الأزهر يشعل جذوة القرآن: مبادرة "يوم السرد" تجمع 86 ألفًا وتلهم شبابًا لحفظ كتاب الله.

مبادرة "يوم السرد القرآني" للأزهر الشريف: إحياءٌ لعظمة القرآن وتشجيعٌ للحفظ والتلاوة

يشهد العالم الإسلامي، بقيادة الأزهر الشريف، اهتمامًا متزايدًا بإحياء عظمة القرآن الكريم وتشجيع تلاوته وحفظه. تجسَّد هذا الاهتمام في إطلاق مبادرة "يوم السرد القرآني"، التي تهدف إلى تعزيز الارتباط بكلام الله من خلال تشجيع الأجيال على قراءة القرآن الكريم كاملاً في جلسة واحدة، وتدريبهم على الترتيل الجميل.

ما هو "يوم السرد القرآني"؟ تعريف وأهمية المبادرة الأزهرية

تعريف: "يوم السرد القرآني" هو مبادرة فريدة أطلقها الأزهر الشريف لجمع حفظة القرآن الكريم ومحبيه لسرد المصحف الشريف كاملاً في جلسة واحدة، بهدف تعميق الصلة بكتاب الله وتشجيع المراجعة المستمرة لحفظه. تعكس هذه المبادرة حرص الأزهر على غرس قيم القرآن الكريم وتعزيز مكانته الروحية في نفوس المسلمين، بالإضافة إلى إبراز النماذج المضيئة من حفظة كتاب الله.

أهداف ورؤية مبادرة الأزهر للسرد القرآني


صورة تُظهر لوحة أهداف عليها كلمات مثل الهدف والعمل والرؤية والإستراتيجية مع سهم يصيب مركز الهدف، مما يرمز إلى تحديد الأهداف وتحقيقها.

أطلق الأزهر الشريف النسخة الثانية من هذه المبادرة في شهر ربيع الأول، بهدفٍ واضحٍ هو نشر قيم القرآن الكريم وتدريب الألسنة على الترتيل الجميل وربط الأجيال الجديدة بكتاب الله. وقد لاقت المبادرة إقبالًا واسعًا، حيث بلغ عدد المسجلين حتى الآن حوالي 86 ألف مشترك من داخل مصر وخارجها. ووفقًا لآخر الإحصائيات الصادرة عن الأزهر الشريف، وصل عدد المشاركين الفعليين في فعاليات السرد القرآني التي أقيمت في كافة المحافظات والمراكز التابعة للأزهر إلى أكثر من 100 ألف مشارك، مما يعكس نجاح المبادرة وتوسعها الكبير. المصدر

تشارك في هذه المبادرة جهاتٌ عديدة، منها المعاهد الأزهرية، والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، ومؤسسات إسلامية عالمية، مما يعكس حجم الدعم الذي تحظى به المبادرة على المستويين المحلي والعالمي.

خطوات التسجيل والمشاركة في مبادرة "يوم السرد القرآني"

  • الإعلان عن المبادرة: يقوم قطاع المعاهد الأزهرية والإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف بالإعلان عن مواعيد التسجيل والفعاليات عبر البوابات الرسمية للأزهر الشريف.
  • التسجيل الإلكتروني: يتم فتح باب التسجيل إلكترونياً عبر رابط مخصص يتم نشره من خلال الموقع الرسمي للأزهر الشريف أو صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، ويُطلب من المتقدمين ملء استمارة تتضمن بياناتهم الأساسية ومستوى حفظهم للقرآن الكريم.
  • تحديد مواعيد السرد: بعد اكتمال التسجيل، يتم تحديد مراكز السرد في مختلف المحافظات والمناطق التابعة للأزهر، ويُبلغ المشاركون بمواعيد وأماكن السرد المخصصة لهم.
  • السرد الفعلي: يقوم المشاركون بسرد القرآن الكريم كاملاً في جلسة واحدة تحت إشراف محكمين وأساتذة متخصصين من الأزهر الشريف، مع التأكيد على الترتيل الصحيح وأحكام التجويد. المصدر

نماذج مُلهمة من حفظة القرآن الكريم المشاركين في المبادرة


تُظهر الصورة رجل أعمال يقدم عرضًا باستخدام جهاز لوحي أمام جمهور من المشاركين في ندوة أو ورشة عمل، مما يعكس نماذج ملهمة من المشاركة والتعلم.

