حسام عاشور: من خلافات الرحيل إلى فرصة العودة للعمل في الأهلي
حسام عاشور: أسطورة الأهلي والعودة المحتملة إلى القلعة الحمراء
مقدمة

يُعد حسام عاشور، القائد التاريخي للنادي الأهلي السابق، أحد أبرز نجوم الكرة المصرية على الإطلاق، حيث سطر إنجازات فريدة على الصعيدين الفردي والجماعي. اشتهر عاشور ببراعته في مركز لاعب خط الوسط الدفاعي (Defensive Midfielder)، وهو دور محوري يتطلب مهارات استثنائية في استعادة الكرة، وتغطية المساحات، وبناء الهجمات بفاعلية من عمق الملعب. يأتي هذا المقال لاستعراض مسيرة حسام عاشور الحافلة مع الأهلي، وتفاصيل رحيله المؤثر، ومحاولاته المستمرة للعودة إلى النادي من جديد، مع الإشارة إلى ذكرى تسجيله لآخر أهدافه مع الأهلي في مرمى طلائع الجيش يوم 20 أغسطس 2010، ذلك الهدف الذي كان له أهمية كبيرة في مشواره الكروي.
مسيرة حسام عاشور الحافلة بالألقاب مع الأهلي

خلال مسيرته الطويلة مع النادي الأهلي، التي امتدت لأكثر من 17 عامًا، نجح حسام عاشور في تحقيق رقم قياسي بلغ 36 بطولة، ليصبح بذلك اللاعب الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ النادي الأحمر. تشمل قائمة هذه البطولات الباهرة 13 بطولة دوري مصري ممتاز، و3 بطولات كأس مصر، و10 بطولات كأس السوبر المصري، بالإضافة إلى 6 بطولات دوري أبطال إفريقيا، وبطولة واحدة لكأس الكونفدرالية الإفريقية، و3 بطولات كأس السوبر الإفريقي. لم يكن حسام عاشور مجرد لاعب موهوب فحسب، بل كان قائدًا استثنائيًا يتمتع بشخصية قوية وقدرة فريدة على التأثير الإيجابي في زملائه، مما ساعده على المشاركة في أكثر من 500 مباراة رسمية مع الأهلي في مختلف المسابقات. كما تميز عاشور بالتزامه وانضباطه العالي داخل وخارج الملعب، الأمر الذي جعله قدوة يحتذى بها للاعبين الشباب.
رحيل حسام عاشور عن الأهلي: تفاصيل وخلافات

لم يكن رحيل حسام عاشور عن النادي الأهلي في عام 2020 سلسًا أو وديًا، بل شهد نشأة خلافات حادة بينه وبين إدارة النادي. تركزت هذه الخلافات حول تجديد عقده ومطالباته بامتيازات مالية لم تلقَ موافقة الإدارة الحمراء. بعد مغادرته، أدلى حسام عاشور بتصريحات سلبية متعددة تجاه النادي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية، وعرضه لانتقادات شديدة من جانب جماهير الأهلي والمحللين الرياضيين.
مصالحة حسام عاشور مع محمود الخطيب: فتح صفحة جديدة

في تطور لافت ومهم، عقد رئيس النادي الأهلي، الكابتن محمود الخطيب، اجتماعين منفصلين مع نجمي الأهلي السابقين حسام عاشور وإبراهيم سعيد. خلال الاجتماع الذي جمع الخطيب وعاشور في أواخر عام 2023، قبل الخطيب اعتذار حسام عاشور عن التصريحات السابقة، والتي بررها عاشور بأنها كانت نتاج ضغوط نفسية تعرض لها، وقد فتح هذا اللقاء الباب أمام عودة حسام عاشور للعمل داخل النادي، سواء في قطاعات الناشئين أو عبر قناة النادي الرسمية. وفيما يخص إبراهيم سعيد، اللاعب السابق المعروف بمسيرته مع الأهلي والزمالك وكذلك في الدوريات الأوروبية، استمع الخطيب إلى ظروفه، لكن لم يتخذ قرار نهائي بشأن عمله المحتمل في أكاديميات النادي.
حسام عاشور يرفض الزمالك ويسعى للعودة إلى الأهلي
على الرغم من تلقيه عرضًا مغريًا من نادي الزمالك في عام 2020 فور رحيله عن القلعة الحمراء، رفض حسام عاشور هذا العرض بشدة، مؤكدًا على احترامه الكبير لجماهير الأهلي وولائه وانتمائه الكامل للنادي الذي لا يمكن المساومة عليه. حاليًا، يواصل حسام عاشور سعيه الدؤوب للحصول على الرخصة التدريبية A من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، وهي رخصة مرموقة تسمح لحاملها بتدريب الفرق في الدوريات الكبرى على مستوى القارة وفي بعض الدوريات العالمية. يهدف عاشور من خلال ذلك إلى إقناع الكابتن محمود الخطيب بقدراته ورغبته في العودة للعمل بالنادي الأهلي في مجال التدريب.
تحليل حسام عاشور لأداء اللاعبين الحاليين في الأهلي
لم تقتصر جهود حسام عاشور على محاولات العودة إلى النادي، بل أبدى أيضًا اهتمامًا بتحليل وتقييم أداء اللاعبين الحاليين في الأهلي. وقد علّق بشكل خاص على أداء لاعب خط الوسط المالي أليو ديانج، مشيرًا إلى أن مشكلته الأساسية تكمن في طريقة تفكيره أثناء اللعب. يرى عاشور أن ديانج يفتقر أحيانًا إلى السرعة المطلوبة في اتخاذ القرار وتوزيع الكرة بفاعلية، مما يؤثر على مستواه الفني العام ويحد من قدرته على تقديم الدعم الهجومي والدفاعي بالشكل الأمثل الذي يتناسب مع إمكانياته البدنية والفنية الكبيرة.
خاتمة: مستقبل حسام عاشور مع الأهلي

تُعد مسيرة حسام عاشور قصة نجاح ملهمة للاعب جسد التفاني والاجتهاد في خدمة ناديه. وعلى الرغم من الخلافات التي طغت على فترة رحيله، فإن تصالحه الأخير مع الكابتن محمود الخطيب يفتح صفحة جديدة ومبشرة في مسيرته مع الأهلي. يظل حسام عاشور رمزًا من رموز الكرة المصرية الخالدة، وتعكس محاولاته المستمرة للعودة حبه العميق للقلعة الحمراء ورغبته الصادقة في نقل خبراته الكبيرة للأجيال القادمة، ليظل اسمه مرتبطًا بتاريخ الأهلي العظيم.