ترامب يعيد توجيه أموال تحديث الصواريخ النووية لتجديد طائرته الرئاسية الفاخرة.

تمويل طائرة الرئاسة الأمريكية الجديدة: تفاصيل مثيرة حول صفقة ترامب وطائرة بوينغ 747-8 المدعومة من قطر

خصص وزير الدفاع بيت هيغسيث موارد مالية ضخمة لمشروع طائرة الرئاسة الأمريكية الجديدة، والتي من المقرر أن تخدم الرئيس ترامب. في خطوة مفاجئة، نقل البنتاغون 934 مليون دولار من مشروع "سنتينل" (Sentinel)، وهو مبادرة حيوية تبلغ قيمتها 77.7 مليار دولار مخصصة لتحديث الصواريخ النووية الأمريكية الأرضية، وذلك لتمويل مشروع "سري" يتعلق بالطائرة الرئاسية.



يُعد مشروع "سنتينل"، الذي بدأ في عام 2020، مبادرة استراتيجية لتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) جديد يُعرف باسم LGM-35A Sentinel ليحل محل نظام Minuteman III القديم. يهدف هذا المشروع إلى تحديث الترسانة النووية الأمريكية وضمان قدراتها الرادعة لعقود قادمة. ومع ذلك، واجه المشروع تحديات جمة حيث تجاوز ميزانيته الأولية وتأخر عن الجدول الزمني، ومن المتوقع أن تصل تكلفته الإجمالية إلى 160 مليار دولار. على الرغم من هذه التحديات، أكد مسؤولون في سلاح الجو أن جزءًا من الأموال المحولة سيُخصص لتجديد طائرة بوينغ 747-8، التي مولتها قطر، لتلبية المتطلبات الخاصة وتفضيلات الرئيس ترامب.



اكتفت وزارة الدفاع بالقول إن الأموال ستوجه نحو مشروع "سري"، مع الإشارة إلى أن الطائرة القطرية، التي تُقدر قيمتها بـ 400 مليون دولار، ستصبح الطائرة الرئاسية الأمريكية الجديدة. في شهر يونيو، صرح وزير القوات الجوية، تروي ماينك، بأن تكلفة تجديد الطائرة الجديدة ستكون "أقل من 400 مليون دولار". تم تسليم الطائرة من قطر إلى الولايات المتحدة في شهر مايو، بعد أسابيع من الجدل حول تضارب المصالح المحتمل في قرار ترامب بقبول هذه الهدية.



رفضت الإدارة مناقشة أي تفاصيل أخرى تتعلق بالطائرة، مدعية أن المعلومات مصنفة. ومع ذلك، صرح خبراء الطيران لشبكة إن بي سي نيوز في شهر مايو بأن التكلفة الإجمالية لتجديد الطائرة قد تتجاوز مليار دولار، وقد يستغرق إكمالها سنوات. يُضاف هذا المبلغ إلى الـ 4 مليارات دولار التي تدفعها الولايات المتحدة لشركة بوينغ مقابل طائرات رئاسية جديدة تخدم الرئيس الأمريكي، والمعروفة باسم "سلاح الجو واحد" (Air Force One). طائرات الرئاسة الأمريكية، وهي في الأساس طائرات بوينغ 747-200B معدلة، تتميز بقدرات متقدمة كنقطة قيادة متنقلة، ومرافق طبية مجهزة، وأنظمة اتصالات آمنة، بالإضافة إلى قدرتها على التزود بالوقود جوًا.



تتميز طائرة بوينغ 747-8 بـمواصفات داخلية فاخرة تشمل غرفة معيشة في الطابق العلوي تضم أريكة على شكل حرف L، ورفوف كتب مدمجة، وتلفزيون بشاشة كبيرة. وقد أشاد ترامب بحصول الإدارة على الطائرة في وقت سابق من هذا العام، متجاهلاً الانتقادات الواسعة من الحزبين بأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تقبل مثل هذه الهدية. وقال ترامب في مايو: "لن أكون من يرفض مثل هذا العرض". "أعني، يمكن أن أكون شخصًا غبيًا وأقول: 'لا، لا نريد طائرة مجانية باهظة الثمن'."



ستعمل الطائرة التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار كطائرة الرئاسة الأمريكية لترامب، ثم سيتم نقلها إلى مكتبته الرئاسية بمجرد مغادرته البيت الأبيض. تشمل الهدايا الأخرى التي ستؤول إلى مكتبته الرئاسية دفعة بقيمة 16 مليون دولار من ديزني لتسوية دعوى تشهير رفعها ترامب في عام 2023 بشأن مقابلة مع جورج ستيفانولوس. كما حصل على دفعة أخرى بقيمة 16 مليون دولار من باراماونت لتسوية دعوى تشهير أخرى رفعها ترامب في عام 2023. تأتي هذه التسويات ضمن سياق قضايا قانونية تتعلق بتصريحات إعلامية، حيث تهدف إلى تجنب دعاوى قضائية مطولة ومكلفة.




طائرة بوينج 747-8 تابعة لحكومة كوريا الجنوبية
صورة لطائرة بوينغ 747-8، وهي طراز الطائرة التي ستصبح طائرة الرئاسة الأمريكية الجديدة لترامب.
Government of South Korea, 22-001, Boeing 747-8B5” — المصدر: Wikimedia Commons. License: CC BY-SA 2.0.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url