ترامب يهدد بتعريفة 100% على الرقائق: تأثير محتمل على أسعار الأجهزة والإلكترونيات

ترامب يهدد بفرض تعريفة 100% على الرقائق الإلكترونية لتعزيز التصنيع المحلي


صورة رمزية تُظهر ورقة دولار عليها صورة دونالد ترامب
صورة رمزية تُظهر ورقة دولار عليها صورة دونالد ترامب، مما يربط بين الرئيس والسياسات الاقتصادية والتجارية.
ورقة دولار مع صورة ترامب” — المصدر: Pixabay. License: CC0.

أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عن خطته لفرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على واردات أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية. يهدف هذا الإجراء المقترح إلى تشجيع الشركات على نقل عمليات التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على تكلفة الإلكترونيات، السيارات، الأجهزة المنزلية، وغيرها من السلع الأساسية التي تعتمد على هذه المكونات الحيوية.



تفاصيل التعريفة المقترحة والاستثناءات الرئيسية

أوضح ترامب، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، أن الشركات التي تصنّع منتجاتها بالفعل أو تلتزم بشكل واضح ببناء منشآت تصنيع في الولايات المتحدة ستكون معفاة من هذه التعريفات. هذا يعني أن الشركات التي تنقل خطوط إنتاج الرقائق إلى الأراضي الأمريكية ستستفيد من إعفاء كامل، مما يخلق حافزًا قويًا للاستثمار المحلي.



تُعد أشباه الموصلات، أو الرقائق الإلكترونية، حجر الأساس في جميع الأجهزة الإلكترونية الحديثة تقريبًا، حيث تعمل كـ "عقول" تدير وظائف المنتجات بدءًا من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، وصولًا إلى السيارات والمعدات الطبية. ونظرًا لهذه الأهمية، فإن أي تغيير في تكلفتها أو توافرها يؤثر على قطاعات صناعية واسعة.



تُعتبر هذه الخطوة تصعيدًا لجهود ترامب السابقة للضغط على الشركات من أجل إعادة توطين الصناعة. ومع ذلك، لم يتم تحديد المعايير الدقيقة التي يجب على الشركات تلبيتها للتأهل للإعفاء من التعريفة بشكل كامل حتى الآن.



التأثير المحتمل على الصناعة والمستهلكين


صورة مقربة لتروس معدنية متشابكة
صورة مقربة لتروس معدنية متشابكة، ترمز إلى الآلية المعقدة للصناعات وكيف يمكن أن يؤثر أي تغيير على النظام بأكمله.
تروس متشابكة” — المصدر: Pixabay. License: CC0.

من المتوقع أن تؤدي هذه السياسة، في حال تطبيقها، إلى زيادة كبيرة في تكاليف الرقائق المستوردة. هذا الضغط قد يدفع الشركات إلى تسريع خططها لإنشاء مصانع داخل الولايات المتحدة لتجنب الرسوم الجمركية المرتفعة، على الرغم من أن هذا التحول قد يؤثر على هوامش أرباحها على المدى القصير ويرفع أسعار المنتجات النهائية للمستهلكين.



شهد العالم خلال جائحة كوفيد-19 كيف أدى نقص الرقائق الإلكترونية إلى ارتفاع حاد في أسعار السيارات المستعملة والجديدة وساهم في تفاقم معدلات التضخم العالمية. وتظهر الإحصائيات العالمية لتجارة أشباه الموصلات استمرار نمو الطلب، حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 19.6% في العام المنتهي في يونيو.



مقارنة مع استراتيجيات دعم الصناعة الحالية


صورة تُظهر دفتر ملاحظات مفتوحًا على صفحة كُتب عليها 'خطة العمل'
صورة تُظهر دفتر ملاحظات مفتوحًا على صفحة كُتب عليها "خطة العمل"، مع وجود رسم توضيحي لسهمين يشيران إلى "الخطة أ" و"الخطة ب"، مما يعبر عن مفهوم المفاضلة والمقارنة بين الخيارات والخطط المختلفة.
دفتر ملاحظات وخطة عمل” — المصدر: Pixabay. License: CC0.

تختلف رؤية ترامب القائمة على التعريفات بشكل جذري عن الخطط التي وضعتها إدارة الرئيس جو بايدن لإحياء صناعة الرقائق. في عام 2022، وقّع بايدن على قانون "CHIPS and Science Act"، الذي خصص أكثر من 50 مليار دولار لدعم بناء مصانع رقائق جديدة، وتمويل الأبحاث والتطوير، وتدريب القوى العاملة. ويهدف القانون، كما أوضح البيت الأبيض، إلى تعزيز الأمن القومي الأمريكي عبر تقليل الاعتماد على المصادر الأجنبية وجذب استثمارات ضخمة من القطاع الخاص، وهي استراتيجية عارضها ترامب بشدة.



التزامات الشركات الكبرى بالتصنيع في أمريكا


رجل أعمال يحمل بطاقة عمل مكتوب عليها كلمة 'المسؤولية'
رجل أعمال يحمل بطاقة عمل مكتوب عليها كلمة "المسؤولية"، مما يرمز إلى تحمل الشركة لالتزاماتها تجاه الاستثمار والتصنيع المحلي.
رجل أعمال وبطاقة عمل” — المصدر: Pixabay. License: CC0.

استجابةً للحوافز الحكومية والضغوط السياسية، أعلنت عدة شركات رائدة في صناعة الرقائق بالفعل عن التزامات كبيرة بالتصنيع داخل الولايات المتحدة. من بين هذه الشركات:



  • شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC): أكبر مصنّع للرقائق بالتعاقد في العالم، تعهدت باستثمار إجمالي يبلغ 165 مليار دولار في منشآتها التصنيعية في أمريكا.


  • إنفيديا (Nvidia): الشركة الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي والأكثر قيمة في العالم، أعلنت في أبريل عن خطط لإنفاق 500 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة.


  • جلوبال فاوندريز (GlobalFoundries): تعهدت في يونيو بضخ 16 مليار دولار لتوسيع منشآتها لتصنيع أشباه الموصلات في نيويورك وفيرمونت.


  • تكساس إنسترومنتس (Texas Instruments): أعلنت في الشهر نفسه عن استثمار إضافي بقيمة 60 مليار دولار في سبعة مصانع للرقائق في الولايات المتحدة.


Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url