جوجل تستثمر 15 مليار دولار في مركز بنية تحتية للذكاء الاصطناعي بالهند: تفاصيل الاستثمار والآثار المحتملة

حجم الاستثمار والأهداف الاستراتيجية

استثمار جوجل بالهند: تعتزم شركة جوجل استثمار مبلغ ضخم قدره 15 مليار دولار لإنشاء مركز بيانات وذكاء اصطناعي عملاق في الهند. سيقام هذا المركز في مدينة فيساخاباتنام بولاية أندرا براديش الجنوبية، ومن المخطط أن يتم هذا الاستثمار على مدار السنوات الخمس المقبلة، وصولًا إلى عام 2030. يُعد هذا المشروع الأكبر لشركة جوجل في الهند، ويأتي بعد خمس سنوات من التزامها الأولي باستثمار 10 مليارات دولار في البلاد عام 2020. يتميز هذا المركز بقدرة تشغيلية تصل إلى 1 جيجاوات، وهي قدرة هائلة تعادل ما يكفي لتزويد حوالي 700 ألف إلى 800 ألف منزل بالطاقة، أو مدينة يقطنها نحو 1.8 مليون نسمة. (Data Center Frontier, 2024).

وجود جوجل في الهند: توظف جوجل حاليًا 14,000 موظف في الهند، ولها حضور فعال في البلاد منذ 21 عامًا. وتعتبر دلهي ومومباي منطقتين سحابيتين رسميتين للشركة.

تصريحات الرئيس التنفيذي: صرح توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لـ جوجل كلاود، بأن مركز الذكاء الاصطناعي الجديد سيكون أضخم استثمار للشركة خارج الولايات المتحدة، مشيرًا إلى خطط لتوسيع قدرته لتصل إلى "جيجاواتات متعددة" بمرور الوقت. وأضاف كوريان خلال مراسم إطلاق مركز الذكاء الاصطناعي في نيودلهي: "إنه جزء لا يتجزأ من شبكة عالمية لمراكز الذكاء الاصطناعي المنتشرة في 12 دولة مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يسرنا الإعلان عن جعل فيساخاباتنام مركزًا عالميًا للاتصال."

السياق السياسي وتحديات السوق الهندية

المنتجات المحلية: يأتي هذا الإعلان في فترة تشهد فيها الحكومة الهندية جهودًا متزايدة لتعزيز المنتجات والخدمات المحلية وتقليل الاعتماد على عمالقة التكنولوجيا الأمريكية. فبعد أسابيع من فرض الرئيس دونالد ترامب تعريفة بنسبة 50% على الواردات الهندية في أغسطس، دعا رئيس الوزراء ناريندرا مودي بقوة إلى استخدام المنتجات "السواديشي" (وهي كلمة هندية تعني "صنع في الهند"). ردًا على ذلك، بدأت الهيئات التشريعية والوزارات الهندية في الترويج لبدائل محلية لمنتجات جوجل. من بين هذه البدائل، تبرز منتجات شركة زوهو كوربوريشن (Zoho Corporation) التي تتخذ من تشيناي مقرًا لها، وتقدم بدائل لخدمات جوجل كلاود وGmail. كما ظهر مؤخرًا تطبيق أراتاي (Arattai) كمنافس لـ واتساب، بالإضافة إلى MapMyIndia الذي ينافس خرائط جوجل. ورغم أن التأثير الأولي لهذه التحركات كان محدودًا، إلا أنها قد تشكل تحديًا سياسيًا حقيقيًا لمستقبل شركات مثل جوجل ومايكروسوفت في السوق الهندية.

البنية التحتية والحلول التقنية المتكاملة

الكابلات البحرية والشراكات: كما أعلنت جوجل عن خطط لجلب بنيتها التحتية للكابلات البحرية إلى فيساخاباتنام. وقد دخلت عملاق التكنولوجيا الأمريكية في شراكة استراتيجية مع مزود الاتصالات الهندي بهارتي إيرتيل (Bharti Airtel) لتطوير كل من مركز البيانات ومحطة إنزال الكابلات في المدينة. علاوة على ذلك، تعاونت جوجل مع AdaniConneX، المدعومة من مجموعة أداني (Adani Group)، لإقامة البنية التحتية لمركز البيانات.

العمود الفقري الرقمي: أكد كوريان على أهمية هذا المشروع بقوله: "نحن نرى أنه لن يصبح مجرد محطة إنزال لعدد كبير من الكابلات، بل سيوفر أيضًا العمود الفقري الرقمي الذي يربط أجزاء مختلفة من الهند معًا."

