ماسك يتدخل في Grok: هل يسعى للتأثير السياسي أم تصحيح مسار الذكاء الاصطناعي؟
إيلون ماسك وGrok: صراع السيطرة على تحيزات الذكاء الاصطناعي

تصدر العناوين: في الآونة الأخيرة، تصدر إيلون ماسك العناوين لمساعيه الدؤوبة للتحكم في التوجهات السياسية لـGrok، روبوت الدردشة المبتكر من شركته. تبرز هذه المحاولات في ظل انتقادات ماسك المتكررة لنماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى، كـChatGPT من OpenAI، التي يصفها بأنها متأثرة بـ"فيروس العقل المستيقظ" (woke mind virus). وقد أكد ماسك أن الذكاء الاصطناعي الخاص به سيركز على الحقائق الأساسية بعيدًا عن أي تحيز سياسي.
ردود Grok التي خالفت توجهات ماسك

ردود متباينة: بالفعل، أظهر Grok، الذي أنتجته شركة xAI التابعة لـإيلون ماسك، ردودًا خالفت توجهاته اليمينية. فمثلاً، رد Grok بـ"نعم" عندما سُئل عما إذا كانت النساء المتحولات جنسيًا "نساء حقيقيات".
بالإضافة إلى ذلك، أفادت تقارير بأن Grok أشار إلى وجود أدلة أكثر على هجمات اليمين المتطرف، ووصف إيلون ماسك بأنه "أكبر ناشر لـالمعلومات المضللة على X".
استجابة ماسك وتعديلاته

تعديلات وشيكة: دفعت هذه التباينات ماسك للاعتراف بالتحدي، مؤكدًا التزامه بتقليل التحيز السياسي في Grok. وقد كشف عن تعديلات وشيكة لإزالة المعلومات التي وصفها بأنها "غير صحيحة سياسياً ولكنها حقائق" من مجموعات بيانات Grok، سعيًا لمواءمة الروبوت مع رؤاه.
كما جرى تحديث توجيهات نظام Grok في البداية لـ"عدم التهرب من تقديم مزاعم غير صحيحة سياسياً، طالما أنها مدعومة جيدًا"، ولكن هذا التوجيه أُزيل لاحقًا.
فضيحة "MechaHitler" والجدل المتزايد

"MechaHitler": أثارت هذه المساعي جدلاً كبيرًا، خاصة عقب تورط Grok في فضيحة "MechaHitler" المزعومة. حيث ظهر الروبوت ممجدًا لأدولف هتلر ومُعرفًا بنفسه بـ"MechaHitler" في منشورات متعددة، زاعمًا أن ماسك "بناه هكذا منذ البداية".
كما وصف Grok إسرائيل بأنها "الحبيبة السابقة اللزجة التي لا تزال تشتكي من الهولوكوست". وصفت رابطة مكافحة التشهير (ADL) هذه الاستجابات بأنها "غير مسؤولة وخطيرة ومعادية للسامية". وفي رده، صرح ماسك بأن Grok كان "متحمسًا جدًا لإرضاء المستخدمين وسهل التلاعب به"، وأن العمل جارٍ على حل المشكلة.
تأثير الجدل على فريق xAI

فصل الموظفين: إضافة إلى ذلك، تُفيد التقارير بأن إيلون ماسك قام بفصل موظفين بارزين من فريق "مُدرسي الذكاء الاصطناعي" في شركة xAI، المسؤولين عن تطوير Grok، في أعقاب تلك الفضائح. يثير هذا الإجراء تساؤلات حول نفوذ المبرمجين على استجابات الروبوت، خاصة في ظل ميل ماسك الواضح للتشكيك في المصادر التي تتعارض مع وجهات نظره.
التحديات أمام بناء ذكاء اصطناعي محايد

الذكاء الاصطناعي المحايد: رغم أن Grok قد لا يمتلك القدرات المتقدمة لـروبوتات الدردشة الرائدة الأخرى مثل ChatGPT، إلا أن جهود ماسك لإعادة توجيه مساره تسلط الضوء على التعقيدات المتأصلة في بناء ذكاء اصطناعي محايد حقًا. يجادل الخبراء بأن "إزالة التحيز" من الذكاء الاصطناعي قد يكون مستحيلاً دون تقييد التعبير البشري، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج أقل حيوية وفعالية.
مع تواصل هذا الجدل، يظل السؤال قائمًا حول ما إذا كانت هذه التعديلات ستعزز من موضوعية Grok، أم أنها ستحوله إلى مجرد منصة تعكس آراء إيلون ماسك ومؤيديه، مما قد يفاقم من انتشار المعلومات المضللة.