انتشار مرض اليد والقدم والفم (HFMD) بمدرسة ألسن الدولية بالجيزة: إجراءات احترازية وتوعوية لمواجهة أعراض المرض

مقدمة: أعلنت مدرسة ألسن الدولية بمنطقة المريوطية بالجيزة في 30 سبتمبر 2025 عن رصد أربع حالات إصابة بمرض اليد والقدم والفم (HFMD) بين طلاب الصف الخامس الابتدائي. هذا الاكتشاف استدعى اتخاذ إجراءات عاجلة ووقائية من إدارة المدرسة ومديرية التربية والتعليم بالجيزة. يهدف هذا المقال إلى شرح طبيعة مرض اليد والقدم والفم، وتفصيل الإجراءات المتبعة للحد من انتشاره، بالإضافة إلى تقديم توجيهات ضرورية لأولياء الأمور للتعامل مع هذا الوضع الصحي.

ما هو مرض اليد والقدم والفم (HFMD) وما أسبابه؟

يُعد مرض اليد والقدم والفم (HFMD) عدوى فيروسية واسعة الانتشار، وتصيب الأطفال بشكل خاص، لاسيما من تقل أعمارهم عن خمس سنوات. السبب الرئيسي لهذا المرض يرجع عادة إلى الفيروسات المعوية، أبرزها فيروس كوكساكي A16 (Coxsackievirus A16) وفيروس معوي 71 (Enterovirus 71). المصدر: مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

ينتقل فيروس HFMD بشكل رئيسي عبر:

• الاتصال المباشر بسوائل جسم الشخص المصاب، مثل اللعاب أو سائل البثور أو إفرازات الأنف والحلق.
• الأسطح والأجسام الملوثة بالفيروس.

يُعتبر هذا المرض ظاهرة صحية عالمية، حيث يصيب ملايين الأطفال سنويًا حول العالم، وتزداد حالات انتشاره وتفشي الأوبئة بانتظام، خصوصًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. المصدر: مجلة العلوم الطبية الحيوية. على الرغم من أن معظم حالات مرض اليد والقدم والفم تكون عادة خفيفة، إلا أنه قد يؤدي إلى ظهور أعراض غير مريحة ومزعجة تستدعي الرعاية الطبية.

تفاصيل رصد مرض اليد والقدم والفم في مدرسة ألسن الدولية بالجيزة

جاء رصد الحالات الأربعة المؤكدة لمرض اليد والقدم والفم في فصل دراسي واحد ضمن الصف الخامس الابتدائي. استجابت إدارة مدرسة ألسن الدولية على الفور لهذه الحالات باتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية، وشملت هذه الإجراءات:

1. الإغلاق المؤقت للفصل الدراسي الذي شهد حالات الإصابة، وذلك بهدف احتواء ومنع انتشار العدوى بين الطلاب.
2. تنفيذ عملية تعقيم شاملة ومكثفة للفصل، بما في ذلك الأثاث وجميع الأدوات والمعدات المستخدمة داخل البيئة التعليمية.
3. التواصل الفوري والمباشر مع أولياء أمور الطلاب الذين تأكدت إصابتهم، لتقديم الإرشادات الصحية والتوجيهات الضرورية للرعاية المنزلية.
4. المتابعة المستمرة والتنسيق الفعال مع مديرية التربية والتعليم بالجيزة لمراقبة الوضع الصحي، وضمان تطبيق كافة الإجراءات والتدابير الوقائية بفعالية.

من المقرر عودة جميع الطلاب إلى الفصل بعد الانتهاء من أعمال التعقيم الوقائي والتأكد الكامل من عدم ظهور أي حالات إصابة جديدة بمرض اليد والقدم والفم. وتشدد إدارة المدرسة على عدم السماح بعودة أي طالب مصاب بالمرض إلا بعد تحقيق الشفاء التام والكامل، وذلك للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع المدرسي.