وحدات معالجة Tensor Processing Units (TPUs): أوضحت جوجل أن مركز الذكاء الاصطناعي سيقدم "مجموعة متكاملة من الحلول"، بما في ذلك وحدات معالجة Tensor Processing Units (TPUs) المخصصة لتعزيز قدرات معالجة الذكاء الاصطناعي المحلية. هذه الوحدات هي معالجات مخصصة طورتها جوجل لتسريع عمليات التعلم الآلي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتُستخدم بشكل خاص للشبكات العصبية (Google Cloud, 2024).

نماذج الذكاء الاصطناعي والخدمات: كما ستوفر الشركة التي تتخذ من ماونتن فيو مقرًا لها إمكانية الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها — ومنها نموذج جيميني — بالإضافة إلى منصتها المتقدمة لبناء الوكلاء والتطبيقات. سيدعم هذا المركز المتطور كذلك الخدمات الاستهلاكية الحيوية مثل بحث جوجل ويوتيوب وGmail وإعلانات جوجل.

الأهمية الإقليمية ودعم الحكومة الهندية

تأثير المركز إقليمياً: وأوضح كوريان: "نحن نرى أن هذا المركز لن يخدم الهند فحسب، بل سيمتد تأثيره لخدمة آسيا وأجزاء أخرى من العالم من الهند."

اختيار فيساخاباتنام: لا يُعد اختيار جوجل لفيساخاباتنام في أندرا براديش أمرًا مفاجئًا. فقد نجحت الولاية الجنوبية، تحت قيادة رئيس الوزراء إن. تشاندرا بابو نايدو، في الماضي في جذب شركات تقنية عالمية بارزة مثل أوراكل ومايكروسوفت لإنشاء مراكز لها في حيدر أباد، التي كانت عاصمة أندرا براديش قبل تأسيس تيلانجانا. وقد لعب نايدو، الحليف السياسي الرئيسي الذي دعم عودة رئيس الوزراء مودي إلى السلطة في الانتخابات العامة الأخيرة، دورًا محوريًا في صياغة مناقشات السياسة الوطنية منذ ذلك الحين.

دعم حكومي لأهداف الذكاء الاصطناعي: وقال وزير تكنولوجيا المعلومات الهندي أشويني فايشناو: "سيكون مركز الذكاء الاصطناعي هذا إسهامًا بالغ الأهمية في تحقيق أهداف مهمة الذكاء الاصطناعي [في الهند] بطرق متعددة."

مقترحات لتحسين الاتصال: حث الوزير جوجل على النظر في جزر أندامان الهندية لتكون المحطة الرئيسية التالية لنقل البيانات عبر الإنترنت العالمي، مشيرًا إلى أن سنغافورة "مكتظة تمامًا"، مؤكدًا للشركة الدعم الحكومي الكامل. واقترح أيضًا ربط فيساخاباتنام بمدينة سيتوي في ميانمار، لتحسين الاتصال في الولايات الشمالية الشرقية في الهند.

ما هو الرسم البياني المعرفي؟

تعريف الرسم البياني المعرفي: الرسم البياني المعرفي (Knowledge Graph) هو قاعدة بيانات معرفية تستخدمها محركات البحث مثل جوجل لجمع وتنظيم المعلومات حول الكيانات (مثل الأشخاص والأماكن والأشياء) وعلاقاتها ببعضها البعض. يساعد هذا الرسم البياني في تحسين نتائج البحث من خلال فهم السياق وتقديم معلومات أكثر دقة وشمولية في لوحات المعلومات (Knowledge Panels) مباشرة ضمن صفحات نتائج البحث. (Google Developers, 2024).

فوائد استخدام الرسوم البيانية المعرفية

تحسين البحث: الرسوم البيانية المعرفية تساهم في تحسين جودة نتائج البحث وتقديم معلومات منظمة وغنية للمستخدمين، مما يعزز فهم محركات البحث للعلاقات بين الكيانات المختلفة ويزيد من فعالية استرجاع المعلومات.

بناء رسم بياني معرفي

مراحل البناء: يتطلب بناء رسم بياني معرفي جمع البيانات من مصادر متعددة، استخراج الكيانات والعلاقات، وتنظيمها في هيكل مترابط. هذه العملية معقدة وتتطلب خوارزميات متقدمة لضمان الدقة والاتساق في تمثيل المعرفة.

تحديات في بناء الرسوم البيانية المعرفية

أبرز التحديات: تشمل تحديات بناء الرسوم البيانية المعرفية التعامل مع البيانات غير المهيكلة، ضمان جودة البيانات وتحديثها المستمر، وحل مشاكل الغموض وتضارب المعلومات. تتطلب هذه التحديات حلولاً مبتكرة في معالجة اللغات الطبيعية وتعلم الآلة لإنشاء أنظمة قوية وموثوقة.