الدولار في مصر أغسطس 2025: تحليل ارتفاع السعر وتوقعات الخبراء
ارتفاع سعر الدولار في مصر: تحليل شامل وتوقعات مستقبلية (أغسطس 2025)
شهد سعر الدولار الأمريكي في مصر مقابل الجنيه المصري تقلبات ملحوظة خلال الأيام الأخيرة من شهر أغسطس 2025، مما أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والمصرفية. يهدف هذا المقال إلى تقديم تحليل شامل لأحدث تطورات سعر الدولار، مع استعراض الأسعار التفصيلية في البنوك المصرية الرئيسية، وتوضيح الأسباب وراء ارتفاع سعر الدولار، بالإضافة إلى توقعات الخبراء للسعر في المستقبل القريب.
تطورات أسعار الدولار في البنوك المصرية

شهدت تعاملات يومي 20 و21 أغسطس 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في سعر الدولار بمختلف البنوك المصرية، ليواصل الدولار ارتفاعه لليوم الثالث على التوالي بزيادة تتراوح بين 14 و23 قرشًا. وفيما يلي نستعرض الأسعار التفصيلية للشراء والبيع في البنوك المصرية الرئيسية، وذلك وفقًا لبيانات 21 أغسطس 2025:

- سعر الشراء: 47.80 جنيه
- سعر البيع: 48.00 جنيه

- سعر الشراء: 47.85 جنيه (بارتفاع 15 قرشًا عن اليوم السابق)
- سعر البيع: 48.05 جنيه
- كما شهدت أسعار العملات الأجنبية الأخرى ارتفاعًا ملحوظًا:
- الريال السعودي: 12.60/12.70 جنيه
- الدينار الكويتي: 153.50/154.50 جنيه
- الدرهم الإماراتي: 12.90/13.00 جنيه
- الريال القطري: 13.05/13.15 جنيه
بنك مصر:
- سعر الشراء: 47.90 جنيه
- سعر البيع: 48.10 جنيه
بنك الإسكندرية:
- سعر الشراء: 47.88 جنيه
- سعر البيع: 48.08 جنيه
البنك التجاري الدولي (CIB):
- سعر الشراء: 47.95 جنيه
- سعر البيع: 48.15 جنيه
بنك القاهرة:

- سعر الشراء: 47.82 جنيه
- سعر البيع: 48.02 جنيه
أسباب ارتفاع سعر الدولار

عزا الخبير الاقتصادي محمد فؤاد هذا التذبذب في سعر الدولار إلى عدة عوامل رئيسية، في مقدمتها تدفقات الأموال الساخنة التي تشمل أدوات الدين قصيرة الأجل. تدفقات الأموال الساخنة هي رؤوس أموال تتحرك بسرعة بين الأسواق المالية بحثًا عن أعلى أسعار فائدة قصيرة الأجل أو توقعات بتغيرات في أسعار الصرف، مما يجعلها حساسة للغاية للتقلبات الاقتصادية. وأوضح فؤاد أن الأسواق شهدت خروجًا صافيًا للأموال بقيمة 100 مليون دولار منذ بداية شهر أغسطس، وذلك بعد أن كان شهر يوليو قد شهد تدفقًا كبيرًا بقيمة 3.75 مليار دولار. هذا التحول في مسار التدفقات النقدية يسهم في خلق ضغط على الجنيه المصري ويدفع سعر الدولار إلى الارتفاع.
توقعات مستقبلية لسعر الدولار

ويتوقع فؤاد استمرار تذبذب سعر الدولار خلال الأشهر الستة القادمة، مرجحًا أن يتراوح السعر في نطاق يتراوح بين 47.8 و51.5 جنيه مصري للدولار الواحد. ويشدد على أن الاستثمارات المباشرة الضخمة هي السبيل الوحيد لخفض سعر الدولار عن هذا النطاق المتوقع، مؤكدًا أن مستقبل سعر الصرف في مصر يعتمد بشكل كبير على العوامل التالية:
- جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة طويلة الأجل التي تسهم في تعزيز قوة الاقتصاد المصري.
- زيادة المعروض من العملة الأجنبية عبر تعزيز الصادرات المصرية وزيادة تحويلات العاملين بالخارج.
- فعالية سياسات البنك المركزي في ضبط السيولة بالسوق المحلية وتحقيق استقرار الأسعار.
الخلاصة
يظل سعر الدولار في مصر يشهد تقلبات مستمرة، مدفوعًا بعوامل داخلية وخارجية، أبرزها تأثير تدفقات الأموال الساخنة وتغيرات السيولة في السوق المصرية. في ظل هذه الظروف، يُتوقع استمرار التذبذب في سعر الصرف خلال الفترة القادمة، وقد يصل إلى 51.5 جنيه مصري كحد أقصى، ما لم تظهر عوامل استقرار قوية.
للتغلب على هذه التحديات، يتطلب الأمر:
- ضرورة جذب استثمارات مباشرة طويلة الأجل لتعزيز دعائم الاقتصاد المصري وتقليل الاعتماد على أدوات الدين قصيرة الأجل.
- متابعة دقيقة للتطورات الاقتصادية الراهنة مع اتخاذ إجراءات فورية للحد من تأثير تقلبات سعر الدولار على الأسعار وعلى المواطنين.
- تعزيز الصادرات المصرية وزيادة الإيرادات الدولارية بهدف توفير غطاء قوي لالعملة المحلية.
لضمان استقرار سعر الصرف على المدى المتوسط والطويل، يبقى التعاون الفعال بين الحكومة والبنك المركزي والمؤسسات المالية أمرًا حيويًا لوضع استراتيجيات مستدامة.