وقت الشاشة للأطفال: قلق الآباء وحلول عملية من واقع التجربة
إدارة وقت الشاشات للأطفال: تحديات وحلول في العصر الرقمي
تحديات إدارة وقت الشاشات
تُعد إدارة وقت الشاشات للأطفال تحديًا يواجهه العديد من الآباء، حيث لا توجد إرشادات موحدة تناسب الجميع. ومع ذلك، تسعى كل أسرة جاهدة لتقديم الأفضل لأطفالها في هذا العصر الرقمي. فقد أظهرت دراسة حديثة لمركز بيو للأبحاث أن 90% من الأطفال يشاهدون التلفزيون، ويتفاعل 61% منهم مع الهواتف الذكية، بينما يستخدم 50% أجهزة الألعاب. ويعتقد 42% من الآباء أن بإمكانهم تحسين إدارة وقت أطفالهم أمام الشاشات، في حين يقر 86% بوجود قواعد منزلية محددة لذلك، حتى لو لم يتم الالتزام بها دائمًا بشكل صارم.
استراتيجيات الآباء في التعامل مع وقت الشاشات
نظام المكافآت والرموز
استبدال الرموز بالمال أو وقت الشاشة الإضافي، وتشجيع القراءة لكسب المزيد.
المشاركة العائلية
مشاهدة التلفزيون أو اللعب مع الأطفال لتحويل التجربة إلى نشاط مشترك.
تحديد وقت الشاشة
وضع حدود صارمة مثل عدم السماح بالشاشات خلال أيام الدراسة أو تحديد ساعات معينة في عطلات نهاية الأسبوع.
إن تفاصيل هذه القواعد، مثل مدة وقت الشاشة المسموح به أو نوع المحتوى الرقمي، غالبًا ما تظل غائبة في مثل هذه الدراسات. على سبيل المثال، يتبع أحد الآباء نهجًا مبتكرًا مع طفله البالغ من العمر ثماني سنوات، حيث يبدأ الأسبوع بـ 10 رموز يمكن استبدالها بخمسة دولارات أو خمس ساعات من وقت الشاشة. ويمكن للأطفال كسب المزيد من الوقت أو المال عبر القراءة. ويتمتع الأطفال بحرية اختيار كيفية استغلال هذا الوقت، سواء في ألعاب مثل Minecraft، أو مشاهدة برامج على حساباتهم المخصصة للأطفال في Disney+، Netflix، أو Paramount+. كما يتاح لهم الوصول إلى تطبيقات صنع الموسيقى وبعض الألعاب على أجهزة iPad الخاصة بهم، مع التأكيد على عدم السماح بالوصول غير المقيد لهذه الأجهزة.
تُظهر الممارسات الأبوية الفعالة أن مشاركة الأطفال في وقت الشاشة كنشاط عائلي يعزز الفوائد. ينصح أحد القراء بأن تكون "متواجدًا حولهم" عند مشاهدة التلفزيون، لتحويله إلى "تجربة مشتركة" تعود بالنفع على الجميع. وتدعم إحدى الشخصيات البارزة في الإنتاج الإعلامي هذا النهج، مشيرة إلى أهمية "وقت العائلة" حيث يشاهد الآباء والأطفال أو يلعبون معًا.
وعلى الرغم من أهمية تحديد وقت الشاشة، إلا أن التركيز لا ينصب دائمًا على مدة الاستخدام فحسب. يختار بعض الآباء تطبيق قاعدة "ممنوع الشاشات خلال الأسبوع الدراسي"، بينما يفضل آخرون تخصيص ساعتين فقط من اللعب في عطلات نهاية الأسبوع، مع السماح بأجهزة PlayStation وSwitch. يميل البعض إلى التركيز على الاستخدام الهادف والمثمر للشاشات، بدلاً من مجرد التصفح غير الموجه.
المحتوى الرقمي وسلامة الأطفال
مشاهدة YouTube
74% من الآباء يشاهدون مع أطفالهم، والبعض يفضل الحظر الكامل بدون إشراف.
خطر منصات معينة
TikTok (15% استخدام)، Instagram و Facebook (5%). بعض الآباء يحظر Roblox و YouTube.
يبقى المحتوى الرقمي الذي يتعرض له الأطفال هو الشغل الشاغل للآباء. تُشكل وسائل التواصل الاجتماعي مصدر قلق بالغ، حيث يعتقد 80% من المشاركين في استطلاع بيو أنها تحمل أضرارًا تفوق فوائدها. تبرز منصة TikTok بنسبة استخدام 15% بين الأطفال، وهي نسبة أعلى بكثير من Instagram وFacebook اللتين تسجلان 5% فقط. ويشاهد 74% من الآباء YouTube مع أطفالهم، بينما يمتنع 15% عن ذلك كليًا. يفضل العديد من الآباء، ومنهم الكاتب، عدم السماح لأطفالهم بالوصول إلى YouTube دون إشراف مباشر، ويفضل البعض حظر تطبيقات معينة مثل Roblox أو YouTube بشكل كامل لضمان سلامة الأطفال الرقمية.
