إغلاق مؤسسة البث العام الأمريكية: تهديد للإعلام المحلي والأمن القومي.
إغلاق مؤسسة البث العام (CPB) وتداعياته على الإعلام الأمريكي
إعلان الإغلاق: تتجه مؤسسة البث العام (CPB) نحو الإغلاق الكامل بعد قرار الكونغرس الأخير بوقف تمويلها الفيدرالي، في خطوة تأتي بعد عقود من الدعم الحكومي للإعلام العام في الولايات المتحدة. يعكس هذا الإغلاق نهاية حقبة استمرت لما يقرب من ستة عقود، حيث كانت المؤسسة حجر الزاوية للبرامج التعليمية والثقافية وحتى تنبيهات الطوارئ التي تصل إلى جميع أرجاء البلاد.
تعريف المؤسسة: مؤسسة البث العام (CPB) هي شركة خاصة غير ربحية أنشأها الكونغرس في عام 1967، وتعمل كوصي على استثمارات الحكومة الفيدرالية في قطاع الإعلام العام. تقوم المؤسسة بتوزيع أكثر من 70% من تمويلها على ما يزيد عن 1500 محطة إذاعية وتلفزيونية محلية في جميع أنحاء البلاد، لضمان وصول الجميع إلى محتوى غير تجاري وعالي الجودة. لمزيد من المعلومات، يمكن زيارة الموقع الرسمي للمؤسسة.
تداعيات قرار وقف التمويل على الإعلام العام
دور المؤسسة: لطالما كانت مؤسسة البث العام، التي تأسست عام 1967 كمنظمة غير ربحية خاصة، مسؤولة عن توجيه الأموال الفيدرالية إلى محطات الإعلام العام مثل NPR و PBS، لدعم إنتاج المحتوى التعليمي والثقافي ونظم تنبيهات الطوارئ.
تأثير على الوظائف: مع إعلان الإغلاق، ستتأثر غالبية الوظائف البالغ عددها حوالي 100 في المؤسسة، حيث ستُلغى بحلول 30 سبتمبر 2025، مع بقاء فريق صغير حتى يناير 2026 لضمان إغلاق منظم.
خلفيات سياسية ودعم شعبي للتمويل
الانتقادات السياسية: لطالما كان الإعلام العام، وخاصة NPR و PBS، هدفًا للانتقادات من قبل الرئيس ترامب وحلفائه الجمهوريين، الذين يزعمون وجود تحيز ليبرالي وتبديد لأموال دافعي الضرائب. وقد حاول ترامب سابقًا إقالة أعضاء مجلس إدارة المؤسسة.
الدعم الشعبي: على الرغم من هذه الاتهامات، أظهر استطلاع حديث أجرته Harris Poll أن 66% من الأمريكيين يدعمون التمويل الفيدرالي للإذاعة العامة، ويعتبرونه ذا قيمة جيدة. يشمل هذا الدعم 58% من الجمهوريين و 77% من الديمقراطيين.
مستقبل الإعلام العام وتحديات البقاء
أهمية الإعلام العام: تبرز أهمية الإعلام العام بشكل خاص في دوره كمصدر حيوي لتنبيهات الطوارئ أثناء الكوارث الطبيعية مثل العواصف والفيضانات وحرائق الغابات، مما يجعل وقف تمويله خطرًا على الأمن العام.
مبادرات محلية: في ظل هذه الأزمة، أظهرت بعض المحطات، مثل Nashville Public Media و Louisville Public Media و KUOW في سياتل، زيادة كبيرة في التبرعات، مما يشير إلى دعم شعبي محتمل يمكن أن يساعد في تخفيف حدة التأثير.
التطورات القانونية: كما أن المؤسسة أسقطت دعواها القضائية التي تحدت محاولات ترامب لإقالة أعضاء مجلس إدارتها، في إشارة إلى انتصاره السياسي في هذا الملف.
خاتمة وتساؤلات: هذا الإغلاق، الذي يعد الأول من نوعه منذ ما يقرب من 60 عامًا، يمثل نقطة تحول حاسمة في مستقبل الإعلام العام في الولايات المتحدة، ويثير تساؤلات حول كيفية استمرارية هذه المؤسسات الحيوية في تقديم خدماتها دون دعم فيدرالي.
