ستيف وزنياك يتبرع بثروته من أبل: "السعادة أهم من المال والسلطة"
ستيف وزنياك: الأسطورة المؤسسة لشركة أبل يتبرع بثروته ويواصل كفاحه ضد احتيال العملات المشفرة

ستيف وزنياك: العقل المدبر وراء تأسيس شركة أبل، فاجأ العالم بقراره التبرع بكامل ثروته من الشركة، مؤكداً أن الثراء والسلطة ليسا محور حياته. جاء هذا الإعلان الحاسم تعليقاً على نقاش دار حول "قراره السيئ" ببيع أسهمه في أبل خلال الثمانينيات، والذي كان يمكن أن يجعله يمتلك تريليونات الدولارات اليوم.
كان وزنياك: المعروف بتصميمه المبتكر لجهاز أبل II، شخصية رائدة في بدايات عصر الكمبيوتر الشخصي. بعد مغادرته لشركة أبل في منتصف الثمانينيات، أسس مؤسسة الحدود الإلكترونية (Electronic Frontier Foundation)، ودعم متحف ديسكفري للأطفال في سان خوسيه. قضى العقود الأربعة الماضية في مجالات العمل الخيري والخطابة العامة وتأسيس مجموعة متنوعة من الشركات التقنية، بما في ذلك شركة تهدف إلى تقليل الحطام المداري.
ما يبرز مكانته: كإحدى الشخصيات العظيمة في تاريخ التكنولوجيا، هو أنه رغم عقود من العمل في قطاع التقنية ووصوله إلى ثروة هائلة، إلا أنه حافظ على هدوئه وبساطته إلى حد كبير.
المعركة القانونية ضد يوتيوب: حماية المستخدمين من احتيال العملات المشفرة
في الآونة الأخيرة: ومع احتفاله بعيد ميلاده الخامس والسبعين، ظهر وزنياك في قسم التعليقات على موقع Slashdot، حيث كان هناك نقاش حول دعواه القضائية المستمرة ضد يوتيوب. تتناول الدعوى استغلال محتالين لصورته في عمليات احتيال تهدف إلى سرقة العملات المشفرة. أشار أحد المعلقين إلى بيع وزنياك لأسهمه في أبل خلال الثمانينيات، التي كان من الممكن أن تقدر قيمتها اليوم بتريليونات الدولارات، معلقاً: "رجل ذكي. مهندس عظيم. قرار سيء. يحدث لنا جميعًا."
كان رد وزنياك: حاسماً وذا مغزى: "لقد تبرعت بكل ثروتي من أبل لأن الثروة والسلطة ليسا ما أعيش لأجله." وأضاف: "أنا أتمتع بالكثير من المرح والسعادة. لقد مولت العديد من المتاحف الهامة والمجموعات الفنية في سان خوسيه، مدينة ميلادي، وقد أطلقوا اسم شارع علي تكريماً لعملي الجيد. أنا الآن أتحدث علنًا وقد وصلت إلى القمة. ليس لدي أي فكرة عن حجم ثروتي الآن، ولكن بعد التحدث لمدة 20 عامًا، قد تكون حوالي 10 ملايين دولار بالإضافة إلى منزلين. لم أبحث أبدًا عن أي نوع من التهرب الضريبي. أكسب المال من عملي وأدفع حوالي 55% ضرائب مجتمعة عليه. أنا أسعد شخص على الإطلاق. الحياة بالنسبة لي لم تكن أبدًا تدور حول الإنجاز، بل حول السعادة، وهي الابتسامات مطروحًا منها التجهم. لقد طوّرت هذه الفلسفات عندما كنت في سن 18-20 عامًا ولم أتخل عنها أبدًا."
تُفصّل الدعوى القضائية: المرفوعة من ستيف وزنياك و17 مدعياً آخرين ضد يوتيوب وجوجل، استخدام المحتالين لصورته وفيديوهاته للترويج لعمليات احتيال مزيفة بـ "هدية بيتكوين". تقوم هذه العمليات على اختراق قنوات يوتيوب شهيرة، وانتحال شخصية مشاهير التقنية، واستضافة فعاليات بث مباشر وهمية تعد بمضاعفة أي عملة مشفرة يتم إرسالها إلى حساب معين. وقد تكبد الضحايا خسائر فادحة؛ على سبيل المثال، خسرت جينيفر ماريون 59 ألف دولار في إحدى هذه العمليات الاحتيالية (CBS News، 2025-08-10) .
يزعم وزنياك والمدعون الآخرون: أن يوتيوب كانت تعلم بهذه الممارسات الاحتيالية، بل واستضافتها وروجت لها وحققت أرباحاً منها لسنوات، كما فشلت في إزالة مقاطع الفيديو الاحتيالية بسرعة على الرغم من الإبلاغات المتكررة. في البداية، استند يوتيوب في دفاعه إلى المادة 230 من قانون آداب الاتصالات (CDA)، التي تمنح مقدمي خدمات الكمبيوتر التفاعلية حصانة عامة من المسؤولية عن المحتوى الذي ينشره أطراف ثالثة (Justia، 2024-04-02) .
ومع ذلك: ألغت محكمة استئناف في كاليفورنيا جزئياً قراراً سابقاً لمحكمة أدنى (بتاريخ 15 مارس 2024، وُعدّل في 2 أبريل 2024)، مشيرة إلى أن شارات التحقق التي تمنحها يوتيوب، عند تطبيقها على قنوات مخترقة تروج لعمليات الاحتيال، يمكن اعتبارها محتوى خاصاً بيوتيوب ومساهمة "مادية" في عدم شرعية الاحتيال. هذا القرار يفتح الباب أمام استمرار قضية وزنياك، لا سيما فيما يتعلق بشارات التحقق، وقد يحدد حدوداً جديدة لحصانة يوتيوب بموجب المادة 230 (Bloomberg Law، 2024-03-15) .