**فخ الاشتراكات: حكم قضائي يعيد صعوبة الإلغاء ويُهدد المستهلكين**
تطورات إلغاء الاشتراكات وقواعد FTC
قاعدة "النقر للإلغاء": ألغت محكمة استئناف فيدرالية قاعدة تابعة للجنة التجارة الفيدرالية (FTC) كانت تهدف إلى حظر الممارسات التي تجعل إلغاء الاشتراكات والعضويات أكثر صعوبة من عملية الاشتراك الأولية. وأبطلت محكمة الاستئناف الأمريكية في سانت لويس قاعدة 'النقر للإلغاء' قبل أيام قليلة من الموعد المقرر لتفعيلها في 14 يوليو، حيث ارتأت أن اللجنة لم تتبع الإجراءات اللازمة عند صياغة القاعدة، وهو ادعاء نفته اللجنة سابقًا. وأكد حكم المحكمة أنها لا 'تتغاضى عن استخدام الممارسات غير العادلة والمضللة في تسويق الخيارات السلبية'.
موقف لجنة التجارة الفيدرالية: لم تعلق لجنة التجارة الفيدرالية رسميًا على الحكم؛ وصرح متحدث باسمها لموقع Checkbook أن اللجنة 'تدرس خياراتها'. ولكن، نظرًا لأن اللجنة تخضع حاليًا لإدارة جمهورية صوتت ضد القاعدة العام الماضي، فمن غير المرجح أن يتم استئناف الحكم. بشكل عام، لم تُظهر إدارة ترامب الثانية دعمًا كبيرًا للقواعد الجديدة التي تهدف إلى تعزيز حماية المستهلك.
ردود الفعل: عبرت إيرين ويت، مديرة حماية المستهلك في اتحاد المستهلكين الأمريكي (Consumer Federation of America)، التي كانت من أشد المؤيدين للقاعدة، عن استيائها على منصة X قائلة: 'من الواضح أن الاستماع إلى 16,000 شخص حقيقي حول فخاخ الاشتراكات لم يكن كافيًا، لأن الشركات التي تستفيد من هذه الفخاخ لم تحصل على فرص كافية لتوضيح مدى عدم رغبتها في التوقف عن حبس المشتركين. منطق أمريكي محكم.'
ما كانت القاعدة ستحققه
انتشار برامج الاشتراك: تنتشر برامج الاشتراك في كل شيء تقريبًا، من خدمات البث التلفزيوني وعضويات الصالات الرياضية إلى الشحنات التلقائية لمستحضرات التجميل والمكملات الغذائية. توفر هذه البرامج فوائد ملحوظة للمستهلكين، مثل الشحن المجاني، والأسعار المخفضة، والراحة، والوصول إلى عروض حصرية.
أسباب القاعدة: ولكن، كما ذكرت Checkbook سابقًا، قامت لجنة التجارة الفيدرالية بإنشاء هذه القاعدة بعد تلقيها آلاف الشكاوى سنويًا حول العقبات المعقدة والمستهلكة للوقت التي يفرضها بعض التجار عند محاولة إلغاء الاشتراكات.
متطلبات الإلغاء: كانت القاعدة ستلزم الشركات بجعل عملية الإلغاء بنفس سهولة الاشتراك: نفس عدد الخطوات ونفس الآلية. فإذا كان الاشتراك يتم بنقرة واحدة عبر الإنترنت، فيجب أن يكون الإلغاء متاحًا بنقرة واحدة أيضًا. وإذا اشترك العميل عبر الهاتف، فيجب أن توفر له الشركة خيار الإلغاء عبر مكالمة هاتفية.
متطلبات الإفصاح: كما كانت القاعدة ستُلزم الشركات التي تقدم اشتراكات بالكشف 'بشكل واضح وبارز' عن المعلومات الأساسية، بما في ذلك قيمة الرسوم المتكررة ومواعيد استحقاقها، والموعد النهائي للإلغاء، وأي زيادة محتملة في السعر الأولي.
التفاؤل السابق: عندما كان من المقرر أن تدخل القاعدة حيز التنفيذ في أكتوبر 2024 (مع تأجيل التطبيق حتى يوليو لمنح الشركات وقتًا للتكيف)، ساد تفاؤل بين دعاة حماية المستهلك بأنها ستُحدث تغييرًا جذريًا في السوق.
رأي الخبراء: في ذلك الوقت، صرحت شينان كافاناغ، مديرة التقاضي في المركز الوطني لقانون المستهلك (National Consumer Law Center)، وهي منظمة غير ربحية، بأن أحكام القاعدة 'المنطقية' ستضمن عدم 'سحب الأموال من حسابات المستهلكين دون علمهم مقابل خدمات أو منتجات لم يعودوا يرغبون فيها'.
الوضع الحالي وكيفية حماية نفسك

توقع الشركات: 'على الرغم من أن هذا الحكم يمثل انتكاسة لمؤيدي القاعدة، إلا أن الخبر السار هو أن العديد من الشركات - خاصة تلك التي تتيح الاشتراك في خدماتها عبر الإنترنت - قد اعتمدت بالفعل سياسات أكثر شفافية'، كتبت تيريزا موراي، مراقبة المستهلك في U.S. PIRG، في منشور لها. 'ليس من المتوقع أن تتراجع هذه الشركات وتغير واجهاتها، على الأقل في المدى القريب'.
