أونتاريو تلغي صفقة ستارلينك بقيمة 100 مليون دولار: رد على ترامب أم حماية للمصالح المحلية؟
ألغت أونتاريو عقد ستارلينك: تصعيد في الحرب التجارية الكندية الأمريكية

ألغت حكومة أونتاريو الكندية عقدًا بقيمة 100 مليون دولار كندي مع شركة ستارلينك لخدمات الإنترنت الفضائي، وذلك في خطوة تصعيدية جاءت ردًا على التعريفات التجارية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد أثار هذا الإلغاء مخاوف واسعة بشأن توفر الإنترنت عالي السرعة للمجتمعات النائية في شمال أونتاريو، والتي كانت تعتمد على هذا العقد لتوصيل الخدمة لـ 15 ألف منزل وشركة.
تفاصيل العقد الملغى وموقف حكومة أونتاريو

تم توقيع العقد في نوفمبر الماضي (2024)، وكان من المفترض أن يبدأ العمل به في يونيو 2025، ويشمل تغطية تكاليف الأجهزة والتركيب. ووفقًا لتصريحات رئيس الوزراء دوج فورد، فإن أونتاريو لن تتعامل مع أي جهة "عازمة على تدمير اقتصادنا"، مؤكدًا أن الحكومة ستحظر الشركات الأمريكية من المشاركة في عقود المشتريات الحكومية في المقاطعة.
البحث عن بدائل محلية وتصريحات المعارضة

كشفت المصادر الحكومية أن إنهاء العقد تطلب دفع رسوم إلغاء، لم يتم الإفصاح عن قيمتها الدقيقة، لكنها أقل بكثير من قيمة العقد الأصلية البالغة 100 مليون دولار. وتعمل أونتاريو حاليًا على البحث عن حلول بديلة لضمان وصول مستقر وطويل الأمد للإنترنت فائق السرعة في جميع أنحاء المقاطعة، مع إعطاء الأولوية للبنية التحتية الكندية. وقد دعا قادة المعارضة، مثل سول مامكوا (عضو برلمان الحزب الديمقراطي الجديد في أونتاريو) وماريت ستايلز (زعيمة المعارضة الرسمية)، إلى حلول محلية الصنع، مؤكدين أن الإنترنت أصبح خدمة أساسية لا غنى عنها.
رد إيلون ماسك وتصعيد الإجراءات الكندية

جاء رد إيلون ماسك، مؤسس شركة ستارلينك، على إلغاء العقد بعبارة مقتضبة على وسائل التواصل الاجتماعي: "لا بأس". وتجدر الإشارة إلى أن دعم ماسك للرئيس الأمريكي السابق وتصريحاته المثيرة للجدل حول كندا كانت ضمن العوامل التي أدت إلى تصاعد التوترات.

ولم يقتصر الرد الكندي على إلغاء عقد ستارلينك، بل شملت الإجراءات الانتقامية الأخرى سحب المشروبات الكحولية الأمريكية من المتاجر وحظر الشركات الأمريكية من المناقصات الحكومية التي تبلغ قيمتها الإجمالية 30 مليار دولار كندي سنويًا، بالإضافة إلى عقود خطة البنية التحتية البالغة 200 مليار دولار كندي. هذه الإجراءات تعكس استعداد أونتاريو لاستخدام كل أدواتها في مواجهة ما تعتبره هجمات اقتصادية على المقاطعة والدولة.
آفاق المستقبل والالتزام بالإنترنت واسع النطاق


تبحث أونتاريو عن بدائل قوية، مع التركيز على شبكات الألياف البصرية التي يعتبرها البعض أسرع وأكثر استدامة من الإنترنت الفضائي في بعض المناطق. وتؤكد الحكومة التزامها بتوفير الإنترنت واسع النطاق لجميع سكان أونتاريو، بغض النظر عن موقعهم.
تعتبر البنية التحتية للإنترنت في المناطق النائية أمرًا حيويًا للتنمية الاقتصادية والوصول إلى الخدمات الأساسية. ومع استمرار التوترات التجارية، يبقى تأثير القرارات الحكومية واضحًا على الاقتصاد والمواطنين. هذه التطورات تسلط الضوء على أهمية التحول الرقمي وتأثيرها على الحياة اليومية.