تأثير خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي على الاستقطاب السياسي

دور الخوارزميات في تشكيل غرف الصدى

ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز: تعتبر النائبة ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز (AOC) أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي هي المحرك الأساسي وراء تفاقم الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة. وقد أشارت إلى تحول جذري في المشهد الإعلامي الرقمي منذ عام 2020، مما أحدث انقسامًا في البلاد يتجاوز الأبعاد السياسية ليصبح انقسامًا "خوارزميًا".

غرف الصدى والفقاعات التصفوية: وأوضحت أوكاسيو-كورتيز أن هذه الخوارزميات تسهم في تكوين غرف الصدى، وهي بيئات رقمية يتعرض فيها المستخدمون بشكل أساسي للمحتوى الذي يعزز معتقداتهم الحالية، مما يحد من تعرضهم لوجهات النظر المختلفة ويصعب عليهم فهم الرأي العام الأوسع. هذه البيئات، التي تُعرف أيضًا بـالفقاعات التصفوية (Filter Bubbles)، تنشأ نتيجة لترشيح الخوارزميات للمحتوى بناءً على سلوك المستخدمين السابق، مثل سجلات البحث أو نشاط التسوق عبر الإنترنت (تاريخ النشر: سبتمبر 2025). هذا النمط من الاستقطاب لا يقتصر على طيف سياسي واحد، بل يؤثر على كل من المحتوى التقدمي والمحافظ وخوارزمياتهما.

تداعيات الاستقطاب الخوارزمي وانتشار المعلومات المضللة

المشهد الرقمي وتحدياته: بالإضافة إلى ذلك، نبهت أوكاسيو-كورتيز إلى أن هذا المشهد الرقمي يعيق قدرة الأفراد على استيعاب وجهات نظر متباينة، ويحد من فرص النقاش البناء، ويسرع من انتشار المعلومات المضللة. وتؤكد دراسات متعددة أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في تعزيز الاستقطاب عبر تقديم محتوى مخصص وشخصي للمستخدمين، ما يفضي إلى ظهور غرف صدى رقمية.

أبحاث وتوصيات: فقد وجدت أبحاث في جامعة برينستون (تاريخ النشر: 9 ديسمبر 2021) أن ميل الأفراد للتواصل مع من يشاطرونهم الآراء يسهم في تشكيل غرف صدى تزيد من استقطاب وجهات النظر داخل الشبكات. كما أظهرت دراسة نشرت في مجلة PNAS (تاريخ النشر: 23 فبراير 2021) أن غرف الصدى تعزز الآراء من خلال التفاعل المتكرر مع أقران ومصادر ذات توجهات متشابهة. وقد أولى المشرعون اهتمامًا كبيرًا لدور أنظمة التوصية في صياغة الآراء السياسية للأفراد، معربين عن مخاوفهم من استغلال محتمل لهذه الخوارزميات من قبل جهات أجنبية بهدف تعميق الانقسامات داخل الولايات المتحدة.

حلول مقترحة لمواجهة الاستقطاب الخوارزمي

مقترحات AOC: لمواجهة هذا الاستقطاب الخوارزمي، اقترحت أوكاسيو-كورتيز التركيز على تعزيز المشاركة المجتمعية وتقديم القصص الشخصية كبديل عن الاقتصار على الحجج السياسية البحتة. وأكدت أن عملية الإقناع تتجاوز مجرد الحقائق والسياسات، لتشمل جوانب نفسية واجتماعية عميقة.

الوعي والتحقق الذاتي: ودعت الجميع إلى زيادة الوعي بتأثير خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الذي يتلقونه ويصدقونه، مشددة على أهمية التحقق الذاتي من المعلومات، والتركيز على التفاعلات الشخصية وجهود بناء المجتمعات المتماسكة.