بالانتير في عهد ترامب: صعود شركة البيانات المثيرة للجدل في واشنطن.
بالانتير تحقق نجاحاً كبيراً في واشنطن في عهد ترامب
شهدت شركة بالانتير (Palantir)، المتخصصة في تحليل البيانات المدعمة بالذكاء الاصطناعي، توسعاً كبيراً في أعمالها مع إدارة ترامب، لتبرز كشركة تطوير برمجيات محورية للحكومة. وقد استفادت بالانتير بشكل ملحوظ من جهود الإدارة لخفض التكاليف، مما أدى إلى ارتفاع كبير في سعر أسهمها ونمو ملحوظ في إيراداتها، لتصبح الحكومة الأمريكية أكبر عملائها.
تأسست الشركة بمشاركة بيتر ثيل، وهو من أبرز حلفاء الرئيس ترامب وداعميه، كما أن الشريك المؤسس جو لونسديل له أيضاً علاقات قوية مؤيدة لترامب. أما الرئيس التنفيذي للشركة، أليكس كارب، فقد أدلى بتصريحات علنية تعبر عن دعم الشركة لتوجهات الإدارة.
تعتمد تقنية بالانتير على برامج متقدمة لمعالجة وتحليل وفرز واكتشاف الأنماط وتنظيم وتصور كميات ضخمة من البيانات. وتُستخدم هذه البرامج على نطاق واسع في مجالات الدفاع والمخابرات والعديد من الوكالات الحكومية. ومن أبرز تطبيقاتها نظام Maven Smart System المخصص للاستهداف العسكري، بالإضافة إلى منصة Foundry التي تُستخدم في عدة وكالات حكومية. ووفقًا لتقارير حديثة، فإن نظام Maven يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي وقدرات التعلم الآلي لمسح وتحديد أنظمة العدو، حيث يقوم بدمج البيانات من مصادر استخباراتية متنوعة مثل صور الأقمار الصناعية والبيانات الجغرافية المكانية للكشف التلقائي عن الأهداف المحتملة، مما يسرّع دورة الاستهداف بشكل كبير.
وتعمل الشركة حالياً على توحيد مجموعات البيانات عبر الوكالات الحكومية، مثل مصلحة الضرائب الأمريكية وإدارة الضمان الاجتماعي، مما يسهل تبادل المعلومات وتحليلها. كما تقوم بالانتير بتقديم الدعم لجهود أوكرانيا وإسرائيل في غزة.
لتعزيز نفوذها في واشنطن، قامت بالانتير ببناء شبكة تأثير واسعة، شملت توظيف مسؤولين حكوميين سابقين ضمن ما يُعرف بـ 'الباب الدوار' بين القطاعين العام والخاص. كما زادت الشركة من أنشطتها في مجال الضغط (اللوبي) بشكل ملحوظ، وعقدت شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات المقاولة الحكومية التقليدية مثل أكسنتشر وديلويت وبوز ألين. وقد أسست بالانتير أيضاً مؤسسة غير ربحية تهدف إلى التأثير على السياسات من خلال الأبحاث والمؤتمرات والتعليقات العامة.
على الرغم من نجاحها، واجهت بالانتير العديد من الجدالات والمخاوف الأخلاقية. فقد أُثيرت تساؤلات حول خصوصية البيانات التي تتعامل معها، ووجهت إليها انتقادات شديدة بسبب تعاونها مع وكالة الهجرة والجمارك (ICE) في تتبع وترحيل المهاجرين غير الشرعيين. كما أثارت سرية عملياتها وارتباطاتها بعالم المخابرات مخاوف بشأن الشفافية، ووصف مدافعو الحقوق المدنية أدواتها بأنها تشبه 'الأخ الأكبر' الذي يراقب الأفراد.
في الختام، تستمر بالانتير في ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في قطاع الدفاع والمخابرات الأمريكي، مستفيدة من علاقاتها الوثيقة مع الإدارة والإنفاق الحكومي المتزايد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، على الرغم من الجدل الذي يحيط ببعض ممارساتها.

```