فقاعة الذكاء الاصطناعي: تحذير من رئيس OpenAI السابق وبريت تايلور، ومستقبل خدمة العملاء

بريت تايلور يتحدث عن فقاعة الذكاء الاصطناعي وتأثيرها الاقتصادي

بريت تايلور، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI وشركة سييرا، يشرح أسباب مقارنة فقاعة الذكاء الاصطناعي بطفرة الدوت كوم التاريخية. يُقارن بريت تايلور، الرئيس التنفيذي لشركة سييرا ورئيس مجلس إدارة OpenAI، المشهد الحالي للذكاء الاصطناعي (AI) بفقاعة الدوت كوم التي شهدتها الإنترنت، متوقعًا بروز شركات رائدة وخسائر لشركات أخرى في خضم هذه الثورة التكنولوجية. يؤكد تايلور أننا نشهد فترة تحول اقتصادي عالمي جذري بفعل الذكاء الاصطناعي.

مسيرة مهنية متميزة في عالم التكنولوجيا

يمتلك بريت تايلور مسيرة مهنية حافلة في عالم التكنولوجيا. كان مهندسًا مبكرًا في جوجل، وأسس "فريندفيد" (FriendFeed) التي باعها لـ "فيسبوك" (Facebook) ليصبح بعد ذلك المدير التقني لها. كما أسس "كويب" (Quip) التي بيعت لـ "سيلزفورس" (Salesforce)، وشغل منصب الرئيس التنفيذي المشارك لـ "سيلزفورس" قبل أن يتجه لتأسيس شركته الجديدة سييرا. قاد تايلور أيضًا مجلس إدارة تويتر خلال استحواذ إيلون ماسك، وتولى رئاسة مجلس إدارة OpenAI بعد أزمة إقالة وإعادة تعيين سام ألتمان.

سييرا: وكلاء الذكاء الاصطناعي لتجارب العملاء

تركز سييرا، الشركة الناشئة التي أسسها تايلور، على تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents) المتخصصين في تحسين تجارب العملاء. تعتمد سييرا نموذج عمل فريدًا قائمًا على الدفع مقابل تحقيق النتائج، حيث لا يتم تحصيل رسوم إلا في حال نجح وكيل الذكاء الاصطناعي في حل مشكلة العميل بشكل مستقل وفعال. إذا تطلب الأمر تدخل بشري، فلا توجد رسوم. يرى تايلور أن هذا النموذج سيصبح المعيار في مجال الوكلاء الذكيين، محاكيًا نموذج العمولة في المبيعات.

استهداف الشركات الكبرى وحلول الذكاء الاصطناعي

تستهدف سييرا الشركات الكبرى ذات المشكلات المعقدة، حيث أن 50% من عملائها تتجاوز إيراداتهم مليار دولار سنويًا، و20% تتجاوز 10 مليارات دولار. يرجع هذا التركيز إلى أن التكلفة التقليدية لخدمة العملاء (بين 10 و 20 دولارًا لكل مكالمة) تجعل من غير الاقتصادي للعلامات التجارية الكبيرة التفاعل مع جميع عملائها. يخفض الذكاء الاصطناعي هذه التكلفة بشكل كبير، مما يتيح المزيد من المحادثات ويعزز حصة السوق.

قدرات وكلاء الذكاء الاصطناعي من سييرا

تُبرز منصة سييرا قدرات متقدمة لوكلائها الأذكياء في خدمة العملاء، بما في ذلك:

  • في قطاع التجزئة: يمكن للعملاء تقديم صور لسلعهم التالفة ليقوم الوكيل بتقييم مطالبة الضمان تلقائيًا، والاتصال بنظام المخزون، وشحن منتج جديد.
  • إعادة تمويل المنازل: تتيح المنصة إعادة تمويل المنازل بشكل كامل دون تدخل بشري.
  • توفير ضمانات متطورة: للعمليات المنظمة في قطاعات مثل التأمين الصحي والبنوك.
  • دقة عالية في النسخ الصوتي: بأكثر من 40 لغة، مع القدرة على تمييز أرقام الحسابات الهامة عن الكلمات العادية.
  • الوعي السياقي: مثل التمييز بين صوت بوق السيارة وحديث العميل.