توصيات وقت الشاشة حسب الفئة العمرية من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)
دون 18 شهرًا
تجنب وسائل الإعلام الرقمية، باستثناء محادثات الفيديو التفاعلية.
18 إلى 24 شهرًا
وقت شاشة محدود مع الوالدين، محتوى عالي الجودة لتعزيز التطور.
سنتان إلى 5 سنوات
لا تتجاوز ساعة واحدة يوميًا من البرامج عالية الجودة، ومشاهدة الآباء مع أطفالهم.
6 سنوات فما فوق
وضع حدود ثابتة ومتوازنة، اختيار محتوى عالي الجودة، والمشاركة الوالدية.
لتقديم إرشادات أكثر وضوحًا حول وقت الشاشة، تقدم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) توصيات محددة بناءً على الفئة العمرية (تاريخ آخر تحديث للمبادئ التوجيهية في 2023-10-17 و 2025-05-22 و 2025-01-16 و 2025-04-15 و 2024-07-16):
- الأطفال دون 18 شهرًا: يُنصح بتجنب استخدام وسائل الإعلام الرقمية، باستثناء محادثات الفيديو التفاعلية (مثل مكالمات الفيديو مع الأقارب)، والتي تُعد استثناءً مقبولاً لتعزيز التفاعل الاجتماعي المبكر.
- الأطفال من 18 إلى 24 شهرًا: يمكن إدخال وقت الشاشة المحدود، ولكن يجب أن يتم ذلك بالاشتراك مع أحد الوالدين أو مقدم الرعاية. يجب أن يكون المحتوى عالي الجودة ويهدف إلى تعزيز التطور التعليمي للطفل.
- الأطفال من سنتين إلى 5 سنوات: يُوصى بتقييد استخدام الشاشات بما لا يتجاوز ساعة واحدة يوميًا من البرامج عالية الجودة. ويجب على الآباء مشاهدة المحتوى مع أطفالهم لمساعدتهم على فهم ما يرونه وربطه بالعالم الحقيقي.
- الأطفال بعمر 6 سنوات فما فوق: يجب وضع حدود ثابتة ومتوازنة لوقت الشاشة، مع التأكيد على أنها لا تتعارض مع الأنشطة الأساسية الأخرى مثل النوم الكافي، النشاط البدني، والواجبات المدرسية. يُشجع على اختيار محتوى عالي الجودة ومشاركة الآباء في المشاهدة كلما أمكن ذلك لتعزيز الاستخدام الهادف.
تُسهم هذه التوصيات في مساعدة الآباء على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن كيفية إدارة وقت الشاشات لأطفالهم بشكل صحي ومفيد، مع التركيز على الجودة والتفاعل بدلًا من مجرد تحديد المدة الزمنية.
أدوات مساعدة لإدارة وقت الشاشات
الحلول التقليدية
إبعاد الجهاز، أو إيقاف تشغيله ببساطة للحد من الاستخدام.
ميزات الأجهزة المدمجة
مثل Apple Screen Time للتحكم في استخدام أجهزة iPad والهواتف.
تطبيقات الرقابة الأبوية
مثل Bark Phone المخصص للمراهقين لتوفير تحكم أبوي شامل.
تتنوع أدوات إدارة وقت الشاشات، من الحلول التقليدية كإبعاد الجهاز أو إيقاف تشغيله، إلى الأدوات الرقمية المتطورة. يستخدم بعض الآباء ميزات مدمجة مثل Apple Screen Time للتحكم في استخدام أجهزة iPad. أما بالنسبة للهواتف الذكية، فلا تزال غير شائعة بين الأطفال الأصغر سنًا؛ فقد أظهرت دراسة بيو أن 29% فقط من الآباء يسمحون لأطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات بامتلاك هاتف خاص بهم. ومع ذلك، يزداد انتشار الهواتف بشكل ملحوظ مع دخول الأطفال مرحلة المراهقة. ولهؤلاء المراهقين، يلجأ بعض الآباء إلى استخدام هواتف مخصصة للتحكم الأبوي مثل Bark Phone.
استنتاج: نهج مرن لإدارة الشاشات
نهج مرن ونتائج إيجابية
لا توجد استراتيجية واحدة مثالية، وكل أسرة تتبنى الأنسب لها.
في الختام، تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد استراتيجية واحدة مثالية لتربية الأطفال في هذا العصر الرقمي، فكل أسرة تتبنى النهج الذي تراه الأنسب. فما يناسب عائلة قد لا يناسب أخرى، وكل الآباء يسعون لتقديم أفضل ما لديهم. وتؤكد دراسة بيو أن 58% منهم يشعرون بالرضا عن جهودهم في هذا الصدد.