبد الله أفجي مطروحًا بقوة كأحد أبرز المرشحين المحتملين لتولي قيادة "الفريق الأحمر"، خاصة في ظل سجل إنجازاته البارزة مع طرابزون سبور وتاريخه التدريبي الناجح مع لاعبين مثل تريزيجيه، مما يجعله خيارًا جذابًا للبحث عن قيادة فنية قوية.