خطبة الجمعة في مصر 8 أغسطس 2025: الاعتدال والرفق ومواجهة الغلو

خطبة الجمعة بمصر 8 أغسطس 2025: دعوة للاعتدال والرفق ومواجهة الغلو والتطرف


في يوم الجمعة الموافق 8 أغسطس 2025، بثّت وزارة الأوقاف المصرية شعائر صلاة الجمعة مباشرةً من الجامع الأزهر الشريف ومسجد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة. جاء ذلك في سياق جهود الوزارة لتعزيز الوعي الديني وخدمة المجتمع. وتناولت خطبة الجمعة لهذا التاريخ عنوانًا هامًا: "لا تغلوا في دينكم.. وما كان الرفق في شيء إلا زانه"، بهدف ترسيخ قيم الاعتدال والرفق في الإسلام، ومواجهة ظواهر الغلو والتطرف.

موضوع خطبة الجمعة: الاعتدال والرفق في الدين الإسلامي


يد شخص بالغ تمسك بلطف بيد طفل رضيع، في تعبير رمزي عن الرفق والعناية والحماية.

تأكيد الوزارة: أكدت وزارة الأوقاف المصرية على أئمتها الالتزام بموضوع خطبة الجمعة لهذا اليوم، والذي حددته بـ 15 دقيقة كحد أقصى. ركزت الخطبة بشكل أساسي على التحذير من الغلو والتشدد الديني، ودعت إلى تبني المنهج المعتدل الذي يمثل جوهر الدين الإسلامي السمح. وقد استندت الخطبة إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة تحث على الرفق واللين، مذكرةً بصفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التعامل بسماحة وسهولة.

المحاور الرئيسية لخطبة الجمعة في مصر


منبر خشبي في كنيسة، عليه كتاب مقدس مفتوح، في إشارة إلى مكان إلقاء الخطبة ومصدرها.

التحذير من الغلو: تضمنت الخطبة عدة محاور رئيسية، أبرزها التحذير من الغلو.


صورة مجازية تظهر شخصًا على وشك أن يزلّ بقشرة موز، وهي ترمز إلى خطر الانزلاق نحو التطرف والغلو نتيجة عدم الانتباه أو الاستهانة بالمخاطر.

أكدت الخطبة على أن الغلو الديني يمثل انحرافًا خطيرًا عن المسار الصحيح للدين، ويسبب الفتن والانقسامات داخل المجتمع. ويُعرف الغلو لغويًا بالزيادة وتجاوز الحد، أما شرعًا فهو المبالغة في تطبيق الأحكام الدينية وتجاوز الحدود الشرعية، الأمر الذي قد يقود إلى التطرف والخروج عن المنهج الإسلامي الوسطي. المصدر

أهمية الاعتدال: حثّت الخطبة على التمسك بقيمة الاعتدال في كافة جوانب الحياة، مع ضرورة تجنب التطرف سواء في الأفكار أو الأفعال.


أحجار مكدسة فوق بعضها البعض باتزان دقيق وخلفها شلالات مياه، في مشهد يرمز إلى التوازن والهدوء والسلام الداخلي.

ويُعرف الاعتدال في الإسلام بمفهوم "الوسطية"، وهو المنهج المتوازن الذي يبتعد عن الإفراط والتفريط، ويسعى لتحقيق التوازن بين الأمور الدينية والدنيوية. يعتمد هذا المفهوم على التسامح والعدالة والإنصاف، ويعكس السمة الجوهرية للشريعة الإسلامية السمحاء. المصدر

الرفق واللين: شددت خطبة الجمعة على أن الرفق واللين يُعدان من أبرز صفات المؤمنين، وأن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والتسامح.

ويعني الرفق في جوهره اللطف واللين والأناة والتيسير في كافة الأقوال والأفعال، وهو قيمة أخلاقية رفيعة المستوى في الإسلام. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث شريف: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه." المصدر

الصدق ومواجهة الشائعات: تطرقت الخطبة التي أُلقيت في الجامع الأزهر إلى أهمية الصدق كقيمة أساسية في بناء المجتمع، مع التركيز على التحذير من خطر الشائعات وتأثيرها السلبي المدمر.


صورة لجريدة تُبرز كلمة "الحقيقة" بوضوح، مما يرمز إلى أهمية البحث عن الصدق وسط تدفق الأخبار والمعلومات التي قد تكون مضللة أو غير صحيحة.

كما تناولت الخطبة بُعدًا آخر يتعلق بأهمية بناء علاقات صداقة صحيحة ومبنية على الصدق بين الأفراد.

احتفال وزارة الأوقاف بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة


ملحمة وطنية: بالتزامن مع موضوع خطبة الجمعة، احتفلت وزارة الأوقاف المصرية بالذكرى العاشرة لافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة. وقد وصفت الوزارة هذا المشروع بأنه ملحمة وطنية وإنجاز اقتصادي استراتيجي يعزز مكانة مصر على الخريطة العالمية. يندرج هذا الاحتفال ضمن إطار جهود ربط الخطاب الديني بالقضايا المعيشية والوطنية، وتعميق الشعور بالانتماء والوطنية لدى المواطنين.

تفاصيل البث المباشر لخطبة الجمعة من الجامع الأزهر ومسجد مصر


نقل البث: قام موقع "صدى البلد" بنقل البث المباشر لشعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف. في هذا السياق، تلا الشيخ عادل محمود آيات من القرآن الكريم المخصصة للجمعة، وألقى الدكتور أسامة الحديدي خطبة مركزة حول "الصدق ومواجهة الشائعات". وبالمثل، تم بث شعائر الصلاة مباشرةً من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تناولت الخطبة بشكل خاص موضوع الاعتدال والرفق تحت شعار "لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ.. ومَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ".

خلاصة وتأثير خطبة الجمعة في المجتمع المصري


رسالة هامة: تُمثّل خطبة الجمعة التي أُلقيت في 8 أغسطس 2025 رسالة بالغة الأهمية للمجتمع المصري، فهي تدعو بشكل صريح إلى التمسك بالقيم الإسلامية السامية مثل الاعتدال والرفق، وتشدد على ضرورة مواجهة أخطار الغلو والتطرف. وتُبرز الخطبة مجددًا أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح بامتياز، وأن المنهج الوسطي والاعتدال هما السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الخطبة على أهمية ربط الخطاب الديني بقضايا الواقع المعيش، مما يسهم في تعزيز الشعور بالانتماء والوطنية لدى المواطنين.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url