حذف جزء من الدستور الأمريكي يثير جدلاً حول إدارة ترامب

```html

فجوة غريبة تزيل جزءًا مهمًا من الدستور الأمريكي على موقع حكومي



في حادثة مثيرة للجدل: لوحظ حذف جزء أساسي من الدستور الأمريكي من النسخة المنشورة على الإنترنت في مكتبة الكونجرس. يتعلق الأمر بالقسم 9 من المادة الأولى، والذي يضمن حق المواطنين في المطالبة بأمر الإحضار (Habeas Corpus)، ويُلزم الحكومة بتبرير احتجاز الأفراد.



يُعد أمر الإحضار: الذي يعني باللاتينية "أن يكون لديك الجسد"، حجر الزاوية في القانون الأمريكي والضمانة الأساسية للحريات الفردية ضد الاعتقال التعسفي وغير القانوني. وبموجب هذا الحق، لا يمكن احتجاز أي شخص دون سبب وجيه، حيث يتطلب من السلطات تقديم المحتجز أمام محكمة لتبرير قانونية احتجازه. وقد وصفت المحكمة العليا الأمريكية هذا الحق بأنه "الأداة الأساسية لحماية الحرية الفردية ضد الإجراءات التعسفية وغير القانونية للدولة".



جاء هذا الحذف: في وقت كانت فيه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وتحديداً مسؤولون بارزون مثل ستيفن ميلر وكريستي نويم، يناقشون علناً إمكانية تعليق هذا الحق الدستوري بخصوص المهاجرين. وينص الجزء المحذوف تحديداً على أنه "لا يُعلّق امتياز أمر الإحضار، إلا في حالات التمرد أو الغزو، عندما قد تتطلب السلامة العامة ذلك."



القسم المحذوف وتداعياته


صورة مقربة للوحة مفاتيح يظهر فيها زر الحذف

أفادت مصادر مطلعة: أن مسؤولي مكتبة الكونجرس أرجعوا عملية الحذف في البداية إلى "خلل فني" أو "خطأ في البرمجة". وقد سارع الموظفون إلى معالجة المشكلة، والتحقيق في كيفية حدوثها، ومراجعة أجزاء أخرى من الموقع للتأكد من عدم وجود حذوفات أخرى غير مبررة.



وبحلول وقت لاحق: من اليوم، تمت استعادة الأجزاء المحذوفة من الدستور إلى الصفحة الإلكترونية. وعلى الرغم من أن حذف أقسام من صفحة ويب، حتى لو كانت رسمية، لا يغير القانون الأمريكي فعلياً، إلا أن هذه الحادثة سلطت الضوء على نية إدارة ترامب المعلنة في انتهاك الدستور.



وتأتي هذه التعديلات: في سياق محاولات ترامب للسيطرة على مكتبة الكونجرس، وهي وكالة تتبع من الناحية الفنية الفرع التشريعي للحكومة. وتعمل المكتبة كذراع بحثي للكونجرس، بالإضافة إلى الحفاظ على أكبر مجموعة في العالم من الكتب والمخطوطات والخرائط والصور والتسجيلات.



في مايو: أعلن ترامب عن نيته إقالة كارلا هايدن، أمينة مكتبة الكونجرس، قبل نهاية فترة ولايتها التي تبلغ 10 سنوات، وسعى لاستبدالها بتود بلانش، الذي كان سابقاً محامياً شخصياً له. وبعد أن رفض قاضٍ منع إقالة هايدن، قدمت الأخيرة استئنافاً إلى محكمة الاستئناف الأمريكية لدائرة مقاطعة كولومبيا.

```
Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url