جيميني يصنع قصصًا مصورة بالذكاء الاصطناعي: هل يهدد مؤلفي الأطفال؟
تُطلق جوجل ميزة مبتكرة في نموذجها اللغوي جيميني تحمل اسم "ستوري بوك" (Storybook)، تُمكّن المستخدمين من إنشاء قصص مصورة متكاملة تصل إلى 10 صفحات مع سرد صوتي، وكل ذلك من خلال أمر نصي واحد. يكفي أن يصف المستخدم فكرة القصة، والأسلوب الفني المرغوب، وأي تفاصيل أخرى، ليقوم جيميني بكتابة السرد وتوليد الصور لكل صفحة، ثم قراءتها بصوت مسموع في غضون دقائق معدودة.

تدمج هذه الميزة الجديدة بين قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية، مثل تأليف النصوص وتوليد الصور والسرد الصوتي، في نظام موحد يعمل بأمر واحد، مما يسرّع عملية الإنتاج بشكل ملحوظ. كما يتيح للمستخدمين تعديل تفاصيل الكتاب، سواء في المظهر الفني أو المحتوى المكتوب، عبر أوامر متابعة، أو حتى تزويد النظام بصورة مرجعية لتصميم الشخصيات أو البيئة المحيطة.
لمن صُممت ميزة "ستوري بوك"؟
تعتبر هذه الأداة حلاً مثالياً لأولئك الذين قد لا يمتلكون مهارات متقدمة في الكتابة الإبداعية أو الرسم. فبدلاً من الحاجة لتوظيف رسام أو تسجيل السرد الصوتي، يمكن للآباء والمعلمين إنشاء قصص مخصصة بسهولة. على سبيل المثال، يستطيع ولي الأمر ابتكار قصة قبل النوم عن تنين خجول يكتسب الثقة بالنفس في مخيم موسيقي، بينما يمكن للمعلمين تصميم قصص لشرح مفاهيم معقدة، مثل تعليم طلاب الصف الثاني عن الجاذبية من خلال شخصية قط رائد فضاء. كما يمكن للمعالجين استغلال هذه القصص لمساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم. يتكيف السرد الصوتي أيضاً مع طبيعة القصة، حيث تتنوع الأصوات بين المرحة والمهدئة والدرامية لتناسب السياق. وبشكل أساسي، تستهدف جوجل بهذه الأداة الآباء المشغولين، والمعلمين، والأطفال المبدعين.
الفوائد التعليمية والاعتبارات التربوية
وفقًا للخبراء، تقدم أدوات مثل "ستوري بوك" فوائد تعليمية متعددة، مثل تعزيز المهارات السردية وربط النص بالصورة، ولكنها تتطلب إشرافًا من الوالدين لضمان تجربة آمنة. وقد أشار خبراء من معهد ChildMind إلى أن الاستخدام المشترك لهذه الأدوات بين الآباء والأبناء يعزز الروابط الأسرية، لكنه لا ينبغي أن يحل محل التفاعل البشري الكامل في سرد القصص.

تحديات الأداء وتجربة المستخدم
على الرغم من أن أداء الميزة كان جيدًا في التجربة الأولية، إلا أنها واجهت بعض التحديات، مثل عدم الاتساق في مظهر الشخصيات من صفحة لأخرى، وقصة باهتة إلى حد ما. وفي محاولة أخرى بنفس الأمر، ظهرت الشخصيات أحيانًا بتشوهات، وهو ما قد لا يكون مطمئنًا لطفل ينتظر قصة عن حيواناته الأليفة.وبينما يُمكن نظريًا لـ جيميني أن يؤلف ويرسم قصة أفضل من العديد من كتب الأطفال الكلاسيكية، أو حتى قصة أكثر تخصيصًا، يبقى هناك شك حول قدرته على تقديم تجربة أصيلة. يرى البعض أنها مجرد أداة مسلية، لكن فكرة استبدال المكتبات وأدوات الرسم ببديل يعتمد على الذكاء الاصطناعي لا يزال غير قادر على الحفاظ على تناسق الشخصيات تبدو فكرة غير مكتملة، مما يجعل التجربة الإبداعية الشخصية خيارًا أفضل في الوقت الحالي.

```