تأثير خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي على الاستقطاب السياسي

تُعرب النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز عن قلقها من أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على استقطاب الأفراد "خوارزميًا"، مما يؤدي إلى تعميق الانقسامات السياسية. تُعرف خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي بأنها مجموعة من القواعد والإجراءات الحسابية المعقدة التي تستخدمها المنصات لفرز المحتوى وتحديده وترتيبه، بناءً على تفاعلات المستخدمين وتفضيلاتهم وسلوكياتهم، بهدف إبقائهم منخرطين لأطول فترة ممكنة وتخصيص تجربتهم. وتؤكد أوكاسيو-كورتيز أن المشهد الإعلامي قد تغير بشكل كبير منذ عام 2020، وأن التكنولوجيا فاقمت الانقسام السياسي في الولايات المتحدة، وجعلت الناس مستقطبين خوارزميًا، وليس سياسيًا فقط.

تفاقم الاستقطاب وتأثير غرف الصدى

غرف الصدى: تُسهم خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي في إنشاء "غرف صدى" عبر الإنترنت، حيث يتعرض المستخدمون بشكل أساسي للمحتوى الذي يعزز معتقداتهم الحالية، مما يجعل من الصعب عليهم مواجهة وجهات نظر مختلفة. وتُشير أوكاسيو-كورتيز إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على جانب سياسي واحد، بل تؤثر على الأفراد في جميع ألوان الطيف السياسي، سواء كانوا محافظين أو تقدميين. تهدف هذه الخوارزميات، التي تستخدمها منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وإكس (تويتر سابقًا) وتيك توك، إلى إبقاء المستخدمين منخرطين لأطول فترة ممكنة، مما يضيق نطاق المعلومات التي يتلقونها ويؤثر على نظرتهم للعالم. ونتيجة لذلك، يصبح فهم وجهات نظر الآخرين أكثر صعوبة، ويزداد انتشار المعلومات المضللة، حيث يميل الناس إلى الوثوق بالمحتوى الذي يتوافق مع آرائهم.

دراسات حول العلاقة بين الخوارزميات والاستقطاب

نتائج الدراسات: أُجريت دراسات حول العلاقة بين خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي والاستقطاب السياسي، وكشفت عن وجود فصل أيديولوجي كبير على منصات مثل فيسبوك، حيث يعتمد المحافظون والليبراليون على مصادر معلومات متباينة ويستهلكون كميات مختلفة من المعلومات المضللة. وتشير بعض هذه الدراسات إلى أن تعديل هذه الخوارزميات قد لا يُحدث تغييرًا كبيرًا في المواقف السياسية، حيث يميل المستخدمون بطبيعتهم إلى البحث عن المحتوى الذي يتوافق مع وجهات نظرهم. كما أظهرت دراسة أجرتها مجلة Science في عام 2023 أن خوارزميات التوصية على فيسبوك لم تزد من الاستقطاب السياسي بشكل كبير بين مستخدمي فيسبوك وأنستغرام. بينما وجدت دراسة أخرى أجريت في عام 2024 أن إيقاف خوارزميات توصية المحتوى لا يقلل بالضرورة من الاستقطاب، حيث قد تستمر الميول البشرية في تشكيل "غرف الصدى" بشكل طبيعي. لمزيد من التفاصيل، يمكنك زيارة مقال Scientific American.

نصائح لتجاوز الاستقطاب الخوارزمي

الوعي والتحقق: في ظل هذا الاستقطاب الخوارزمي، تدعو أوكاسيو-كورتيز الأفراد إلى أن يكونوا أكثر وعيًا بكيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على ما يرونه ويعتقدونه. كما تشجع على التحقق من المعلومات بشكل مستقل، والتركيز على بناء المجتمع والتفاعلات الشخصية، كوسيلة لتجاوز الانقسامات المتزايدة. وتؤكد أن الإقناع غالبًا ما يعتمد على علم النفس والمجتمع، وليس فقط على الحقائق أو السياسات. ويمكن للأفراد أيضًا اتخاذ خطوات عملية لكسر "غرف الصدى" مثل البحث عن مصادر معلومات متنوعة، ومتابعة وجهات نظر مختلفة عن عمد، والمشاركة في نقاشات بناءة مع أشخاص يحملون آراء مغايرة.