أجهزة قياس السكر المستمر: هل "تحسين الأيض" يستحق المخاطرة؟
الوجه الآخر لتحسين الأيض: مخاطر أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة لغير المصابين بالسكري

تعتبر أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة (CGMs) أدوات حيوية وفعالة، خصوصًا لمرضى السكري ومن يعانون من مرحلة ما قبل السكري، حيث تمكّنهم من متابعة مستويات الجلوكوز بدقة في السائل الخلالي تحت الجلد. توفر هذه الأجهزة بيانات قيمة قد تكون منقذة للحياة، وتساعد بشكل كبير في إدارة الحالات الصحية المعقدة. ومع ذلك، فإن استخدام هذه الأجهزة من قبل الأفراد غير المصابين بالسكري بهدف "تحسين عملية الأيض" أو "تحسين صحة الأيض" يمكن أن يحمل عواقب غير مرغوبة، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية وغير صحية.
تجربة فيكتوريا سونغ: الوجه الخفي لتحسين الأيض


لقد وثقت الكاتبة، فيكتوريا سونغ، تجربتها الشخصية مع هذه الأجهزة، حيث كشفت كيف أن محاولتها الدؤوبة لتحسين عملية الأيض باستخدام أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة قادتها إلى عادات غذائية مضطربة وشعور عميق بـ القلق تجاه الطعام، خاصة خلال مواسم الأعياد. وعلى الرغم من التزامها بنظام غذائي يوصف بـ "الصحي" ومراقبتها الدقيقة لمستويات الجلوكوز، فقد شهدت زيادة غير متوقعة في الوزن وعودة لأنماط الأكل غير الصحية التي كانت قد بذلت جهدًا كبيرًا للتغلب عليها.
مغالطات التسويق ومخاطر الاستخدام لغير المرضى

تثير هذه المقالة تساؤلات جوهرية حول الفوائد الحقيقية لاستخدام أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة من قبل الأفراد غير المصابين بالسكري. كما تنتقد بشدة الممارسات التسويقية للمؤثرين في مجال الصحة واللياقة البدنية الذين يروجون لمكملات غذائية وأنظمة رجيم تدعي "إصلاح عملية الأيض". وتشدد المقالة على أن الدعوات العامة لاستخدام الأجهزة القابلة للارتداء، مثل أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة، كوسيلة لـ "تحمل المسؤولية" عن الصحة، هي دعوات مضللة. وتؤكد أن هذه الأدوات ليست حلولًا سحرية لكل مشكلات الأيض، بل قد تتسبب في أضرار نفسية وجسدية لبعض الأفراد، مما يؤدي إلى قلق مفرط بشأن الطعام وأنماط الأكل.
العودة إلى الوعي الذاتي: قرار الكاتبة النهائي



في النهاية، اتخذت الكاتبة قرارًا شخصيًا بـالامتناع عن استخدام أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة خلال العطلات، بهدف استعادة القدرة على الاستمتاع بالطعام دون الشعور بالهوس أو القلق المفرط. تؤكد هذه التجربة أن الوعي الذاتي والفهم العميق للعلاقة بين التكنولوجيا والصحة هما المفتاح لتحديد متى تبدأ الأدوات التقنية في السيطرة على حياتنا بدلًا من أن تخدمنا بفعالية. تسلط هذه الرؤية الضوء على الأهمية القصوى لـالتفكير النقدي في كيفية ومتى ولمن تُستخدم هذه الأدوات الصحية.