لم تقتصر المبادرة على الجانب التنظيمي فحسب، بل تجسَّدت في نماذج ملهمة من الشباب الصغير الذين أظهروا تفوقًا في حفظ القرآن الكريم وتلاوته.

في محافظة الشرقية، تمكنت الطالبة إيمان محمود (الصف الثالث الإعدادي) من سرد القرآن الكريم كاملًا في جلسةٍ واحدة، وذلك ضمن فعاليات اليوم العالمي لسرد القرآن الكريم الذي تنظمه الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف برعاية شيخ الأزهر. بدأت إيمان رحلتها في حفظ القرآن في كتاب والدها الراحل، وأتمت الحفظ كاملاً، وختمت القرآن الكريم أكثر من 16 مرة، مما يدل على سرعة حفظها وقوة ذاكرتها وحسن تلاوتها.

كما شارك الطفل زياد أشرف (12 عامًا)، حفيد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في فعاليات يوم الأزهر العالمي لسرد القرآن الكريم كاملاً في جلسة واحدة بمحافظة أسيوط. يحفظ زياد 25 جزءًا من القرآن الكريم، ويتعلم القراءة على منهج الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ويستمع إلى الشيخ ماهر المعيقلي، بالإضافة إلى مراجعته 4 أجزاء يوميًا. كما يُبدع زياد في الإنشاد الديني، مما يجعله نموذجًا مشرفًا للمشاركين الصغار.

أهمية المبادرة وتأثيرها على حفظ وتلاوة القرآن


تُظهر الصورة امرأة تُدرّس طفلة بابتسامة، في إشارة إلى العمل التطوعي والمبادرات التعليمية التي تحدث فرقًا إيجابيًا وتُظهر التأثير العميق للمبادرة الفردية على الآخرين والمجتمع.

تُعد مبادرة "يوم السرد القرآني" خطوةً مهمةً نحو إحياء عظمة القرآن الكريم في النفوس، وتعزيز الارتباط به. فهي لا تشجع على حفظ القرآن الكريم فحسب، بل تساهم أيضًا في:

  • تدريب الأجيال الجديدة على التلاوة الصحيحة والترتيل الجميل. ويُعرف "الترتيل الجميل" بأنه إتقان تلاوة القرآن الكريم مع مراعاة أحكام التجويد والوقف والابتداء، وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه، بما يضفي على التلاوة خشوعاً وجمالاً روحانياً. المصدر
  • تعزيز فهمهم لمعاني القرآن الكريم وقيمه السامية.
  • ربط المسلمين بكتاب الله وتذكيرهم بأهمية القرآن في حياتهم اليومية.

كما تُساهم المبادرة في بناء جيل واعٍ ومُلتزمٍ بقيم الإسلام من خلال تشجيع قراءة القرآن وحفظه.

مستقبل مبادرة "يوم السرد القرآني" للأزهر


صورة تظهر عدة أبواب متتالية في ممر، ترمز إلى الفرص المتعددة والمسارات المختلفة التي يمكن أن تتخذها المبادرة في المستقبل، مما يعكس عنصر الاختيار والتطور.

من المتوقع أن تستمر مبادرة "يوم السرد القرآني" في تحقيق نجاحات متزايدة في السنوات القادمة، وأن تساهم بفعالية في إحياء عظمة القرآن الكريم في نفوس المسلمين في جميع أنحاء العالم. ومن خلال تشجيع قراءة القرآن وحفظه، فإنَّ المبادرة تُساهم في ترسيخ الهوية الإسلامية وتعميق الوعي الديني بين الأجيال الصاعدة.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url