نمو المحادثات الصوتية المعززة بالذكاء الاصطناعي

يؤكد تايلور أن الصوت أصبح جزءًا أكبر من منصة سييرا من النص، ويرجع ذلك إلى سهولة الاستخدام، وقلة الاحتكاك، وسهولة الوصول، والتعدد اللغوي. يرى أن الذكاء الاصطناعي المدمج حول القنوات الهاتفية التقليدية إلى قنوات رقمية فعالة، مما يحل مشكلة خدمة العملاء المكلفة والمضجرة.

الذكاء الاصطناعي العام (AGI): تطور المفهوم وتوقعات المستقبل

تغير تعريف تايلور للذكاء الاصطناعي العام (AGI) مع التقدم التكنولوجي. يعتقد أننا تجاوزنا بالفعل ما كان يُعرّف بـ AGI قبل ثلاث سنوات (مثل اجتياز اختبار تورينج). يُعرّف AGI الآن على أنه نماذج تتفوق على الذكاء البشري في جميع المجالات الرقمية والأفكار (مثل اختراع رياضيات جديدة)، مع اعتبار التفاعل مع العالم المادي تحديًا منفصلاً. يؤكد على أهمية التعميم (أن يكون النموذج جيدًا في الرياضيات والبيولوجيا وغيرها). يتوقع تايلور أن يشهد العالم اختراقات علمية حقيقية من AGI في السنوات القليلة القادمة.

فقاعة الذكاء الاصطناعي: دروس مستفادة من طفرة الدوت كوم

يتفق بريت تايلور مع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، على أننا في فقاعة الذكاء الاصطناعي، مشبهًا إياها بفقاعة الإنترنت. ستشهد هذه الفترة ظهور فائزين كبار (مثل أمازون أمازون وجوجل في عصر الإنترنت) والعديد من الخاسرين. ومع ذلك، يرى أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تأثيرًا هائلاً على الاقتصاد.

تشير "فقاعة الذكاء الاصطناعي" إلى فترة من التوقعات المبالغ فيها والاستثمار الضخم في شركات الذكاء الاصطناعي، على غرار "فقاعة الدوت كوم" في أواخر التسعينيات التي شهدت ارتفاعًا ثم انهيارًا في قيمة شركات الإنترنت (Investopedia). هذه الفقاعات تتميز غالبًا بحماس المستثمرين، وارتفاع التقييمات، والتكهنات، حتى لو لم تكن الشركات تحقق أرباحًا كبيرة بعد (World Economic Forum).

تأثير الذكاء الاصطناعي على هندسة وتطوير البرمجيات

يرى تايلور أن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيجعلون هندسة البرمجيات أقل ندرة وربما يحولون عملية كتابة البرمجيات إلى سلعة. ومع ذلك، سيظل سوق البرامج للشركات قائمًا، حيث ترغب الشركات في شراء حلول لمشاكلها بدلاً من بناء برمجياتها الخاصة من الصفر، مع التركيز على الموثوقية والصيانة والامتثال. يختلف تايلور مع تقارير مثل دراسة MIT التي تشير إلى عدم تحقيق نتائج من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في الخلط بين بناء حلول مخصصة وشراء حلول جاهزة.

في الختام، يؤكد بريت تايلور أننا نشهد انطلاقة لاتجاه تكنولوجي ضخم، وأن الوكلاء الأذكياء (AI Agents) سيقودون الموجة القادمة من حلول الأعمال المبتكرة للمؤسسات، مما يفتح آفاقًا واسعة للابتكار والفعالية التشغيلية.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url