أعراض مرض اليد والقدم والفم (HFMD) التي يجب الانتباه إليها

تتجلى أعراض مرض اليد والقدم والفم نموذجيًا خلال فترة تتراوح من 3 إلى 7 أيام بعد التعرض الأولي للفيروس، وهي ما تُعرف بـ "فترة الحضانة". المصدر: مايو كلينك. تشمل الأعراض الأساسية لهذا المرض ما يلي:

• حمى خفيفة: تتميز بارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، وقد تكون أولى العلامات الظاهرة.
• طفح جلدي مميز: يتجلى على شكل بثور صغيرة حمراء اللون، غالبًا ما تكون مؤلمة، وتظهر بوضوح على راحتي اليدين وباطن القدمين، وقد تمتد لتشمل المؤخرة أو الأعضاء التناسلية. هذه البثور هي إحدى أبرز أعراض مرض اليد والقدم والفم.
• آلام وتقرحات في الفم والحلق: يشعر المصاب بآلام في الحلق وصعوبة في البلع، وتظهر تقرحات الفم على شكل بثور تتحول إلى قروح مؤلمة داخل الفم، تحديدًا في الحلق واللسان وداخل الخدين، مما يؤثر سلبًا على تناول الطعام والسوائل. المصدر: كيدز هيلث.
• فقدان الشهية: يظهر عدم الرغبة في تناول الطعام، خاصة لدى الأطفال الصغار، بسبب آلام الفم والحلق.
• التعب والإرهاق العام: شعور بالإعياء العام والخمول، وهو أمر شائع مع العدوى الفيروسية.

توجيهات هامة لأولياء الأمور للوقاية من مرض اليد والقدم والفم

في حال ملاحظة ظهور أي من أعراض مرض اليد والقدم والفم المذكورة سابقًا على أبنائكم، يُنصح باتباع التوجيهات التالية على الفور:

1. مراجعة الطبيب المختص: يُنصح بزيارة طبيب المدرسة أو طبيب الأطفال الخاص بكم فورًا للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج الملائم لمرض اليد والقدم والفم.
2. عزل الطفل المصاب: يجب عزل الطفل المصاب بالمرض في المنزل بعيدًا عن الأطفال الآخرين، والاستمرار في العزل حتى الشفاء الكامل وزوال جميع الأعراض لمنع انتقال العدوى.
3. التأكيد على ممارسات النظافة الشخصية الفائقة:
   • غسل اليدين بانتظام وباستمرار بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد استخدام المرحاض، قبل إعداد الطعام وتناوله، وبعد ملامسة أي أسطح مشتبه بها.
   • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب والأطباق والمناشف مع الآخرين لمنع انتقال الجراثيم.
4. تطهير وتعقيم الأسطح والأدوات بشكل دوري: بالإضافة إلى العناية بالنظافة الشخصية، من الضروري تطهير جميع الأسطح والأدوات التي قد تكون ملوثة بالفيروس بانتظام، ويشمل ذلك ألعاب الأطفال، مقابض الأبواب، وأي أسطح يتم لمسها بشكل متكرر. المصدر: مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
5. تجنب الاتصال الوثيق المباشر: يجب الحرص على تجنب الاتصال الجسدي الوثيق مع الأشخاص المصابين بمرض اليد والقدم والفم، مثل التقبيل والمعانقة ومشاركة الأطعمة أو الأدوات، للحد من مخاطر انتقال العدوى. المصدر: مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
6. متابعة التحديثات الرسمية: البقاء على اطلاع مستمر بآخر التحديثات والإرشادات الصادرة من إدارة المدرسة ومديرية التربية والتعليم بالجيزة فيما يخص الوضع الصحي ومرض اليد والقدم والفم.

الخلاصة: أهمية التعاون لمواجهة مرض اليد والقدم والفم في المدارس

يُسلط انتشار مرض اليد والقدم والفم في مدرسة ألسن الدولية بالجيزة الضوء على الأهمية البالغة للتعاون المشترك والفعال بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور ومديرية التربية والتعليم لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية الضرورية. فمن خلال تطبيق التعقيم الدوري الشامل، ونشر الوعي الصحي الفعال، والعزل الفوري للحالات المشتبه بها أو المؤكدة، يمكننا الحد بشكل كبير من انتشار هذا المرض، وبالتالي ضمان توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية لجميع الطلاب والأطفال.