النفيسي يحسم الجدل: "طوفان الأقصى" صدمة وجودية لإسرائيل.. وتحول صادم بمواقف الإخوان
القضية الفلسطينية وتداعيات "طوفان الأقصى": تحليل معمق وتحولات إقليمية
هل ما زالت القضية الفلسطينية في قلب الأحداث؟ وكيف غيرت عملية "طوفان الأقصى" المشهد في الشرق الأوسط؟ اكتشف معنا الرؤى والتحولات التي شهدتها المنطقة، من صدمة إسرائيل الوجودية إلى تبدل المواقف الإقليمية، مرورًا بدور القوى الكبرى.
القضية الفلسطينية مركز الصراع: منظور المفكر عبد الله النفيسي
تظل القضية الفلسطينية المحور الأساسي للصراع في الشرق الأوسط، وهذا ما يؤكده بقوة المفكر الكويتي البارز، عبد الله النفيسي. في تحليل شامل، يلقي النفيسي الضوء على تداعيات عملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل والمنطقة بأسرها. يرى النفيسي أن هذه العملية شكّلت صدمة عميقة لإسرائيل، بل وصفها بـ "الصدمة الوجودية" التي أجبرتها على إعادة تقييم شامل لمنظومتها الأمنية والعسكرية. ومع ذلك، يبدي النفيسي تحفظات على نتائج العملية على المدى السياسي، مشيرًا إلى احتمالية أن تكون هذه النتائج سلبية على القضية الفلسطينية نفسها.
"طوفان الأقصى" يقلب المواقف: تحول ملحوظ لدى الإخوان وحلفاء حماس
لم يقتصر تأثير "طوفان الأقصى" على إسرائيل فحسب، بل امتد ليشمل تحولات واضحة في مواقف بعض الأطراف الإقليمية والفصائل، وخاصة داخل أو بين بعض المنتمين لـ جماعة الإخوان المسلمين تجاه حركة حماس وعملية 7 أكتوبر 2023. فبعد موجة أولية من الإشادة والاحتفاء بالهجوم، بدأت أصوات تنتمي لهذا التيار تظهر لتنتقد العملية بشدة وتصفها بأنها "خطأ كارثي" كانت له تبعات مدمرة.
لنتأمل هذا التحول: المفكر عبد الله النفيسي نفسه، الذي سبق ذكره، انتقد الهجوم معتبراً إياه "اجتهاداً فردياً" لقادة ميدانيين في حماس، مشيراً إلى أن القيادة السياسية للحركة لم تكن على علم به. مثال آخر يتجلى في تصريح لـ موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لـ حماس، حيث ذكر أنه لو كان يعلم حجم الدمار والتبعات التي ستنتج عن الهجوم، لما أيده.
يعكس هذا التبدل في الموقف استراتيجية تاريخية لدى جماعة الإخوان المسلمين في تعديل خطابها ومواقفها بناءً على تقلبات الظروف السياسية، وفي محاولة للتنصل من المسؤولية عن النتائج السلبية أو الكارثية لأحداث مرتبطة بها أو بحلفائها. هذا التذبذب يثير تساؤلات جادة حول مدى ثبات التزام هذه الجماعات بـ القضية الفلسطينية كهدف استراتيجي، أم أنها تستخدمها كوسيلة لتحقيق مصالح سياسية آنية.
القوة الإقليمية الإيرانية والتوازنات الجديدة في الشرق الأوسط
لا يمكن فهم المشهد الحالي دون الأخذ في الاعتبار دور إيران كقوة إقليمية متنامية ومؤثرة في الشرق الأوسط. يرى النفيسي أن التفاهم السعودي الإيراني الذي تم مؤخراً يمثل خطوة إيجابية في سياق بناء استقرار إقليمي، ولكنه يشدد في الوقت ذاته على ضرورة أن تراقب الولايات المتحدة عن كثب الدور الإيراني لضمان عدم الإخلال بالتوازنات الحساسة. هذا المزيج من التقارب الإقليمي والرقابة الخارجية يشكل تحدياً معقداً يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مسار القضية الفلسطينية ومستقبل المنطقة ككل.
القضية الفلسطينية في مفترق طرق حاسم
تضعنا الأحداث الأخيرة، من تداعيات "طوفان الأقصى" إلى التحولات في مواقف الأطراف المختلفة ودور القوى الإقليمية، أمام مرحلة بالغة التعقيد والحساسية بالنسبة لـ القضية الفلسطينية. هذه المرحلة تتطلب إعادة تقييم شاملة للاستراتيجيات المتبعة والمواقف المعلنة. الهدف يجب أن يكون واضحاً: تحقيق حل عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ويساهم في استقرار الشرق الأوسط. التحدي الأكبر يكمن في تجاوز الحسابات الضيقة والأجندات السياسية الآنية، والعمل بجدية ومسؤولية نحو بناء مستقبل أفضل يقوم على العدل والسلام للجميع.
```