الذهب يواصل صعوده القياسي: نظرة على الأسواق العالمية والمصرية (تحديث أكتوبر 2025)
الذهب يواصل صعوده القياسي: تحليل أسعار الذهب في الأسواق العالمية والمصرية (تحديث أكتوبر 2025)
يشهد سوق الذهب العالمي والذهب في مصر ارتفاعًا حادًا في الأسعار، مسجلاً مستويات قياسية جديدة خلال منتصف أكتوبر 2025. يعكس ارتفاع أسعار الذهب هذا حالة من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، مما يدفع المستثمرين للبحث عن الأصول الآمنة كـملاذ آمن.
ما هي الأصول الآمنة؟ تُعرف الأصول الآمنة بأنها استثمارات يُتوقع أن تحافظ على قيمتها أو تزيد خلال فترات عدم الاستقرار في السوق. يلجأ إليها المستثمرون لحماية رؤوس أموالهم من التقلبات الاقتصادية أو الأزمات الجيوسياسية. يُعد الذهب أحد أبرز هذه الأصول الآمنة، وذلك بفضل سجله التاريخي كمخزن موثوق للقيمة وملاذ آمن. المصدر: Investopedia.
ارتفاع أسعار الذهب العالمي: عوامل الضغط الرئيسية
سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا قياسيًا، حيث بلغ سعر الأونصة 4380 دولارًا أمريكيًا، محققًا زيادة ملحوظة قدرها 118 دولارًا خلال 24 ساعة. يعزى هذا الارتفاع في أسعار الذهب إلى عدة عوامل متضافرة، أهمها:
- ضعف القطاع المصرفي الأمريكي: تثير المخاوف حول استقرار البنوك الأمريكية قلق المستثمرين، مما يدفعهم للبحث عن استثمارات أكثر أمانًا مثل الذهب كـملاذ آمن.
- التوترات التجارية العالمية: تؤدي حالة عدم الاستقرار في التجارة العالمية إلى زيادة الطلب على الذهب كـملاذ آمن ومخزن للقيمة. المصدر: Bloomberg.
- توقعات خفض أسعار الفائدة: تزيد احتمالية خفض أسعار الفائدة من جاذبية الذهب، حيث لا يقدم عائدًا ثابتًا ولكنه يحافظ على قيمته في ظل تراجع قيمة العملات الأخرى. عندما تنخفض أسعار الفائدة، يقل العائد على الاستثمارات البديلة مثل السندات، مما يجعل الذهب، الذي يحتفظ بقيمته، أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن الاستثمار في الذهب. المصدر: World Gold Council.
وقد أدى هذا الوضع إلى قيام بنك HSBC برفع توقعاته لمتوسط سعر الذهب للعام الحالي، وهو ما يشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي في أسعار الذهب.
الذهب في مصر: ارتفاعات متتالية وتأثير العوامل المحلية
وصف توضيحي للصورة.
“اسم الصورة” — المصدر: Wikimedia Commons. License: CC.
شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا قياسيًا متزامنًا مع الارتفاع العالمي، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 (وهو الأكثر تداولًا) 5850 جنيهًا مصريًا، بزيادة بلغت 150 جنيهًا مصريًا في يوم واحد. كذلك، ارتفع سعر الجنيه الذهب ليصل إلى 46800 جنيه مصري.
بالإضافة إلى تأثير الأسعار العالمية، ساهمت العوامل المحلية التالية في هذا الارتفاع:
- تذبذب سعر صرف الدولار: يؤثر سعر الدولار بشكل مباشر على أسعار الذهب في مصر، إذ يتم تسعير الذهب عالميًا بالدولار الأمريكي. أي ارتفاع في سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يؤدي تلقائيًا إلى ارتفاع أسعار الذهب محليًا. المصدر: Ahram Online.
- العرض والطلب على الذهب: يشهد السوق المصري إقبالًا متزايدًا على الذهب كـملاذ آمن، مما يؤدي إلى زيادة الطلب ودفع الأسعار إلى الأعلى. يرتفع الطلب على الذهب في مصر بشكل خاص خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي أو ارتفاع معدلات التضخم، حيث يعتبره المصريون وسيلة فعالة للحفاظ على قيمة مدخراتهم.
- التوترات الجيوسياسية العالمية: تزيد المخاوف الناتجة عن التوترات العالمية من الرغبة في الاحتفاظ بـالأصول الآمنة مثل الذهب. تؤثر هذه الأحداث على ثقة المستثمرين عالمياً ومحلياً، مما يدفعهم نحو الأصول التي يُنظر إليها على أنها أقل خطورة وملاذ آمن. المصدر: Reuters.
النظرة المستقبلية: توقعات استمرار ارتفاع أسعار الذهب
تشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب في ظل استمرار المخاوف المسيطرة على الأسواق العالمية والمحلية، بالإضافة إلى استمرار الطلب القوي على الذهب كـملاذ آمن. من المرجح أن يواصل الذهب دوره الحيوي في محافظ الاستثمار، كأداة فعالة للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية. يوصي الخبراء بمتابعة وثيقة لتطورات السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى والأحداث الجيوسياسية العالمية، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب. المصدر: CNBC.