ستيف وزنياك: تبرّع بثروته.. سرّ سعادته التي لم تجلبها له أبل
ستيف وزنياك: فلسفة السعادة فوق الثروة
يُعد ستيف وزنياك، أحد المؤسسين الأسطوريين لشركة أبل والمصمم الرئيسي لحاسوب Apple II المبتكر، شخصية محورية في تاريخ الحوسبة. لم يقتصر تأثيره على إنجازاته التقنية الفذة، بل امتد ليشمل مساهمات واسعة في العمل الخيري وتأسيس مجموعة متنوعة من الشركات التكنولوجية، أبرزها شركة تركز على تقليل الحطام المداري المتزايد حول الأرض. ومن الجدير بالذكر أن هذه الشركة، التي تحمل اسم برايفتير (Privateer)، أُعلن عنها في سبتمبر 2021 بهدف تتبع وتنظيف النفايات الفضائية لضمان استدامة الفضاء (المصدر: Space.com، 15 سبتمبر 2021). وفي تطور حديث بتاريخ 8 مايو 2024، أعلنت برايفتير عن استحواذها على شركة Orbital Insight في خطوة تعزز قدراتها في تحليل بيانات الفضاء (المصدر: Satellite Today، 8 مايو 2024). ما يميز وزنياك، على الرغم من عقود قضاها في عالم التكنولوجيا ووصوله إلى ثروة هائلة، هو قدرته الفريدة على الحفاظ على شخصيته المتواضعة والطبيعية، مما يجعله مختلفًا عن مسار مليارديرات التكنولوجيا المعاصرين مثل بيل جيتس أو لاري إليسون.
مؤخرًا، وفي عيد ميلاده الخامس والسبعين، شارك وزنياك في نقاش حيوي على موقع Slashdot حول قراره ببيع أسهم أبل في فترة الثمانينات. هذا القرار، الذي اعتبره البعض "سيئًا" نظرًا للقيمة السوقية الهائلة التي كانت ستبلغها تلك الأسهم اليوم، قوبل برد من وزنياك يعكس فلسفته الخاصة في الحياة: "لقد تبرعت بكل ثروتي من أبل لأن الثروة والسلطة ليستا ما أعيش من أجلهما".
فلسفة ستيف وزنياك حول بيع أسهم أبل

وأوضح وزنياك أنه يعيش حياة مليئة بالمرح والسعادة الحقيقية، مؤكدًا على التزامه بدعم المجتمع من خلال تمويل العديد من المتاحف والمجموعات الفنية الهامة في سان خوسيه، مدينته الأم. وقد سُميت الشوارع باسمه تقديرًا لإسهاماته الكبيرة. ويضيف: "الآن أتحدث علنًا وقد وصلت إلى القمة. ليس لدي أي فكرة عن حجم ثروتي، ولكن بعد 20 عامًا من التحدث علنًا، قد تبلغ 10 ملايين دولار بالإضافة إلى منزلين. لا أبحث أبدًا عن أي نوع من التهرب الضريبي. أكسب المال من عملي وأدفع حوالي 55% ضرائب مجتمعة عليها. أنا أسعد شخص على الإطلاق. الحياة بالنسبة لي لم تكن أبدًا تدور حول الإنجاز المادي، بل حول السعادة الشخصية، وهي الابتسامات مطروحًا منها التجهم. لقد طورت هذه الفلسفات عندما كنت في سن 18-20 ولم أتراجع عنها أبدًا." تجسد هذه الفلسفة رؤية فريدة للحياة تختلف جذريًا عن السعي المحموم وراء الثروة والقوة، وتؤكد على أن السعادة الحقيقية تكمن في القيم الشخصية والمساهمة الإيجابية في المجتمع.