الأهلي يبحث عن مدرب جديد بعد إقالة ريبيرو.. من يخلفه؟
النادي الأهلي المصري يبحث عن مدرب جديد بعد إقالة خوسيه ريبيرو
مقدمة
شهد النادي الأهلي المصري تطورات سريعة على صعيد جهازه الفني، حيث أعلن النادي عن إقالة مدربه الإسباني خوسيه ريبيرو من منصبه. جاء هذا القرار في أعقاب سلسلة من النتائج السلبية وتراجع أداء الفريق الأهلاوي في الدوري المحلي إلى المركز الثاني عشر، وهو مركز لا يليق بالنادي العملاق. اتُخذ هذا القرار الحاسم بعد اجتماع مكثف بين إدارة النادي ولجنة التخطيط، خاصة بعد الخسارة الأخيرة أمام بيراميدز، التي كانت بمثابة نقطة التحول. يسعى النادي الأهلي من خلال هذه الخطوة لاستعادة مكانته المعهودة وتحقيق الانتصارات التي يتطلع إليها جمهوره الواسع.
يعد النادي الأهلي، المعروف بـ "نادي القرن الأفريقي"، أحد أعرق وأنجح الأندية في تاريخ كرة القدم المصرية والقارية، وقد تأسس عام 1907. يتمتع القلعة الحمراء بقاعدة جماهيرية ضخمة ويشتهر بكونه الأكثر تتويجًا بالألقاب المحلية والأفريقية. يحمل النادي الرقم القياسي في الفوز بلقب الدوري المصري الممتاز ودوري أبطال أفريقيا، مما يجعله معيارًا للتميز والنجاح في المنطقة.
أما فريق بيراميدز، الذي تأسس عام 2008 وتغير اسمه وشعاره عدة مرات، فيعتبر من الأندية الصاعدة بقوة في الدوري المصري الممتاز، ويشكل حاليًا أحد المنافسين الرئيسيين للنادي الأهلي والزمالك على البطولات المحلية.

أسباب إقالة المدرب خوسيه ريبيرو وتداعياتها
أقيل المدرب ريبيرو بعد أن قاد الفريق في سبع مباريات لم يحقق خلالها سوى انتصار واحد فقط، وهو ما يمثل أسوأ بداية للنادي الأهلي منذ 11 عامًا. رغم الإعلان عن الرحيل بالتراضي مع تقدير جهود المدرب السابقة، إلا أن النتائج المتواضعة فرضت على الإدارة اتخاذ قرار التغيير الحاسم. جاء قرار إقالة ريبيرو في ظل ضغط كبير من جماهير النادي الأهلي والإعلام، خاصة مع تراجع الفريق عن منافسيه في بطولة الدوري المصري، مما استدعى تدخلًا سريعًا لإعادة الفريق إلى مساره الطبيعي.
وفقًا للإحصائيات، فإن هذا الأداء يمثل بالفعل أسوأ انطلاقة للأهلي في الدوري المصري منذ موسم 2013-2014، حيث كان الفريق قد حقق نتائج مشابهة في بداية ذلك الموسم قبل أن يستعيد توازنه لاحقًا. الأداء المتراجع في عدد المباريات التي لم يتمكن فيها من الفوز، مقارنة بتاريخ النادي الذي يعتاد على تصدر الترتيب مبكرًا، زاد من حدة الانتقادات والضغط على الإدارة لاتخاذ قرار التغيير.

خيارات النادي الأهلي المتاحة للتعاقد مع مدرب جديد
بعد رحيل ريبيرو، فتح النادي الأهلي الباب أمام عدة خيارات لاختيار المدرب الجديد، الذي سيتحمل مسؤولية إعادة بناء الفريق فنيًا ونفسيًا. تدرس لجنة التخطيط في الأهلي حاليًا خيارين رئيسيين:

- التعاقد مع مدرب أجنبي جديد:
يعتبر هذا الخيار الأقرب للتنفيذ في الوقت الراهن، خاصة مع وجود فترة توقف دولي قريبة يمكن استغلالها لإتمام التعاقد وتحضير الفريق للمرحلة المقبلة. من بين الأسماء المطروحة، يبرز روبن باراخا، المدرب الإسباني السابق لفالنسيا، والذي عرضه وكيل اللاعبين ممدوح الساعاتي على مسؤولي النادي. باراخا، الذي لا يرتبط حاليًا بأي فريق، يمتلك خبرة تدريبية جيدة في الدوري الإسباني، مما يجعله مرشحًا قويًا لقيادة الأهلي.
يمتلك روبن باراخا مسيرة تدريبية بدأت في الفئات السنية بنادي فالنسيا، ثم انتقل لتدريب فرق مثل إلتشي، رايو فايكانو، تينيريفي، وريال سرقسطة. عرف عنه تفضيله لأسلوب اللعب المنظم والاعتماد على اللاعبين الشباب، مع التركيز على الجانب البدني والتكتيكي. لم يحقق ألقابًا كمدرب حتى الآن، لكن سجله يظهر قدرته على العمل في بيئات تنافسية.
من المتوقع أن تكون فترة التوقف الدولي في نوفمبر أو مارس فرصة مثالية للأهلي لإبرام التعاقد مع المدرب الجديد ودمجه مع الفريق، مما يتيح له وقتًا كافيًا لفرض أفكاره التكتيكية قبل استئناف المباريات المحلية والقارية.
- التعاقد مع مدرب مؤقت لحين إيجاد دائم:
كخيار بديل، تدرس لجنة التخطيط تعيين عماد النحاس كمدرب مؤقت، مع تشكيل جهاز فني مؤقت يضم أبناء النادي. يهدف هذا الخيار إلى استقرار الفريق الأهلاوي مؤقتًا حتى يتم التعاقد مع مدرب دائم، خاصة في ظل الحاجة الملحة لتحسين النتائج الفورية وتجنب المزيد من التراجع في الترتيب بالدوري المصري.
عماد النحاس هو أحد نجوم النادي الأهلي السابقين كلاعب، وله خبرة تدريبية في الدوري المصري الممتاز مع أندية مثل المقاولون العرب والاتحاد السكندري. يعرف عنه قدرته على تحفيز اللاعبين ومعرفته العميقة بالكرة المصرية. في حالة تعيينه، من المرجح أن يضم الجهاز الفني المؤقت شخصيات مثل سامي قمصان أو سيد عبد الحفيظ، نظرًا لخبرتهما ومعرفتهما ببنية النادي.

التحديات المستقبلية التي تواجه النادي الأهلي
يواجه النادي الأهلي تحديات كبيرة في الفترة المقبلة بعد إقالة المدرب، أبرزها:
- اختيار المدرب المناسب الذي يمتلك الرؤية الفنية القادرة على التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي تحيط بالقلعة الحمراء.
- تحسين أداء اللاعبين وتعزيز الروح المعنوية للفريق، الذي يعاني من تراجع في الثقة بعد النتائج الأخيرة.
- توفير الدعم اللازم للمدرب الجديد من خلال تعاقدات جديدة في المراكز التي تحتاج إلى تدعيم، خاصة مع اقتراب فترة انتقالات الشتاء.
من أبرز المراكز التي قد تحتاج إلى تدعيم خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، خط الهجوم لزيادة الفاعلية التهديفية، ومركز لاعب خط الوسط المدافع لتعزيز الصلابة الدفاعية، بالإضافة إلى قلب الدفاع لضمان الاستقرار في الخط الخلفي. هذه المراكز عادة ما تكون حاسمة في الأداء العام للفريق وتحقيق الانتصارات في مختلف البطولات.

خاتمة
يمر النادي الأهلي بمرحلة حرجة تتطلب قرارات جريئة وحاسمة. كانت إقالة خوسيه ريبيرو خطوة ضرورية بعد الأداء المتواضع، والآن يتركز الاهتمام على اختيار المدرب الجديد الذي سيقود العملاق المصري نحو استعادة مكانته كأحد أبرز الأندية في مصر وإفريقيا. يبقى التحدي الأكبر في توازن الاختيار بين الخبرة الأجنبية والاستقرار المؤقت، مع ضرورة العمل على إعادة بناء الفريق بشكل شامل لضمان العودة القوية في المسابقات المحلية والقارية.