باريس سان جيرمان والثلاثية التاريخية: هل تنجح خطة إنريكي وكامبوس في بناء فريق الأبطال؟

هل تحلم جماهير باريس سان جيرمان باللحظة التاريخية التي يرفع فيها فريقها الكأس الأغلى في أوروبا، ليكمل مشوار الظفر بالثلاثية التاريخية (الدوري، الكأس، دوري أبطال أوروبا)؟ هذا الحلم الكبير لم يعد مجرد أمنية بعيدة، بل أصبح هدفًا واضحًا يسعى النادي الباريسي لتحقيقه بخطة جديدة ومختلفة.

في خطوة استراتيجية مهمة، يسعى باريس سان جيرمان، بقيادة الثنائي لويس إنريكي (المدير الفني) ولويس كامبوس (المستشار الرياضي)، للانتقال من الاعتماد المفرط على أسماء النجوم الكبرى إلى بناء فريق متجانس وقوي، يرتكز على العمل الجماعي والانضباط التكتيكي. هذه "الثورة" في أسلوب البناء تهدف لخلق منظومة كروية متكاملة قادرة على مواجهة أقوى الفرق في العالم.

تتمحور خطة باريس سان جيرمان الحالية حول عدة ركائز أساسية. أولاً، التركيز على ضم لاعبين شباب موهوبين وآخرين يتمتعون بالخبرة ولكنهم يخدمون الفكر التكتيكي للمدرب. ثانياً، منح الثقة للاعبين المتواجدين وتطوير قدراتهم، خاصة من أبناء أكاديمية النادي. ثالثاً، والأهم، هو غرس ثقافة الفريق فوق الفرد، وهو ما يعمل عليه لويس إنريكي بشكل مكثف في غرفة الملابس وأرض الملعب.

لويس كامبوس، برؤيته الثاقبة في بناء الفرق، يعمل على توفير العناصر المناسبة التي تتوافق مع فلسفة إنريكي الهجومية والضاغطة. المدرب الإسباني، بخبرته التي قادته لتحقيق الثلاثية سابقاً مع برشلونة، يطبق أسلوب لعب يتطلب جهداً بدنياً عالياً وفهماً تكتيكياً دقيقاً من جميع اللاعبين، بهدف تحويل باريس سان جيرمان إلى قوة لا يستهان بها على الساحة الأوروبية.

لا شك أن الطريق نحو الثلاثية التاريخية محفوف بالصعاب والمنافسة الشرسة. لكن الأداء الذي يقدمه الفريق هذا الموسم، والتطور الملحوظ في التماسك الدفاعي والفعالية الهجومية المنظمة، يشير إلى أن خطة لويس إنريكي ولويس كامبوس بدأت تؤتي ثمارها. الفريق يبدو أكثر توازناً واعتماداً على العمل الجماعي، وهو ما كان ينقص باريس سان جيرمان في السنوات الماضية رغم امتلاكه نجوماً عالميين.

مع اقتراب نهاية الموسم، تزداد الآمال في تحقيق إنجاز غير مسبوق للنادي الفرنسي. فهل يتمكن باريس سان جيرمان أخيراً من معانقة الثلاثية التاريخية وكتابة فصل جديد ولامع في تاريخ النادي والكرة الفرنسية؟ العمل الجاد مستمر، والأهداف واضحة، والأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال الذي يشغل بال عشاق النادي الباريسي حول العالم.