برشلونة ودوري الأبطال: صراع مع الزمن لإنقاذ "كامب نو"
أزمة برشلونة: صراع الوقت وملعب كامب نو قبل انطلاق دوري أبطال أوروبا
يواجه نادي برشلونة الإسباني تحدياً مصيرياً قبيل بدء منافسات دوري أبطال أوروبا، بسبب أعمال الصيانة والتجديد الكبيرة التي يشهدها ملعبه التاريخي "سبوتيفاي كامب نو". يتهدد النادي خطر خوض مباريات دور المجموعات على ملعب "مونتجويك" البديل، وهو أمر نفاه رئيس النادي، خوان لابورتا، في تصريحات سابقة. يستعرض هذا المقال تفصيلياً هذه الأزمة، ويبحث في الجهود المبذولة لحلها، بالإضافة إلى السيناريوهات المتوقعة.

طلب برشلونة الاستثنائي ورفض اليويفا
لضمان استضافة المباريات على ملعب "كامب نو" في أقرب وقت، تقدم نادي برشلونة بطلب خاص إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا). كان الطلب يهدف للسماح لبرشلونة بخوض مباراته الافتتاحية في دوري أبطال أوروبا خارج أرضه، بهدف كسب أسبوعين إضافيين لاستكمال أعمال الصيانة والحصول على التراخيص الضرورية للملعب. إلا أن اليويفا أبدى رفضاً أولياً لهذا الطلب، مشدداً على عدم رغبته في وضع استثناءات خاصة بالبطولة، وأن هذا الإجراء يعتبر سابقة تاريخية لم تحدث من قبل. ومع عدم تلقي أي رد رسمي لأسابيع، أصبح واضحاً لنادي برشلونة أن هذا الخيار غير قابل للتحقيق.
سباق برشلونة مع الزمن: تأمين تراخيص ملعب كامب نو
تكمن الأزمة الأساسية في عدم حصول نادي برشلونة على شهادة إتمام الأشغال النهائية من بلدية برشلونة قبل 20 أغسطس 2025. وفي حال لم يستلم النادي هذه الشهادة في غضون أسبوع، سيكون مجبراً على استضافة مباريات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا في ملعب "مونتجويك"، الذي كان مقراً مؤقتاً للفريق الموسم الماضي. يُعزى التأخير في الحصول على ترخيص "الإشغال الأولي" إلى إجراءات إدارية روتينية، الأمر الذي أدى سابقاً إلى تأجيل مباراة كأس خوان جامبر. هذا التأخير يضع برشلونة في وضع حرج للغاية قبيل انطلاق منافسات دوري أبطال أوروبا.

قرعة دوري أبطال أوروبا: أمل برشلونة المعلق على ملعب كامب نو
ينتظر نادي برشلونة بفارغ الصبر نتائج قرعة دوري أبطال أوروبا، أملاً في أن يكون جدول المباريات داعماً لخططه. ففي حال تمكن النادي من الحصول على التراخيص الضرورية لملعب كامب نو قبل موعد مباراته الأولى في البطولة، سيتمكن حينها من استضافة جميع مبارياته في معقله الأصلي.

مستقبل ملعب "كامب نو" وتأثيره على أداء فريق برشلونة
تُعد أعمال التجديد الجارية في "سبوتيفاي كامب نو" جزءاً محورياً من مشروع طموح يسعى لتحويل الملعب إلى أحد أحدث الملاعب العالمية. ورغم هذه الطموحات، تفرض أعمال التجديد تحديات لوجستية كبيرة على النادي، خصوصاً فيما يتعلق باستضافة المباريات. قدرة برشلونة على اللعب في ملعب كامب نو خلال دوري أبطال أوروبا لا ترتبط فقط براحة الجماهير، بل تؤثر بشكل مباشر على أداء الفريق. فخوض المباريات أمام أنصارهم يمنح اللاعبين دفعة معنوية قوية، ويسهم بشكل كبير في تحقيق نتائج إيجابية ومحفزة.

مشروع "إسباي بارسا" (Espai Barça): تفاصيل تحديث ملعب كامب نو
تندرج أعمال التجديد الضخمة في "سبوتيفاي كامب نو" تحت مظلة مشروع "إسباي بارسا" (Espai Barça) الشامل، والذي يهدف إلى تحديث وتوسيع كافة مرافق النادي. يُقدر إجمالي تكلفة هذا المشروع العملاق بأكثر من 1.5 مليار يورو، مما يجعله واحداً من أضخم مشاريع التجديد في تاريخ كرة القدم الأوروبية. بعد الانتهاء من التجديدات، من المتوقع أن تصل سعة ملعب "كامب نو" إلى 105,000 متفرج، ليصبح أكبر ملعب في أوروبا من حيث السعة الاستيعابية. وفي المقابل، تبلغ سعة ملعب "مونتجويك" حوالي 55,926 متفرجاً فقط، وهو ما يترتب عليه خسارة كبيرة في إيرادات التذاكر والدعم الجماهيري عند اضطرار برشلونة للعب خارج معقله الأصلي في "كامب نو".
المصدر: الموقع الرسمي لنادي برشلونة
التحديثات الأخيرة حول موعد عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو
على الرغم من التصريحات السابقة لرئيس النادي في يوليو 2025، تفيد التقارير الحديثة بأن العودة الكاملة لـ "سبوتيفاي كامب نو" قد تشهد تأخيراً إضافياً. فبعد أن كان مخططاً للعودة بسعة جزئية في نوفمبر 2024، تسببت بعض التحديات في تأجيل هذا الموعد. تشير التوقعات الراهنة إلى أن فريق برشلونة قد لا يتمكن من العودة للعب في "كامب نو" حتى أوائل عام 2025 على أقرب تقدير، وقد يمتد التأخير حتى منتصف موسم 2025-2026. هذا يعني أن مباريات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا للموسم الحالي (2024-2025) قد تُقام بالفعل في ملعب "مونتجويك" في حال عدم الحصول على التراخيص المطلوبة بالوقت المحدد. يترتب على هذا التأخير تداعيات مالية كبيرة، حيث يُقدر أن النادي يتكبد خسائر تتراوح بين 15 إلى 20 مليون يورو سنوياً نتيجة اللعب في ملعب بديل ذي سعة أقل.
المصدر: World Soccer Talk
الخلاصة: يواجه نادي برشلونة تحدياً حاسماً قبيل انطلاق دوري أبطال أوروبا، فمصير اللعب على ملعب "كامب نو" يعتمد كلياً على تأمين التراخيص الضرورية في التوقيت المناسب. وفي حال عدم الحصول عليها، سيجبر النادي على استضافة مباريات دور المجموعات في ملعب "مونتجويك"، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على أداء الفريق. يظل الأمل معلقاً على نتائج قرعة دوري الأبطال وقدرة النادي على إنجاز أعمال التجديد في الموعد المحدد. يضيف مشروع "إسباي بارسا" تعقيدات وتطلعات ضخمة، بينما تستمر التحديثات حول موعد العودة، مما يؤكد استمرار هذا التحدي الكبير أمام النادي الكتالوني.