العشر من ذي الحجة: هل تجمع بين صيامها وقضاء رمضان؟ فتوى مهمة وأجر عظيم!

هل يمكن جمع صيام العشر من ذي الحجة مع قضاء رمضان؟ فتوى وحكم شرعي هام

تأتي العشر الأوائل من ذي الحجة كل عام كنفحة إيمانية وفرصة لا تقدر بثمن للمسلمين لزيادة التقرب إلى الله وتحصيل الأجر العظيم. هذه الأيام هي أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله منه في غيرها، والصيام من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد في هذه الأيام المباركة.



ولأن المسلم حريص على اغتنام كل لحظة لنيل رضا الله ومغفرته، يتبادر إلى أذهان الكثيرين سؤال مهم يتكرر كل عام مع قدوم هذه الأيام الفضيلة: هل يمكن الجمع بين نية صيام هذه الأيام المباركة ونية قضاء ما فات من صيام رمضان؟ هل يجوز للمسلم أن يصوم العشر من ذي الحجة وهو ينوي في نفس الوقت أن هذا الصيام هو قضاء لأيام أفطرها في رمضان؟



هذا السؤال يثير تساؤلاً شرعيًا هامًا يحتاج إلى توضيح مبني على الفتاوى المعتمدة من أهل العلم. فما هو حكم جمع نية صيام العشر وقضاء رمضان؟ وهل يحصل الصائم على أجر صيام العشر من ذي الحجة كاملاً إذا نواه قضاءً عن رمضان؟



الفتوى الشرعية الصادرة عن جمهور أهل العلم تؤكد أنه لا يجوز للمسلم الجمع بين نية صيام النافلة (مثل صيام العشر من ذي الحجة باستثناء يوم عرفة) ونية صيام الفرض (مثل قضاء رمضان) في صوم واحد بنية مشتركة.



والسبب في ذلك أن صيام رمضان هو فرض واجب، له نيته المستقلة التي يجب إفرادها. بينما صيام العشر من ذي الحجة (عدا يوم عرفة، فله فضله الخاص وإن كان صومه نافلة مؤكدة) هو صيام تطوع ونفل. ولا يصح تشريك النية بين الفرض والنفل في عبادة واحدة، فلكل عبادة مقصودها وحكمها الشرعي الخاص بها.



إذًا، ما هو الحل الأمثل لمن يريد اغتنام هذه الأيام وعليه قضاء؟

الواجب والمقدم هو قضاء صيام رمضان أولاً. هذا هو الفرض الذي يجب على المسلم المبادرة به والتخلص من عهدته.



إذا صام المسلم أياماً من العشر من ذي الحجة بنية أنها قضاء لأيام رمضان الفائتة، فإن صومه هذا يصح قضاءً لرمضان، ويُؤجر عليه أجراً عظيماً على فعل الفرض في هذا الوقت المبارك الذي تتضاعف فيه الأجور. ولكن، في هذه الحالة، هو لم يصم العشر بنية التطوع الخاصة بها، وبالتالي لا يحصل على الأجر المحدد والمخصوص لصيام نافلة العشر.



بشكل مبسط: إذا نويت صيام يوم في العشر كقضاء لرمضان، فقد أديت فرض القضاء بنجاح وحصلت على أجره الكبير، بالإضافة إلى الأجر العام للعمل الصالح في هذه الأيام الفاضلة. لكنك لم تحصل على أجر صيام نافلة العشر المستقل.



الأفضل لمن يستطيع ويملك الوقت: أن يبادر بقضاء أيام رمضان التي عليه أولاً. فإن انتهى من القضاء قبل نهاية العشر، يمكنه بعد ذلك صيام الأيام المتبقية من العشر بنية النفل الخالص ليحصل على الأجرين كاملاً: أجر قضاء الفرض، وأجر صيام نافلة العشر.



خلاصة القول والفتوى الواضحة: لا تجمع نية قضاء رمضان مع نية صيام نافلة العشر من ذي الحجة في صوم واحد مشترك. لكل عبادة نيتها المستقلة. قدم قضاء فرضك أولاً، فهو أهم وأوجب. وإن صمت أيام العشر بنية القضاء، فقد أديت الفرض وحصلت على أجره، لكنك لم تحصل على الأجر الخاص بنافلة العشر.



اغتنم هذه الأيام المباركة بما يرضي الله، واسع لتحصيل الأجر العظيم باتباع الهدي الشرعي الصحيح وتقديم الواجبات على النوافل. نسأل الله أن يوفقنا لطاعته ويتقبل منا صالح الأعمال.



Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url