عمر سليمان: حارس أسرار مصر الذي تنبأ بسقوط الإخوان.. وحقيقة وفاته المثيرة للجدل
مقدمة عن عمر سليمان: هل سمعت عن عمر سليمان؟ إنه شخصية محورية تركت بصمة عميقة في تاريخ مصر الحديث. لسنوات طويلة، ارتبط اسمه بالقرار السياسي والأمني، كونه شغل منصب مدير المخابرات العامة المصرية ونائب الرئيس الأسبق. لعب سليمان أدوارًا حساسة في قضايا إقليمية ودولية معقدة، قبل أن يرحل في ظروف لا تزال تثير التساؤلات عام 2012. سيكشف هذا المقال عن مسيرة عمر سليمان المهنية، ودوره المحوري في أحداث مصر المصيرية، بالإضافة إلى التقديرات المتباينة التي أحاطت بشخصيته.
عمر سليمان: من مدير المخابرات إلى رمز مثير للجدل في تاريخ مصر الحديث

المسيرة المهنية: رحلة عمر سليمان في عالم الاستخبارات المصرية

بداية المسيرة العسكرية: بدأ عمر سليمان مسيرته العسكرية بانضمامه إلى الكلية الحربية، وهناك صقل مهاراته ليصعد تدريجياً في الرتب حتى وصل إلى قيادة جهاز المخابرات العامة المصرية. خلال توليه منصب مدير المخابرات، بنى سليمان سمعة كشخصية قوية ومؤثرة، يتمتع بشبكة علاقات واسعة وفهم عميق للملفات الإقليمية والدولية. برز دوره بشكل خاص في القضية الفلسطينية، حيث عمل على تقوية العلاقات المصرية مع الأطراف المختلفة، كما كان له إسهامات فعالة في جهود مكافحة الإرهاب.
عمر سليمان وعلاقته بحسني مبارك: دوره المحوري في أحداث ثورة 25 يناير
علاقته بحسني مبارك: تميزت مسيرة عمر سليمان المهنية بعلاقة وثيقة جمعته بالرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث كان يُعدّ من أقرب مستشاريه والموثوق بهم. لعب سليمان دورًا بارزًا في إدارة العديد من الملفات الحساسة، ونال ثقة مبارك المطلقة. ومع اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011، برز دور سليمان بشكل أكبر في محاولة احتواء الأزمة، حيث تولى مهمة التفاوض مع قوى المعارضة. لكن هذه المساعي لم تنجح في الحيلولة دون سقوط نظام حسني مبارك.
وفاة عمر سليمان: جدل واسع وتقديرات متباينة حول ظروف الرحيل

ملابسات الوفاة: في 19 يوليو 2012، توفي عمر سليمان خلال تلقيه العلاج في مستشفى كليفلاند كلينيك بالولايات المتحدة الأمريكية. أثارت وفاة مدير المخابرات المصرية الأسبق جدلاً واسعًا، وتناقلت العديد من الشائعات حول أسبابها وملابساتها. في حين اعتبرها البعض وفاة طبيعية، مال آخرون إلى ترجيح وجود دوافع سياسية محتملة وراء رحيله.
إرث عمر سليمان: بين التقدير والانتقاد

التقدير والانتقاد: لا يزال اسم عمر سليمان محور نقاشات واسعة داخل المجتمع المصري. فمن ناحية، يراه البعض رمزًا للوطنية والإخلاص، مشيدين بدوره الحاسم في صون الأمن القومي وجهود مكافحة الإرهاب. في هذا السياق، وصفه رجل الأعمال نجيب ساويرس بأنه "رجل ولا كل الرجال صعيدي أصيل، ظل وفيا للرئيس حسني مبارك لآخر لحظة في عمره"، معبرًا عن فخره بمعرفته به ومحبته له. وتأكيدًا لهذا التقدير، تم إطلاق اسم عمر سليمان على كوبري جديد في القاهرة، بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي. من ناحية أخرى، ينظر إليه آخرون كشخصية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، ويُحمّلونه جزءًا من مسؤولية السياسات والأخطاء التي يُعتقد أنها ساهمت في تدهور الأوضاع بمصر.
نظرة من الداخل: شهادة زوج ابنة اللواء عمر سليمان

شهادة شخصية: في الذكرى السنوية لرحيله، كشف عبد الحميد أحمد حمدي، زوج ابنة اللواء عمر سليمان، عن تفاصيل مؤثرة تتعلق بمكالمتهما الأخيرة. ذكر حمدي أن اللواء سليمان كان متفائلاً بمستقبل مصر، وتوقع زوال نظام الإخوان المسلمين، حيث قال: "من أتى بالإخوان سيُزيلهم، ولن يستمروا حتى يوليو القادم بسبب تصرفاتهم". كما أعرب حمدي عن ألمه الشديد لعدم تمكنه من السفر لمرافقته عمر سليمان في رحلة علاجه، بسبب منعه من السفر منذ عام 2011. واختتم حمدي حديثه بالإشادة باللواء سليمان، واصفًا إياه بأنه نموذج للإنسان الوطني الذي أحب بلده مصر بصدق وإخلاص.
الخاتمة: يظل عمر سليمان شخصية بارزة ومعقدة، تركت بصمة عميقة في تاريخ مصر الحديث. فمسيرته المهنية الحافلة كمدير للمخابرات، ودوره المحوري في أحداث مفصلية، إلى جانب وفاته الغامضة، جميعها عناصر ساهمت في جعله رمزًا يثير التقدير والجدل في آن واحد. بغض النظر عن تباين الآراء حول إرثه، لا يمكن لأحد أن ينكر تأثيره الكبير على المشهد السياسي والأمني في مصر والمنطقة ككل.