من الملعب إلى المكتب: إيفان راكيتيتش يعلن اعتزاله ويتجه للعمل الإداري

إيفان راكيتيتش: نهاية مسيرة أسطورية وبداية فصل جديد في الإدارة

بعد مسيرة كروية مبهرة تجاوزت العقدين، أعلن النجم الكرواتي إيفان راكيتيتش، أحد أبرز لاعبي خط الوسط في جيله، عن قراره بـ اعتزال كرة القدم رسمياً في 3 يوليو 2025، عن عمر يناهز 37 عاماً. هذا الإعلان لا يمثل نهاية مشواره داخل الملعب فحسب، بل بداية مرحلة جديدة ومثيرة له في عالم الإدارة الرياضية. فما هي أبرز محطات مسيرة راكيتيتش، وإلى أين سيتجه بعد تعليق حذائه؟

يُعد اعتزال راكيتيتش حدثاً مهماً، فهو يمثل نهاية حقبة للاعب ترك بصمة لا تُمحى في كل فريق ارتدى قميصه. الخبر الذي أكده مدرب فريقه الأخير، هايدوك سبليت الكرواتي، جونزالو جارسيا، أثار مشاعر مختلطة بين جماهير كرة القدم، خاصة محبي الأندية التي تألق فيها النجم الكرواتي.

المحطات الاحترافية البارزة

مسيرة إيفان راكيتيتش الاحترافية شهدت محطات بارزة في أندية أوروبية عريقة. بدأ رحلته مع بازل وشالكه، قبل أن ينتقل إلى الدوري الإسباني حيث بلغ قمة عطائه مع إشبيلية ومن ثم مع العملاق الكتالوني برشلونة. خاض بعدها تجربة في الدوري السعودي مع نادي الشباب، قبل أن يختتم مشواره بالعودة إلى بيته الأول، هايدوك سبليت.

أرقام وإحصائيات

أرقام وإحصائيات تتحدث عن مسيرة حافلة: خلال مسيرة راكيتيتش الطويلة مع الأندية، شارك في 633 مباراة، سجل خلالها 86 هدفاً وصنع 88 هدفاً آخر. أما على الصعيد الدولي، فقد كان ركيزة أساسية في منتخب كرواتيا، حيث لعب 106 مباريات مسجلاً 15 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة. هذه الأرقام لا تعكس فقط عدد المشاركات والأهداف، بل تبرز تأثيره الكبير كلاعب خط وسط شامل قادر على التسجيل والصناعة وقيادة فريقه. في موسمه الأخير مع هايدوك سبليت، شارك في 39 مباراة، مؤكداً استمرارية عطائه حتى الرمق الأخير.

أبرز الألقاب والإنجازات

أبرز الألقاب والإنجازات: يمتلك إيفان راكيتيتش سجلاً حافلاً بالألقاب، تجاوز الـ 15 لقباً جماعياً. لكن اللقب الأغلى والأكثر تألقاً في مسيرة راكيتيتش كان بلا شك لقب دوري أبطال أوروبا الذي حققه مع نادي برشلونة في عام 2015. كما فاز بلقب الدوري الأوروبي مع إشبيلية، مما يجعله أحد اللاعبين القلائل الذين حصدوا اللقبين الأوروبيين الأهم على مستوى الأندية. هذه الألقاب تؤكد بصمته كلاعب مؤثر في تحقيق الانتصارات الكبرى.

التوجه نحو العمل الإداري

من الملعب إلى المكتب: التوجه نحو العمل الإداري: بعد سنوات قضاها يركض وينافس في المستطيل الأخضر، يتجه إيفان راكيتيتش نحو فصل جديد في حياته المهنية وهو العمل الإداري. من المتوقع أن يتولى راكيتيتش منصباً هاماً في نادي هايدوك سبليت، إما كمدير رياضي أو كمساعد لعضو مجلس الإدارة المسؤول عن الشؤون الرياضية. هذا القرار يسمح لراكيتيتش بالاستفادة من خبرته العميقة ومعرفته الدقيقة بـكرة القدم وتطبيقها في بناء وتطوير الفريق من موقع إداري. إنها فرصة رائعة له لخدمة ناديه الأم ومسقط رأسه في كرواتيا.

كانت مباراة راكيتيتش الأخيرة مع هايدوك سبليت لحظة مؤثرة، حيث ظهرت عليه علامات التأثر الشديد، مما يعكس مدى حبه وتعلقه باللعبة وبالنادي الذي شهد بداية ونهاية مسيرة راكيتيتش الكروية في كرواتيا.

سيظل إيفان راكيتيتش في ذاكرة عشاق كرة القدم كواحد من أبرز لاعبي خط الوسط في جيله، يتمتع بذكاء تكتيكي عالٍ، تسديدات قوية، وقدرة على قيادة فريقه. إن اعتزال راكيتيتش كلاعب يمثل خسارة للملاعب، لكن توجهه نحو العمل الإداري يعد وعداً بمساهمات مستقبلية قيمة في عالم الساحرة المستديرة. نتمنى له كل التوفيق في هذه المرحلة الجديدة من حياته.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url