آبل تستثمر 100 مليار دولار إضافية في التصنيع الأمريكي لتجنب رسوم ترامب المحتملة

```html

استثمارات آبل الضخمة في التصنيع الأمريكي: التزام بـ 600 مليار دولار

تفاصيل الاستثمار الجديد وتداعياته


جهاز حاسوب ماكنتوش 128K
جهاز حاسوب "ماكنتوش 128K" الأصلي، وهو يمثل رمزاً لبدايات شركة آبل في الابتكار والتصنيع الذي غيّر شكل الحوسبة الشخصية.
Macintosh 128K” — المصدر: Wikimedia Commons. License: CC BY-SA 3.0.

إعلان آبل: كشفت شركة آبل عن خططها لضخ استثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في قطاع التصنيع بالولايات المتحدة، ليرفع هذا الالتزام الجديد إجمالي استثمارات آبل الموجهة للتصنيع الأمريكي إلى 600 مليار دولار. يأتي هذا الإعلان بناءً على إعلان سابق للشركة بتخصيص 500 مليار دولار على مدى السنوات الأربع أو الخمس المقبلة لتعزيز بصمتها الصناعية المحلية.

استجابة للضغوط: يأتي هذا الإعلان كاستجابة للضغوط المتزايدة من الإدارة الأمريكية على آبل لتحويل جزء أكبر من عمليات إنتاجها إلى الأراضي الأمريكية. كان الرئيس دونالد ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على هواتف آيفون التي لا يتم تصنيعها في الولايات المتحدة.

تكاليف الرسوم الجمركية: صرح ترامب علنًا بأنه طلب من الرئيس التنفيذي لآبل، تيم كوك، التوقف عن تصنيع أجهزة آيفون المخصصة للسوق الأمريكية في الهند، التي أصبحت مركزًا رئيسيًا للإنتاج بعد تنويع الشركة لسلاسل إمدادها بعيدًا عن الصين. وقد تحملت آبل بالفعل تكاليف باهظة بلغت 800 مليون دولار بسبب الرسوم الجمركية المفروضة، مع توقعات بتكاليف إضافية قدرها 1.1 مليار دولار في الربع المالي الحالي.

برنامج التصنيع الأمريكي (AMP): يشمل الاستثمار الجديد إطلاق "برنامج التصنيع الأمريكي" (AMP)، الذي يهدف إلى نقل المزيد من مراحل سلسلة إمداد آبل وعمليات التصنيع المتقدمة إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دعم الشركات الأمريكية الأخرى لتصنيع المكونات محليًا.

دعم البيت الأبيض: في هذا السياق، صرحت تايلور روجرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، بأن هذا الإعلان "سيدعم الوظائف والشركات الأمريكية، وسيساهم في إعادة توطين إنتاج المكونات الحيوية لحماية الأمن الاقتصادي والوطني للولايات المتحدة".

الالتزامات السابقة والتوسع: كانت آبل قد كشفت سابقًا عن خطط لاستثمار 500 مليار دولار في التصنيع والابتكار، تشمل إنشاء منشأة ضخمة بمساحة 250,000 قدم مربع لتصنيع خوادم الذكاء الاصطناعي بالقرب من هيوستن، وتأسيس "أكاديمية آبل للتصنيع" في ميشيغان، وتوظيف 20 ألف موظف جديد مع التركيز على البحث والتطوير، هندسة الرقائق، والذكاء الاصطناعي، حسبما أعلنت الشركة.

توسيع الصندوق: كما يتضمن هذا الالتزام مضاعفة "صندوق آبل للتصنيع المتقدم" من 5 مليارات دولار إلى 10 مليارات دولار، وتوسيع فرق العمل والمرافق في ولايات متعددة مثل ميشيغان، تكساس، كاليفورنيا، أريزونا، نيفادا، أيوا، أوريغون، كارولينا الشمالية، وواشنطن.

التحديات والتوجهات المستقبلية



تحديات نقل التصنيع: على الرغم من هذه الاستثمارات الضخمة، يجمع الخبراء على أن نقل تصنيع هواتف آيفون بالكامل إلى الولايات المتحدة يواجه تحديات هائلة، أبرزها نقص العمالة الماهرة، ومحدودية موارد سلاسل الإمداد المحلية، فضلًا عن ارتفاع تكاليف العمالة.

تفادي الأضرار: ومع ذلك، يعتقد محللون أن آبل قد تتمكن من تفادي الأضرار الكبيرة الناجمة عن الرسوم الجمركية، بفضل العلاقة الوثيقة التي تجمع تيم كوك بالإدارة الأمريكية وخبرته العميقة في إدارة سلاسل الإمداد العالمية.

توجه عمالقة التكنولوجيا: تندرج هذه الخطوة ضمن توجه أوسع لعمالقة التكنولوجيا نحو تعزيز بصمتهم التصنيعية في أمريكا، حيث التزمت شركات رائدة مثل "تكساس إنسترومنتس"، و"TSMC"، و"إنفيديا" باستثمارات كبرى في التصنيع الأمريكي، مدفوعة بمبادرات مثل قانون الرقائق والعلوم (CHIPS and Science Act) الذي يهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة في هذا القطاع الحيوي.

خاتمة: تُظهر هذه الاستثمارات التزام آبل المتزايد بالاستدامة والتوطين الاقتصادي في الولايات المتحدة، مع مواجهة تحديات كبيرة تتطلب إستراتيجيات مرنة ومبتكرة.

```
Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url