قوانين الولايات: أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت العديد من الشركات إلى تبني سياسات إلغاء صديقة للمستهلك هو أن ولايتي كاليفورنيا ونيويورك قد سنّتا قوانين خاصة بهما توفر حماية مماثلة لتلك التي كانت ستفرضها قاعدة لجنة التجارة الفيدرالية.
نصائح للمستهلكين: لكن بغض النظر عن الولاية التي تقيم فيها، يجب على المستهلكين توخي الحذر عند الاشتراك في أي خدمة أو عمليات شراء متكررة. تقترح PIRG اتباع الإرشادات التالية:
اعرف ما توافق عليه: اقرأ جميع الشروط والأحكام بعناية قبل الموافقة.
ابحث عن الخيارات المحددة مسبقًا: انتبه للمربعات التي تكون محددة تلقائيًا وتلزمك بالموافقة على شروط لم تُذكر بوضوح في الإعلان، مثل الرسوم الإضافية أو العروض الترويجية المستمرة عبر البريد الإلكتروني. قم بإلغاء تحديد أي مربعات لا توافق عليها.
استخدم التقويم للتذكير: إذا اشتركت في خدمة ما، سواء لمدة شهر أو سنة، ضع تاريخ الإلغاء في التقويم الخاص بك وأنشئ تذكيرًا قبل الموعد النهائي لتجنب نسيانه.
احذف معلومات الدفع: بعد إلغاء الاشتراك، حاول إزالة معلومات بطاقتك الائتمانية من حسابك لضمان عدم تحصيل رسوم منك لدورة فوترة جديدة.
لا تستسلم لإغراءات البقاء: عند محاولة الإلغاء، قد تقدم بعض الشركات حوافز أو أسعارًا ترويجية مؤقتة لإقناعك بالبقاء. إذا كنت ترغب في الاستمرار ويمكنك تحمل التكلفة، فقد يكون الأمر يستحق النظر، ولكن لا تدعهم يقنعونك بشيء لا تريده حقًا. دوّن تاريخ انتهاء العروض الترويجية حتى تتمكن من الإلغاء قبل ارتفاع السعر.
احذر من عروض التجارب المجانية
مشكلة التجارب المجانية: تعتبر عروض 'التجربة المجانية' إشكالية بشكل خاص. في معظم الحالات، إذا لم تقم بالإلغاء في الوقت المحدد، سيتم محاسبتك على المنتج أو الخدمة 'المجانية'. قد يتم تسجيلك تلقائيًا في برنامج اشتراك مستمر دون أن تدرك ذلك، لأن هذه الشروط لا يتم الكشف عنها بوضوح أو تكون مخفية في التفاصيل الدقيقة.
صعوبة الإلغاء: قد يكون إلغاء الاشتراك صعبًا في أفضل الأحوال، ومستحيلًا إذا وقعت ضحية لعملية احتيال قائمة على تجربة مجانية. وبما أن الشركة تمتلك رقم بطاقتك الائتمانية أو بطاقة الخصم المباشر، التي قدمتها لتغطية تكاليف الشحن والمناولة، يمكنها الاستمرار في تحصيل الرسوم منك.
نصيحة: استخدم بطاقة ائتمان للدفع مقابل أي اشتراكات يتم فوترتها تلقائيًا. ترتبط بطاقات الخصم المباشر بحسابك المصرفي، مما يجعل استرداد الرسوم المتكررة أكثر صعوبة إذا لم تلتزم الشركة بطلب الإلغاء الخاص بك. عند الدفع ببطاقة ائتمان، يمكنك الاعتراض على هذه الرسوم مباشرة لدى جهة إصدار بطاقتك.
الإبلاغ عن المشاكل: إذا كنت تواجه صعوبات في إلغاء برنامج اشتراك أو عضوية، أو تم خداعك بعرض تجربة مجانية، قم بتقديم شكوى إلى لجنة التجارة الفيدرالية والمدعي العام في ولايتك.
دعوى لجنة التجارة الفيدرالية ضد اشتراكات أمازون برايم ما زالت مستمرة
تأثير الحكم: لا يؤثر حكم محكمة الاستئناف على الدعوى القضائية التي رفعتها لجنة التجارة الفيدرالية ضد شركة أمازون في يونيو 2023.
اتهامات أمازون: كما ذكرت Checkbook في ذلك الوقت، تتهم اللجنة أمازون بتسجيل العملاء في برنامج Prime دون موافقتهم الصريحة وجعل عملية إلغاء الاشتراك صعبة ومعقدة عمدًا - وهو اتهام تنفيه أمازون.
تطورات المحاكمة: وفقًا لـ Courthouse News Service، من المقرر أن تبدأ المحاكمة في أواخر سبتمبر. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وجه قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية جون تشون توبيخًا لأمازون ومحاميها، مشيرًا إلى أن 'سلوكهم أثناء الكشف عن المستندات يرقى إلى سوء النية' بعد أن وجدت المحكمة أن أمازون 'حجبت ما يقرب من 70,000 وثيقة' حتى عشية الموعد النهائي للكشف عنها في أبريل وما بعده. وكتب القاضي: 'قد يؤدي سلوك مماثل في المستقبل إلى فرض عقوبات أكثر خطورة'.